أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجاب في فرنسا














المزيد.....


أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجاب في فرنسا


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 708 - 2004 / 1 / 9 - 07:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النقاش الدائر حاليا في العالم الإسلامي حول قضية الحجاب التي افتعلتها بعض التنظيمات الأصولية في فرنسا بحثا عن الشعبية والدور السياسي وامتدت لتشمل كل العالم الإسلامي نقاش يعتمد على مبدأ "ولا تقربوا الصلاة" ويبني طروحاته على تشويه للحقائق ومعلومات ناقصة وعدم دقة في اختيار معايير النقاش.
يقود المتعصبون الإسلاميون والتنظيمات الأصولية حملتهم ضد فرنسا تحت شعار مواجهة "منع الحجاب في فرنسا" وهي أول كذبة يستخدمونها في هذه الحملة، فلا يوجد في فرنسا قرار بمنع الحجاب، والقضية التي يتم النقاش حولها ليست "منع الحجاب في فرنسا" بل "منع الحجاب والرموز الدينية الأخرى في المدارس الرسمية" وبهذا نعرف تماما أن مجال المشكلة محصور في المدارس الرسمية التي تديرها الدولة العلمانية الفرنسية، ولا يقتصر على الحجاب وليس موجها ضد المسلمات بل أنه يتعامل مع كل الرموز الدينية على قدم المساواة.
وليس صحيحا ابدا أن هذا القرار دوافعه "صليبية" وإلا لكان المسلمون في فرنسا يواجهون التمييز بينما يتمتع المسيحيون بكل الحقوق ولكن الواقع هو أن كل الناس في فرنسا يتمتعون بنفس الحقوق المدنية والدينية التي تكفلها العلمانية مهما كانت أديانهم ولا يوجد اي استهداف للمسلمين بل أن المسلمين في فرنسا يتمتعون بحقوق لا يحصلون عليها أبدا في العالم الإسلامي. ولكن المتابع لحملات الإسلاميين قد يعتقد بأن هناك "مطوعين علمانيين" في فرنسا يلاحقون الفتيات المحجبات وينتزعون الحجاب من على رؤوسهن بالضرب والإكراه!
وليس صحيحا ابدا أن هذا القرار دوافعه "صهيونية يهودية" وأعتقد بأن مثل هذا الوصف عيب كبير لأنه يعطي انطباعا بأن الرئيس شيراك يخدم الصهيونية وهذا كذب فالرجل بقي دائما وفيا لقناعاته الإنسانية ودعمه للقضايا العربية ولكنه بنفس الوقت مسؤول عن تطبيق القوانين العلمانية في بلاده وهو يتحمل مسؤولية ذلك أمام الشعب الذي انتخبه. كما أن القرار يتعامل مع كل الرموز الدينية بشكل متساو.
 وإذا ما تابعنا ردود الأفعال في فرنسا حول هذا القرار فإن اليهود بمؤسساتهم الدينية يدعمون ارتداء الحجاب ولكنهم لا يقومون بتصعيد المسألة حتى لا يعادوا القيم العلمانية التي يؤمن بها كل الفرنسيين وينتظرون حتى يستفيدوا من التصعيد الأحمق الذي تقوم به الجماعات الإسلامية ليحصلوا على حقوق التعبير عن رموزهم الدينية في كل مكان في فرنسا.
وتقود الجمعيات والمنظمات الإسلامية في الأردن والعالم العربي حملات لجمع مليون توقيع لإرسالها إلى شيراك، زبناء على السذاجة والمشاعر الدينية وأساليب الخداع والكذب التي يستخدمها الإسلاميون يمكن للناس في الأردن وكل الدول العربية أن يجمعوا مئة مليون توقيع ويسلموها للرئيس شيراك ولكن هذا لا يعني شيئا كما لا يعني شيئا أن يجمع المسيحيون مئة مليون توقيع ويسلموها للسعودية من أجل السماح للمسيحيين بالتعبير عن حقوقهم الدينية في السعودية، فالمسألة هنا هي خاصة بمبادئ الدولة الفرنسية كما هي خاصة بمبادئ الدولة السعودية والرئيس شيراك وفرنسا ليسا مسؤولين عن تطبيق الشريعة كما أن الدول الإسلامية ايست معنية بتطبيق التعاليم المسيحية. وهذا هو نفس المنطق الذي يجعل العرب يغضبون مثلا من قيام مؤسسات قبطية في الغرب بالضغط  على الدولة المصرية بحجة "التمييز" ضد الأقباط لأن هذا التمييز غير موجود ويستخدم لأسباب سياسية كما أن التمييز ضد المسلمين في فرنسا كذبة كبرى لا يمكن تصديقها.
وهذا هو أيضا عنصر النفاق الكبير الذي يمارسه الإسلاميون، فهم يطالبون فرنسا باحترام العلمانية، ومبادئ حقوق الإنسان وحرية المعتقد وغيرها من مبادئ عصر التنوير والتي لا يؤمن بها الإسلاميون اصلا ويعتبروها كفرا وزندقة، ولا يستخدمها الإسلاميون إلا عندما تفيد مصلحتهم فقط ويرفضونها في كل المجالات الأخرى.
أخشى أن المسلمين في فرنسا وأوروبا سوف يدفعون ثمن هذا التصعيد الأحمق لقضية الحجاب، وسوف تثير سلوكيات وتصريحات مشايخ المسلمين غير المسؤولة حول "الحرب الصليبية المزعومة" ردود أفعال سلبية من بعض التيارات السياسية المتطرفة في أوروبا قد تؤدي إلى تعرض المسلمين لتمييز حقيقي هذه المرة بسبب غضب الأوروبيين من هذه التصرفات وعدم احترامهم لقيم المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها.
وفي النهاية فإنه من الغباء الحقيقي التصادم مع الدولة الأوروبية الأكثر تعاطفا مع القضايا العربية في مسألة هامشية لا تؤثر على مصلحة الغالبية المطلقة من المسلمين في فرنسا في معيشتهم وحياتهم وحقوقهم، وإذا ما أردنا أن نستخدم نظرية المؤامرة التي يعشقها العرب والمسلمون لتفسير كل الأحداث فإن المستفيد الأول من التصعيد الذي تمارسه المنظمات الإسلامية هم اليهود والصهاينة لأنهم سيكسبون تخريب العلاقة العربية-الفرنسية وبناء جدار من عدم الثقة بين الفرنسيين والمسلمين وكذلك حصولهم على حق ارتداء رموزهم الدينية بدون أي يدفعوا ثمنا من علاقتهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- التركيب البيوسايكولوجي لعقل الإنسان يرفض كل النظريات الشمولي ...
- مؤسسة رامسفيلد السرية لاستفزاز الإرهابيين!!
- مفاعل ديمونا...محرقة الشرق الأوسط النووية القادمة
- ثورة المعلومات تغير أنماط العمالة في العالم
- أمنية العام الجديد: تحرير صدام وتنصيبه زعيما على الأمة العرب ...
- متى نتخلص من نظرية المؤامرة ونصارح أنفسنا بالواقع؟
- القضايا العشر التي تحدد مستقبل التنمية في العالم
- بوش وبلير والديمقراطية الليبية!
- ما هي الدولة العربية الناجحة؟
- كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي
- زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باتر محمد علي وردم - أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجاب في فرنسا