أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود النمر - ضوء التصوف في الفراشة والعكاز














المزيد.....

ضوء التصوف في الفراشة والعكاز


محمود النمر

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 07:05
المحور: الادب والفن
    


(الفراشة والعكاز) آخر اصدارات الشاعر المبدع ضمن سلسلة اصدارات جريدة الصباح التي تسهم حالياً في تسليط الضوء على نتاجات مبدعينا، من اجل الجهد الابداعي العراقي في سبيل ثقافة ناضجة تسهم في اعادة صياغة الابداع والفن والجمال من جديد..!

(الفراشة والعكاز) فعل استثنائي تراكمي هائل بعد تجارب مرت وساهمت في اماطة اللثام عن اكتشاف عوالم كان يكتنفها الغموض، ولا تظهر الا بانزياحات نابغة ونزقة ومستقرة، كي تمزق تلك الضبابية الموحشة، وكشف ماهو مستتر واعادة صياغة المثل باشارات شعرية صادقة وقلقة في تثبيت دعائم الجمال الكوني.
ولايأتي هذا الفعل الا بتجربة تتبعها تجارب ترسخ عمق هذا المسار، بعد معطيات ثرة ومؤثرة في النزف الذاتي.
(الفراشة والعكاز) ديوان شعري صوفي جاء نتيجة تراكم معرفي، اشترط على نفسه، ان يتوغل في بسط يد الشك الى ماهو غير معلن..!!
فاستنطاق عوالم صامتة واستدراجها الى كيفية الظهور المعرفي والخروج من دائرة التعتيم للضوء وبث ايماضات ضوئية ساحرة في الفن الجمالي لاستقطاب الفراشات المرتبكة في البحث عن هالة الضوء الجمالي التي تبحث عنه ضمن دوراناتها الكونية ذات الفعل الفيزيقي المتسارع.
انها ذات فعل وولوج صادق متصل بكم هائل من تواردات ذهنية وتراكمية تربو ان تصل الى السبعين من عمر الشاعر.
فهو يمتلك صفة الدرويش بامتلاكه لعكاز الضوء الكوكبية للكشف عن الخلايا الشعرية التي مازالت تنتظر الصدمة الجمالية بظهورها في شكل ذبذبات او نبضات شعرية تخترق جميع الحواجز، حتى لاتنفصل عن قيمة الجمال الكوني وتمارس فعلها التنويري.
ولانها فعل كوني جمالي مزدحم بالنفور والاشارات واستيقاظات كل ماهو غارق في غيبوبة المادية الى الفن الشعري الجمالي.
لقد حمل الشاعر عكازه لالتقاط المؤثرات (النيترونية) وشحنها بجهد استعلائي ذي صفة صوفية غير خاضعة للجهد الشعري القديم، وكانه يريد ان يقول: التجارب التي مرت هي دفقات شعرية تجلت نحو ذروتها المعرفية في عكازه المذكورة، لهذا تبدو القصائد موغلة في صيرورة التكوين الشعري واستحضارات شخوص صوفية ليرمي عليها صفة التبجح في الزهد والمغامرة.
فشخصية (الساهي بن يقظان) هو استثناء حضوري لاحد المتصوفة في حياة الشاعر الدرويش، الذي يترك حزمة من ورق بسطور بنفسجية، فيها بعض من الوصايا والايماضات تشكل لدى الدرويش، هزة تصوفية عالية في البنائية المعرفية من اجل اختزالات لا تظهر بالصدفة فقط.
وانما تتكشف من هاجس الريبة والشك، ثم تتمظهر في عكازه الضوئية التصوفية.
نحن لانسبق حرث المعرفة لدى الشاعر الا بالتماهي مع هذا الخلق الشعري لاستمكان النص في آخر محاوراته القلقة التي بدأها بالسؤال عن التكوينات، فهو يتشكل كأرفيوس بعد تجوال طويل في ازقة ليلية ورياح ثلجية متناوحة حيث يقول في تداعياته...
(لاعلم لي كيف طوحت به طوائح الزمن على شواطىء بحر البلطيق في العاصمة الاستونية تالن).بعد ذلك يحاول الدرويش ان يسد رمقه ببعض الكؤوس المترعة حين تصيبه الدهشة لدخول الحكيم ابي الفتح عمر بن ابراهيم المعروف بالخيام ويترك له نسخة من رباعياته ويمضي.
ان الحكمة عندما تكتمل في الروح يصعب علينا استذكار دررها وحتى معانيها، فهي تصل الى ذروتها في ذات الدرويش وتمنحنا ماهو جديد حول كل معرفة شائكة لاتخضع لمسميات اوصفات ضمن سمو وحبك معرفي وجداني فيه تسيىء من العرفانية التي لاتخضع لسلطة المقدس ولا لتابوهاته المحرمة. الشاعر هنا لايقدس المعاني الا حينما يمسك ذلك المهماز الضوئي ويربك صدمة التمرد على كل ماهو سائد ومألوف. الدرويش وعكازه الضوئية هما صفة واحدة لاستدراك عالم خفي مستبطن...!!.



#محمود_النمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربات ...تنوء كثيرا بالكلمات


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود النمر - ضوء التصوف في الفراشة والعكاز