أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر السلامي - الصيف والكهرباء .. نأسف لانقطاع التيار إلى الأبد














المزيد.....

الصيف والكهرباء .. نأسف لانقطاع التيار إلى الأبد


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 11:06
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما يقترب الصيف ، وهو الفصل اللاهب عراقياً وعربياً ، وعلى جميع المستويات ومع مختلف الطقوس ، تبشر وزارة الكهرباء العراقية بتحسن مفترض في التوزيع المبرمج للطاقة الكهربائية. وتعد المواطنين بموسم معتدل سياسياً وخدمياً ، وتيار مستمر بلا انقطاع.
وتسبق ذلك تأكيدات بالتغلب على المشكلات الفنية التي كانت تحول دائماً دون تحقيق الأداء الأمثل في هذا القطاع الحيوي والهام. وتلحقه تصريحات عن صفقات واتفاقات أبرمت أو سيتم عقدها مع الدولة (س) والشركة (ص) لتزويد العراق بالطاقة المطلوبة أو لتجهيزه بمحطات توليد جيدة أو لإصلاح محطاته القديمة ، فيكثر اللغط وتتناقل العيون والشفاه والأيدي والألسن والآذان وكل الحواس العراقية الأنباء. وتبدأ التسريبات الموثوقة والهمسات المؤكدة عن تبرع المسؤول الفلاني أو الجهة الفلانية الوطنية أو الدينية أو الإنسانية بنصب مولدات النعمة المجهولة في المدينة الكذائية والمنطقة العلاّنية.
وفي وسط هذه الدوامة الخبرية والمزايدة السياسية والمناقصة الدعائية على حساب الشعب المسكين ، يصحو الأمل المنعش للروح ويتعملق الحلم البنفسجي وتقوم من بين ركام الأوراق والذاكرة المشاريع المؤجلة وتنتفض المواعيد المؤملة ويبدأ الكلام عن عيشة رغيدة وحياة سعيدة ينعم فيها العراقيون بالراحة بعد تعب السنين العجاف وتشرئب الطماح المكبوتة بأعناقها و...و... ولكن..!
مع هبوب أول لفحة هجير عراقية تنهار المنظومة الوطنية وتسقط الوعود وتفتضح الكلمات المعسولة التي شيدت ناطحات سحاب من الخيال أو الخبال.. لا فرق. ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فتعود حليمة لعادتها القديمة ويذهب كل شيء أدراج الرياح.
فإذا بالقطع المبرمج تمتد وحداته الزمنية وترتفع مع ارتفاع درجات الحرارة ويبدأ الحديث القديم الجديد عن الأعطاب والأعطال والأتلاف والأخلال المستديمة والطارئة على الأسلاك والموصلات والقابلوات الناقلة جراء الأحمال الزائدة وإهمال الحكومة البائدة والتجاوزات الكثيرة على الشبكة المنيرة.
ناهيك عن القتل العشوائي والتخريب المنظم والهجمات الإرهابية التي تلحق الأضرار بالبنى التحتية وتتسبب بالانقطاع التام والإنطفاء العام. وهكذا وبهذا تعود لجميع التبريرات الحياة وتبدأ المماطلات والتسويفات بالسين وسوف وأخواتها وبنات عماتها وخالاتها وهلم جراً ونصباً ورفعاً إلى أن يأذن الله بحلول شتاء بارد قد يُنسي الحر ويقلل بعض الشيء من الشتيمة.
فينصدم المواطن (الغلبان) ويلعن الساعة (السوده) التي ولد فيها وتبوء أحلامه بالخيبة والخسران والندم على ما كان وما سيكون.. ويؤول الأمر به إما لاجئاً إلى الزوايا والتكايا يندب حظه العاثر ويردد (الله حي) أو كاتباً إلى مواقع النت لينشر غسيله ساخراً من القدر ومن نفسه ومن كل شيء وكل لاشيء.
وتسبت حينئذٍ كل آماله في الراحة والعمل السفر وبناء المستقبل وتكوين الذات والتدفئة والتبريد...إلخ...إلخ.. في وحل الانتظار المألوف لما سيأتي وما لا يأتي من جديد. يمني النفس صيفاً تلو صيف وشتاءً إثر شتاء بانتظار القادم اللايأتي ليحل له معضلة الكهرباء التي عصي حلها حتى على أمريكا ملكة العالم وسيدة العولمة..
نعم.. يعود العراقي السابت يحلم بتحسن قريب حتمي للكهرباء الوطنية وخلاص حقيقي أبدي من المولدات الكازية الانتهازية أو لعلها (نازية). ويظل يدور ويدور حول نفسه ثم لا ينتهي الأمر إلا بموته كمداً وحسرة أو بإعلان مثيرٍ من وزارة الأسلاك الباردة تقول فيه (نأسف لانقطاع التيار الكهربائي في هذا البلد إلى الأبد).



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ليتها حاولت..
- سامراء.. وريثة كربلاء وشاهدة التاريخ
- نحن هنا..
- أنا وأنت والوطن
- تماهي
- الطائر الناري
- الغاضبة
- يُجيبكم موتي..
- صهوة الفرْش
- لستُ.. لستُ
- أربعٌ قصار
- لوافت
- الأول الأخير..
- المحكمة..
- مُت وحيداًً
- سنعبر المحن
- أفكار بالصوت العالي
- الخطاب الديني عبر الأثير
- تجلىّ لي المارد
- أمن كربلاء.. وتساؤلات أظنها مباحة


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حيدر السلامي - الصيف والكهرباء .. نأسف لانقطاع التيار إلى الأبد