ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 10:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما من خطة حيكت للبنان إلا وفاحت منها روائح التآمر النتنة على أصحابها، فلا مكان للخطط والدسائس في بلد النور، وعلى أرضه الرخوة سقطت جميع الأقنعة المزيفة باسم الدين والقومية، وانكشفت الوجوه على حقيقتها.
المبادرات والوساطات المبذولة في سبيل إخراج لبنان من أزمته العاصفة ، وإن لم تثمر عن حل ، وقد يأتي الحل متأخراً ، تظل ناقصة ، ربما انشطرت هذه الأزمة في المستقبل القريب إلى أزمات أشد وأعمق ، لطالما بقي الحل وقائي وليس علاجياً .
فات أصحاب النيات الحسنة ، والمساعي الحميدة ، إدراك حقيقة أن حاجة لبنان الأساسية هي في أنسنته لا في استمرار تأليهه ، والأنسنة هي المكان الطبيعي لأي مجتمع بشري على وجه الأرض ، فلماذا يراد استثناء لبنان عن كوكب الأرض ، وهو لا يزال يسبح فيه ويستحيل أن يتزحزح عنه ؟ .
إنه الشعور بالعظمة والغرور بالقوة ، اللذان يسيطران على عقلية حزب الله ، ويراد من خلالهما السيطرة على لبنان ، حجج السيطرة في هذا المجال كثيرة ، تبدأ ولا تنتهي عند حد معين ، فكما أن المعركة اليوم بين خط الاستقلال وخط الاستتباع ، هي أيضاً بين أنسنة لبنان وبين تأليه لبنان ، أنسنته بالعقل والكلمة ، وتأليهه بالأحلام والبارود .
احتلال بيروت وحرق الطرقات وقطعها، لا ينم عن فعل إنساني، بل عن فعل بربري همجي لا مكان له في القرن الحادي والعشرين وفي لبنان تحديداً، والمثير أن الفاعلين الأساسيين نفذوه تحت عباءة الدين والطائفة.
المؤلم أن ألعابهم النارية خلت من أي صفة إنسانية، وفوق هذا اتشحت بثوبها الإلهي والمذهبي المقدس، فغدا فعلها الأسود، وللأسف الشديد فعلاً إلهياً (والعياذ بالله) ينبغي أن نصدقه كما صدقنا نصرها الإلهي.
إذا كان حزب الله يبحث عن شراكة وطنية ، ولا يريد أن يكون بديلاً عن الدولة اللبنانية ، لينزل درجة واحدة من سلم استكباره واستعلائه ، لتطأ قدمه الأرض ولو مرة واحدة، فمَن يسعى إلى تحرير الأرض مرة لا يفكر باحتلالها مرتين ، أم أن ما فيها من بشر يدنس ما هو مقدس .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟