|
كيف نحقق وحدتنا الوطنية ؟
احمد فايق دلول
الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 03:19
المحور:
القضية الفلسطينية
مما لا شك فيه أن هذا السؤال يبلور و يوضح أن الشعب الفلسطيني أمام مشكلة حقيقية لا بد من الخروج منها بأسرع وقت ممكن ، فلو قلنا كيف نحقق الوحدة الوطنية ؟ و للإجابة علي هذا السؤال لا بد و ان تتكاتف كل الجهود و القوي الفلسطينية من اجل الإجابة علي السؤال السابق ، فعدم الإجابة علي هذا السؤال ينسينا أن لنا قضية مسلوبة ، فلو قلنا إن الوحدة الوطنية انقلبت إلي الفرقة اللاوطنية جاءت بعد الحسم العسكري الحمساوي ، ففي اعتقادي أن هذا خطأ كبير لا بد و أن نزيله من عقولنا ، فالوحدة الوطنية ليست مسألة حسم عسكري أو انتخابات تشريعه ، أو حتي صلاحيات و مزايا شرعية للحكومة التي شكلتها حماس و التي امتنع الرئيس عباس إن يمنحها لحركة حماس ، فالوحدة الوطنية لم تحقق منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطيني في الستينات ، فكيف تتحقق وحدة وطنية بين اتجاه علماني –علي سبيل المثال- و بين اتجاه إسلامي ؟ فلو قلنا أن الوحدة الوطنية ربما تتحقق بين اتجاه علماني و اتجاه يساري ، فهذا اقرب إلي الواقعية ، و لكن عدم الوحدة الوطنية مرده سلبا علي الشعب الفلسطيني الذي يعاني أبناؤه من تسلط القيادات الفاسدة عليه ، لذلك أول إذا لم ترغب القيادات الفلسطينية في التوحد فلا بد من توحيد الشعب الفلسطيني ، وفي اعتقادي ان الشعب في وحدته سيكون أكثر تماسكا و عاجل ما يحرر الأراضي المحتلة ، فهناك نقاط التقاء يمكن للشعب أن يتمسك بها ، فمثلا قتالنا مع إسرائيل و الثورة المستمرة و الحرب المفتوحة ، و لكن في حال خرجت جزء من القيادات لتترك الثورة و تلجأ نحو المفاوضات فهذا يعني عودة انقسام الشعب الفلسطيني إلي انقسام آخر .
و في اعتقادي أن الوحدة الوطنية تتحقق و لكن بعد اكتمال شروط الوحدة الوطنية المرضية للجميع ، ويمكن ذكر شرطين أساسيين هنا : 1. أن تدرك كافة الفصائل و القوي الفلسطيني أنها لا تساوي أي شيء أمام الفرقة التي تمزق الشعب الفلسطيني . 2. أن يدرك الشعب الفلسطيني ان الفرقة علي ظهره و من حسابه الخاص ،لذلك فلا بد من المصالحة الوطنية التي تلملم جراحه
فلو توفر هذان الشرطين ، فانه من السهل جدا علي كافة الشرائح الفلسطينية أن تتوحد أمام عدو واحد و يصبح من السهل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع تعيين المهام و الصلاحيات المخولة لكل طرف ، و لكن بشروط عدم عودة الأمور إلي ما كانت عليها قبل الحسم من قتل علي اللحية و نزع الحجاب .
و لكي نحقق الوحدة الوطنية لا بد من وضع الأرضية التي نسير عليها نحو الوحدة الوطنية ، و التي تتمثل في الأتي : 1. إعادة بناء منظمة التحرير كما يريد الشعب الفلسطيني و علي أسس وطنية واضحة كوضوح الشمس و حبذا لو كانت المنظمة تحمل الصبغة الاسلامية . 2. إلغاء الحكومتين المتنازعتين في غزة و الضفة و العمل علي تشكيل حكومة وحدة وطنية تلملم جراح الشعب الفلسطيني بأسره ، و تعمل بالتنسيق المشترك بين كافة الفصائل الفلسطيني و خاصة التي تتمتع بوزن و ثقل سياسي ، و أن تعمل الحكومة بقدر الإمكان علي فك الحصار المفروض علي قطاع غزة . 3. رفع شعار من أين لك هذا ، بحيث محاسبة الشعب للقادة السياسيين و حصر اموالهم قبل استلامهم للمناصب و بعده . 4. خروج مسيرات و فعاليات كبيرة تدعوا إلي الوحدة الوطنية و ترفع أعلام كافة الفصائل تحت علم فلسطين ، و كذلك ترويج كبير في وسائل الإعلام من اجل تقبل الوحدة الوطنية و تبنيها شعبيا ونصب خيم الاعتصام أمام المقرات الحكومية. 5. عدم التفاوض مع إسرائيل ، و إذا تم اتفاق داخلي علي التفاوض مع إسرائيل فلا بد هنا من إخبار الشعب بتفاصيل هذه المفاوضات والي أين وصلت ، وكذلك التقليل من هذه المفاوضات قدر المستطاع . 6. إعادة صياغة الأجهزة الأمنية و اختصارها في عدد محدود ، و توضيح مهام كل جهاز علي حدا ، بحيث نتفادى التضارب في المهام و الصلاحيات . 7. القضاء علي ظاهرة التسلح الشخصي ، و إعطاء الصلاحيات الممكنة للأجهزة الأمنية لحماية الوطن و المواطن ، و كذلك إشراك الأجهزة الأمنية في المقاومة بجانب الأجنحة العسكرية . 8. تبني بمشروع الجهاد الإسلامي العالمي في المواجهة الدائرة مع الاستكبار الإمبريالي الصهيوني العالمي و العمل الجاد من اجل الترويج لهذا المشروع .
و بعد هذه الأطروحات أتمني العمل الجاد و الدءوب من اجل التوحد في وجه أعدائنا ، و اتمني التطبيق السريع لهذه المقالة ، و كذلك نطبق المثل الشعبي الذي يقول ( أنا و أخي علي ابن عمّي ، و أنا و ابن عمي علي الغريب) و لكن المقصود بالمثل هنا أنا و أخي الفلسطيني علي الصهيوني ، و أنا و أخي العربي علي الغربي ، فشعبنا الفلسطيني اليوم بأمس الحاجة إلي الشعب الفلسطيني . و لا ننسي هنا أن الحركات التي أثرت علي وحدة الشعب الفلسطيني لا بد و أن تعتذر له عن كافة الأخطاء التي ارتكبتها في حق هذا الشعب المجاهد .
و أتمني أن يأتي دور الكتاب و المحللين السياسيين هنا لكي يوصلوا رسالة الشعب إلي القيادات و رسالة القيادات إلي الشعب ، واتممي أن تتحول الوحدة الوطنية إلي الوحدة الاسلامية
و شعارنا : الوحدة الاسلامية ،،، الوحدة الاسلامية ،،، الوحدة الاسلامية
#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطاع غزة بعد زيارة بوش
-
أحمد أسعد الشقيري
-
أحدث طريقة لرفع الحصار
-
الدولار الأمريكي في هبوط . . . إلي أين ؟
المزيد.....
-
ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا
...
-
أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية
...
-
مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا
...
-
مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف
...
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|