|
الثوريناطح الثورة !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سقطت اهم الاقنعة ، وبات اللعب على المكشوف ، وعليه سيكون مشاركا بالجرم الاكبر ، من لا يسمي الاشياء باسمائها ، الجريمة اكبر من ان تحتويها لفظة جريمة ، وتوصيف حالة المقنعين فيها بالعمالة والخيانة والدجل والنفاق والسقوط والانتهازية والتخلف والغباء والجهل والارتزاق والكذب والتحريف والسرقة والنهب والسلب والبربرية والوحشية والثأرية الحيوانية والتلذذ بعذابات المخالفين واجتثاثهم الى جانب تشخيص اعراض الحالة النفسية التي تراودهم ، وما يسيح منها من فضائع ومظالم ومآسي تجري على رقاب الناس ، كلها لا تجمل عمق ما يرتكبوه ، انهم يشاركون المحتل مشروعه المفتون بالفوضى النوعية ويضعون انفسهم تحت تصرف ادق تفاصيله ، من دق الاسافين ، ودفع الناس للتقاتل بسببها ، لتطغي صور الدم والخراب والذبول والتشرد والمرض والعجز والخنوع على مجمل مفردات الحالة التي نكب العراق بها ، الى حرق جثث من يقاومهم وقصف البيوت الامنة وقتل الاطفال والنساء !
جرائم قتل المدنيين في البصرة بصولة الجبن والعار ، وجرائم حرق جثث المقاومين دفاعا عن انفسهم في سوق الشيوخ ، وجرائم الابادة الهمجية المتواصلة على اهالينا في مدينة الثورة ـ الصدرـ تفضح الاكاذيب والدعاوى الباطلة بتمثيل حكومة الدمى لشعب العراق ، فليست هناك حكومة تمثل شعبها وتاتي لتقاتله قتال الانتقام والحرق والابادة ، شعبنا يدرك بفطرته ان الامريكان هم الحكام الحقيقيون وان حكومات المنطقة الخضراء ماهي الا قطاع مختلط بين المستفيدين من الوجود الامريكي في العراق من العراقيين وبين الوجود الامريكي ذاته وما يرسمه من خارطة طريق له وللمنطقة برمتها ! المحتل الامريكي يندم اليوم لانه اعلن انتهاء المعارك الرئيسية في العراق مبكرا بمعنى انها بالنسبة له مازالت مستمرة ، فالحرب تتصاعد ضد العراق وشعبه كلما تزايدت المقاومة وكلما اقترب موعد انتهاء ولاية بوش في البيت الابيض ، بوش وحزبه يريدان تثبيت الوضع العراقي على اسس بنود اتفاقية امنية طويلة الامد تبرم مع اتباعهم فيه ، يريدان اقناع الناخب الامريكي بمكاسب على الارض العراقية حتى لو كان تحقيقها يستدعي ابادة مدن عراقية باكملها ! ادارة بوش وجحافلها في العراق هائجة وكذلك حال حكومة المالكي المجرمة هيجان الثور واستنفاره لمناطحة من يريد ترويضه وتكتيفه وارجاعه الى حضيرته حيث اتقاء شره ونطحه ورفسه ! ان الدونية والقهرية والاسقاط والازدواجية والتقمص والنكوص والهستيريا والشيزوفرينيا والسادية وجلد الذات ، كل هذه الامراض مجتمعة لن تكون معبرة بما فيه الكافية عن عمق الحالة الا سوية والتي يمارسها هؤلاء الاوباش وهم يحكمون بالوكالة عراقنا المحتل ! لقد قتلوا المئات وجرحوا الالاف في البصرة وهدموا البيوت على رؤوس اصحابها ، وفعلوا الافاعيل في سوق الشيوخ ، وها هم اليوم يصبون حقدهم الدفين على سكان مدينة الثورة ـ الصدر ـ الكادحة الباسلة المقاومة ، يحاصروها ويقصفوها ويمنعون عنها الكهرباء والوقود والدواء ، انهم يصفون ابطالها بالجرذان حيث اطلقوا على عمليتهم وصف ـ صيد الجرذان ـ مما يدلل على مدى عجرفتهم واستهتارهم بارواح العراقيين وتعمد اهانتهم ، 1000 قتيل واضعاف هذا العدد من الجرحى ونزيف اهالي الثورة يستمر ، لكنهم لن يخضعوا لن يستسلموا لن يتقبلوا الاهانة لن يرحموا الغزاة ومعاونيهم !
يامالكي يا جبان يا عميل الامريكان :
هذا شعار الاهالي في البصرة وسوق الشيوخ والكوت والنجف ، شعار لا تمل ولاتكل الثورة من ترديده والشعار ليس للاستهلاك انما هو حكم الاهالي على هذا الدعي الصلف ، هذا الكاذب الذي صدق نفسه ، والذي لا يتوانا عن فعل اي شيء يرضي به اسياده الامريكان ، انه منح فرصة اخيرة منهم ، ولاجل مسمى لانجاز ما هو مطلوب منه امريكيا ، لقد صرح انه سائر الى الموصل لخوض اخر معركة مع الارهاب ، لكن الواقع كذبه فالامريكان من يحدد السير واتجاهه وعليه صدرت الاوامر له للتوجه الى البصرة وتهيئة ساحتها لنفوذ الاتباع ـ جماعة المجلس والدعوة ـ وبما يضمن عزل المعارضين من ـ الصدريين والفضيلة ـ عن خوض انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجرائها في اكتوبر القادم ، حاول الامريكان والبريطانيين التنصل عن التخطيط لتحرك المالكي بالقول : انهم لم يكونوا على علم بتحركات المالكي تلك ! كيف يستقيم الامر اذا كان المالكي نفسه من قال : انه غير قادر على تحريك كتيبة من الجيش العراقي وهو القائد العام للقوات المسلحة ؟
لم يكن باستطاعة المالكي البقاء في البصرة يوما واحدا لولا ضخامة التحشيد الاحتلالي عليها وحرص المحتلين على حمايته ، ولم يكن للقوات الحكومية الطائفية من الصمود في البصرة يوما واحدا لولا الغطاء الجوي والمدرع الذي وفرته القوات المحتلة لها ! لقد حوصرت غرفة عملياته وانهال عليها الثوار بهاوناتهم ، فاخذ يصرخ مستنجدا بالطيران لنقله الى مكان اخر بعيد عن ساحة القتال ، وقتل سكرتيره ابوليث وقتها مما عجل ذلك بهروبه من البصرة ! اليوم جاء دور الثورة في مدينة الصدر وفيها سوف لن يحقق ماعجز عن تحقيقه في البصرة ومهما كانت نوعية المراهنة الامريكية فان في الثورة ثوار لا يهابون الموت ! مهما كان الثور ضخما فان امواج وافواج الثورة ستجبره على التقهقر والهروب !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيار العراقي
-
الطبقة العاملة العراقية تبحث عن حزبها فلا تجده !
-
خمسة أعوام من الارهاب الامريكي في العراق!
-
31 أذار يتوشح بالحزن !
-
الصهيونية عنصرية مدللة !
-
جنس من اجل البقاء !
-
8 اذار رفيق 1 ايار !
-
وديعة بوش الساخنة لخليفته !
-
حوار الطرشان !
-
العراق بين التخيير والتسيير؟
-
نداء غزة !
-
الرجل المومس والبغي الفاضلة !
-
اين النمو من البلدان النامية ؟
-
وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
-
القاعدة ليست استثناء !
-
متى يكون المثقف متبوعا ؟
-
ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
-
الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
-
حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
-
مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
المزيد.....
-
ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا
...
-
أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية
...
-
مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا
...
-
مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف
...
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|