أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - صفحات مشرقة من ذاكرة الاسر















المزيد.....

صفحات مشرقة من ذاكرة الاسر


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:24
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الاسيران ابراهيم ابوحجلة وعبدالحكيم حنيني
....مع مجيء الانتفاضة الثانية، انتفاضة عام2000، تغيرت الكثير من المفاهيم والقناعات لدى أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية تجاه قادتها وقياداتها،حيث كان هناك اعتقاد سائد،بأن القادة لا يسجنون،وان طالتهم الاعتقالات والسجون، فهي تكون لفترات قصيرة، ولا تصل في حدها الأعلى بضع سنوات، وانأ أذكر جيداً وفي سجن عسقلان عام 2005، أحد الأسرى القدماء كان يقول لي يا رفيق نحن»حمير المعصرة»،وهو يقصد بذلك الأسرى القدماء، ولكن انتفاضة 2000 لم تلغ هذه القناعات كليا، بل أحدثت انعطافة غير عادية تجاه تلك المفاهيم، حيث أن الكثير من قادة الفصائل دخلوا السجن، وما زالوا يقبعون فيه،منهم الأمين العام للجبهة الشعبية القائد احمد سعدات، والقائد مروان البرغوثي والقادة حسن يوسف وياسين السعدي وأبو الهيجاء،وكذلك العديد من الوزراء وأغلب نواب الضفة الغربية، ومن ضمن هؤلاء القادة الذين اعتقلوا ولم تكن زيارتهم عابرة أو قصيرة للسجون الإسرائيلية، الرفيق القائد ابراهيم أبو حجلة»أبو سلامة» عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ، الذي انتخب لعضوية مكتبها السياسي مؤخراً وهو في الأسر.
هذا الرفيق الذي تعرفت عليه في سجن عسقلان، كان معتقلاً على رأس خلية عسكرية للجبهة الديمقراطية،حيث حكم بالسجن لمدة خمسة وعشرين عاماً،والرفيق بحق قدوة ومثال لرفاقه وحزبه،فهو عندما كان يعيش في قسم 8 في سجن عسقلان،ورحل الرفيق التنظيمي المسؤول لرفاق الجبهة الديمقراطية في سجن عسقلان الرفيق عصمت منصور، لم يترفع الرفيق عن مهمة العناية والاهتمام بالرفاق الجدد والذين كانوا يعيشون في قسم 2 من نفس المعتقل،حيث انتقل عندهم وكان لهم بمثابة الرفيق والصديق والأب والقائد،يتابع شؤونهم الحياتية ويتولى تثقيفهم،ورفع وتوسيع مداركهم وخبراتهم التنظيمية والسياسية والاعتقالية،وكان دائماً حريصاً على التفاعل مع القوى الأخرى وتحديداً مع رفاق الجبهة الشعبية والأخوة في حركة فتح،حيث كنا نجري نقاشات وحوارات واسعة وطويلة ومعمقة وتتناول القضايا الاعتقالية،وما هي السبل والآليات للوحدة بين القوى الديمقراطية،وأسباب انحسار وتراجع قوى اليسار في الساحة الفلسطينية،ولماذا لا تخوض القوى الديمقراطية الانتخابات التشريعية موحدة؟
وأبو سلامة ليس من المناضلين الذين يغلبون القضايا الجزئية والفرعية على القضايا والمصالح الاعتقالية العامة،حيث كان يضع ثقته في قيادة المعتقل،دون أن يكون من جانبه إصرار على التمثل فيها، وبشهادة الرفيق ضرار العزة والذي سكن مع الرفيق أبو سلامة في غرفة 9 قسم 2،فهو رفيق معطاء وصادق ولدية نظرة واسعة للأمور،وناضج في طرحه ورؤيته السياسية،ولكنه ليس بالإنسان العصبوي،أو الذي يستعرض قدراته ومعارفه على المناضلين،بل كان يضع نفسه في خدمة أصغر شبل في المعتقل،ولا يشعر أي من رفاقه أو من المناضلين بوضعه الحزبي والتنظيمي،بعكس بعض القيادات والتي عكست صورة سلبية عنها بالدرجة الأولى وعن ما تمثله، من حيث الاستعلاء والتكبر وإشعار المناضلين بضرورة خدمتها، ناهيك عن أنها لم تشكل قوة مثل للمناضلين الأسرى لا في الموقف ولا في المسلك ولا في الحياة الاعتقالية،وأبو سلامة هذا من القيادات المركزية القليلة للفصائل التي قدمت للسجن متسلحة ومقرنة القول بالفعل القائد في الميدان، وسيبقى رفاق أبو سلامة وكل أبناء الحركة الأسيرة،يذكرونه كقائد تضحوي،ومناضل عنيد من أجل الحرية،وبالمناسبة،هو من القيادات العائدة،والتي تأخذ عليها الحركة الأسيرة،عدم التصاقها بهموم النضال والكفاح،بقدر بحثها عن مصالحها وامتيازاتها.
أما الأسير عبد الحكيم حنيني من فروش بيت دجن. من نابلس،والذي تعرفت عليه عندما كنا نسكن متجاورين في غرف قسم 8 ولاحقاً عندما كنا نزوره في قسم 4 في سجن عسقلان،فهو مناضل أصيل وعنيد ،وقائد كفاحي من الدرجة الأولى،فرض ثقته واحترامه وشخصيته كقائد ليس على المجاهدين في حركة حماس،بل وعلى كل أبناء الحركة الأسيرة، وهو من القيادات المركزية في حماس،والتي تهابها وتحسب لها ألف حساب إدارات السجون الإسرائيلية، ورغم كل الهالة والهيبة والثقة التي يحظى بها هذا القائد المناضل،فهو إنسان متواضع،ورغم تدينه فهو ليس بالإنسان العصبوي والفئوي،بل منفتح على الأراء والأفكار الأخرى، وأذكر أنه عندما فازت حماس في الانتخابات التشريعية غام2006،فإنه كان من أول الداعين للأخوة في حماس، لمراعاة مشاعر الأخوة في حركة فتح، وعدم خلق أي نوع من الاستفزاز من شأنه أن يلحق الضرر بوحدة الحركة الأسيرة،وأذكر كذلك حينما بدأ الانفلات الأمني يأخذ منحى خطير في الضفة والقطاع،فهو كان على رأس المبادرين والداعين،الى التصدي لحالة الفلتان تلك من خلال تعميق الحوار والوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني،وطالب أن تبادر الحركة الأسيرة إلى تصدير بيان يناشد حركتي فتح وحماس ،بضرورة الاحتكام للحوار والابتعاد عن ما من شأنه تعميق الانقسام والانشقاق في الساحة الفلسطينية،وأيضاً فيما يخص مخصصات الأسرى،وما يحصلون عليه من مخصصات «الكنتينا» فهو من أشد الداعين إلى أن يتم التعامل مع كل الأسرى وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية على قدم المساواة، وكذلك يقف بكل حزم وصلابة ضد أي سلوك فئوي من شأنه أن يلحق الضرر بوحدة الحركة الأسيرة ،فوحدة الحركة الأسيرة هي الضمانة الوحيدة،التي تكفل لها مواجهة إدارات السجون ومخططاتها بضرب صمودها ووحدتها،والانقضاض على منجزاتها ومكتسباتها التي عمدتها بالدماء والشهداء ومعارك الأمعاء الخاوية،وأبو حذيفة لا ينكر دور قوى اليسارية في قريتهم،فهو يقول أنها كانت إحدى القلاع اليسارية،ويتحدث عن ذلك باحترام وبلغة الإنسان المناضل الذي يثمن ويقدر كل جهد أو عمل كفاحي أو نضالي،وبغض النظر عمن يقوم به أو يمارسه،ويصب في مصلحة الوطن والشعب والقضية.
وأبو حذيفة من القيادات التي تقدم أدارت السجون على ترحيلها وعزلها من سجن لآخر،لمعرفتها بدورها وما تتمتع به من ثقة واحترام بين الأسرى،ودعوتها الدائمة للوحدة والتعاون والتكاتف بين كل أطراف الحركة الأسيرة الفلسطينية، وهو رغم كل ما شهدته الساحة الفلسطينية من انقسام وخلاف،كان من أشد المعارضين لقيام إدارات السجون الإسرائيلية،بفصل وعزل أسرى حماس عن بقية الأسرى،ورأى أن ذلك يعمق الخلاف والانقسام بين الأسرى،ويشكل ربحاً صافياً لإدارات السجون الإسرائيلية في تنفيذ أهدافها ومخططاتها ضد الحركة الأسيرة.
وحتماً قادة من طراز أبو سلامة وأبو حذيفة، سيبقون في قمة الاستهداف لإدارات السجون الإسرائيلية،وكذلك سيبقون رموز وقيادات اعتقالية كبيرة تغلب المصالح العامة على المصالح الخاصة،وتلعب الدور الجامع لا المفرق.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة بوش للمنطقة بين القدوم والإلغاء
- الغلاة والمتطرفين يشعلون فتيل الحرب الأهلية في لبنان
- المفاوضات والدوران في الحلقة المفرغة
- من ذاكرة الأسر30
- من ذاكرة الأسر29
- اغتيال الشيخ حسن نصر الله قد يشعل حرباً اقليمية
- الأسرى الفلسطينيون ومحاكم ثلث المدة الاسرائيلية-الشليش-
- في ذكرى عيد العمال العالمي
- زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية مسلسل ذل ...
- المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي/ بانتظار|فرمان-الرئيس
- أسرى القدس والثمانية وأربعين
- من ذاكرة الأسر28
- من ذاكرة الأسر 27
- ليفني تأمرفنطيع من قطر حتى رام الله
- في داخل السجن سجون
- من ذاكرة الأسر 26
- بين-البوسطة-و -المعبار-
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
- متى يتوقف هؤلاء المساطيل والمهابيل عن الإتاء ؟
- عن الوزراء والنواب الأسرى والمختطفين في سجون الاحتلال


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - صفحات مشرقة من ذاكرة الاسر