أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟














المزيد.....

هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ عرف الإنسان النزاع والقتال والعدوان والظلم هناك دائما نسبة معينة بين قوى الخصوم المتنازعة أو المتقاتلة ونادرا ما تكون القوى متكافئة وهناك أيضا بينهم من ينزع إلى التفاوض والحلول السلمية إذا ماوجد أنها تحقق أهدافه الأساسية أو جزءا ً منها بدلا من العمل العسكري الذي غالبا مايكون ثمنه باهظا. وعادة ماتكون المكاسب أو الخسائر متناسبة مع قوة كل من الطرفين المتقاتلين وبالتالي فان الأقوى يفوز بحصة الأسد من المكاسب وليس بالضرورة أن يحصل الأضعف على مكاسب بل قد تكون هناك خسائر اقل من الخسائر المترتبة على استمرار القتال أو الوضع قبل المفاوضات ولذلك فان خيار أهون الشرين يكون الخيار الأفضل منطقيا وعلميا .
وفي حالة الصراع العربي الصهيوني حيث أنهت كل من مصر والأردن نزاعهما مع العدو المشترك للعرب وهذا الصلح وان شكل سابقة في غير صالح توازن القوى بين الجانبين العربي والصهيوني عند التفاوض المشترك إلا انه وكما يراه آخرون كسر الحاجز النفسي باتجاه الصلح والسلام فضلا عن كونه تجربة يستفاد من نتائجها ودروسها العرب الآخرون المعنيون مباشرة بالصراع والذين لازالوا في حالة حرب مع الكيان الصهيوني الغاصب .
وبما أن الحديث يدور منذ سنوات حول حل القضية الفلسطينية قبل غيرها وان هناك من ينزع من الفلسطينيين إلى التفاوض والسلام وهناك من يعارض ذلك بسبب إيمانهم بعدم جدوى المفاوضات وان العدو الصهيوني لايقبل حتى بما منحته له القوى الكبرى من أراضي قسمت ومزقت فلسطين فإنها ترى أن البديل هو استمرار النزاع والقتال بإمكانياتهم البسيطة والمتواضعة.
ولكن عند تقييمنا لنتائج الخيارين وقارنا بينهما لوجدنا أن الخيار العسكري يكلف أبنائنا في فلسطين ثمنا ً غير قابل للاحتمال لأنه لايطال المقاومين الفدائيين فقط كون هؤلاء مشروع استشهاد بل يطال جميع الفلسطينيين أطفالا وشيوخا ونساء ولاسيما المناطق التي تنطلق منها الفعاليات العسكرية البسيطة سواء التي ينفذها الفدائيون بأنفسهم مباشرة بالهجوم على قوات العدو أم بالصواريخ البسيطة التي نادرا ماتصيب أهدافها فتكون ردود أفعال الصهاينة كما تنقلها لنا يوميا وسائل الإعلام قتل ودمار وحصار متصاعد إلى ماشاء الله تعالى فضلا على المكاسب الإعلامية التي يجنيها من جراء وصف الفدائيين بالمجرمين أو الخارجين على القانون الذين يمارسون العنف ضد المدنيين الأبرياء وأنهم لايرغبون بالسلام بل يقومون بذلك للحيلولة دون تحقيق السلام في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للعالم الأول وبالتالي فإنهم يهددون السلم والأمن الدوليين وهو مايضمن لهم غطاء ً شرعيا ً أمام الرأي العام الدولي وأمام الأمم المتحدة بذريعة الدفاع الشرعي عن النفس على الرغم من أنهم لايقيمون وزنا ً لهما إلا أنهم يعدونه مكسبا مجانيا ً .
أما خيار المفاوضات فانه شر لابد منه فبرغم قناعتنا بان العدو سوف لن يوافق على السلام مالم تكن نتائجه 99% لصالحه مقابل 1% لصالح خصمه في أفضل الأحوال إلا انه يبقى الخيار الأفضل في ظل الظروف العربية والدولية والتفاوت الخطير في ميزان القوى بين طرفي الصراع لصالح العدو وهذه حقائق على ارض الواقع وليس تضخيما لقوة الصهاينة أو تبخيسا بشجاعة ودماء الشهداء والفدائيين الأبطال . إلا أن موافقة الفلسطينيين على التفاوض من اجل السلام يحقق مكاسب إعلامية كبيرة للقضية الفلسطينية ويعزز مواقف الفصائل الفلسطينية المقاتلة عسكريا أم سياسيا لان العدو لايريد السلام الحقيقي القائم على الحق والعدل المطلق لأنه غاصب ومحتل ومعتدي ولكن نقول القائم على التقسيم الظالم للقوى الكبرى ، كما انه يعري بنفس الوقت الكذب الصهيوني حول ادعاءاته في الرغبة بالسلام وعدم وجود إرادة السلام لدى القيادات الفلسطينية وهو مايخفف الضغط الصهيوني عن أهلنا في فلسطين ويقوي بنفس الوقت الموقف التفاوضي العربي .
وهذا لايعني بالضرورة إيقاف الوسائل الأخرى الممكنة لمن يستطيع القيام بذلك ولكن بشرط أن لايلحق ضررا بالمواطنين وبالموقف التفاوضي الفلسطيني لان سلاح الإعلام اليوم يكاد يكون مواز للسلاح العسكري إن لم يفوقه وبالتالي فإننا يجب أن نحاربهم بالسلاح الذي يجلب لنا اكبر منفعة واقل ضررا وللعدو أكثر ضررا واقل منفعة.



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟
- إيجابيات وسلبيات قانون رواتب الموظفين في العراق
- ابرز مآخذ مشروع قانون النفط والغاز العراقي
- قضية للمناقشة : بماذا يشعر المميزون ونظرائهم وكيف ينظرون إلى ...
- كيف نعالج الاضرار الناجمة عن اجازة الامومة
- كبار السن والأرامل والأيتام والمعوقين بحاجة عاجلة إلى دور رع ...
- الدعاية الانتخابية الأميركية بين الحقيقة والخيال
- نقول للمرأة في عيدها:ماحك جلدك مثل ظفرك
- كيف نكافح نشر الايدز والملوثات الأخرى في العراق؟
- مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟
- أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟
- هل لم تبقى اشكالية في العراق بدون حل سوى تغيير العلم ؟
- هل يتحقق حكم الشعب بالتعددية والاقتراع فقط ؟
- أيهما أفضل حكومة التكنوقراط أم حكومة الآغلبية النيابية؟
- من هم أنصار الإعلام ومن هم أعداءه؟
- على ماذا يدل توظيف جسد المرأة في الأعمال الفنية؟
- كلام لابد لإخواننا الأكراد في العراق أن يطلعوا عليه
- ماهي حكومة -التكنوقراط- وكيف يجب تشكيلها؟
- تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟
- قضية للمناقشة: ما الفرق بين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غازي الجبوري - هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟