أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه















المزيد.....

مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2283 - 2008 / 5 / 16 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


مدرسة الحوار المتجدد في ربوع الأدب السياسي
حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه
د. مازن حمدونه
[email protected]
شرفة للمساء ...
في أوج الحالة يتجسد المشهد .. فرب البرية جل وعلا اخرج الميت من الحي، والحي من الميت .. فلا عجب ان يشعل فينا سطور تخط لنا وميض النور .. خطا تعيد للمسلوب ما يعيد للنفس سكينتها ..
سنرى لحظات توقد مشاعل النور في وسط الرياح والمطر .. سنتعرف على خطا الثوار وليالي ألحانهم في طريق المشاعل .. ونهارهم في وسط الضباب والرياح العاصفة ، وتحت هطول المطر فلديهم الكثير ليخبرونا عنه
جاء في : شرفة المساء ...
بينما كنت امكث في شارع كسته حلة من ضباب ومطر ، وعلى عتبات النهار ، وبينما ارقب الوقت من حالة الزمن .. وبينما شرفات البيوت تطل على صبح في حالة بلا فجر .. كانت الصبايا تطل من شرفات البيوت يرقبن النهار القادم من خلف الضباب .. يبحثن عن غدٍ لم تتضح ظلاله في خيمة الضباب بعد .. وبينما أشرعت للنار صدري .. راقبت الزمن ان يمضى ، ويحل ظلام الليل .. اخذتنى لهفة من لهيب متوقد مازال في صدري يشتعل، قررت ان لا أغلق شرفة صدري ؛ دونما إعادة فتح شرفات كل الذين لم يحضرهم الغد المرتقب بعد انتظار ..
بينما أغلقت الشرفات .. ذهبوا يتلوون في فراش حسرتهم تحت خيمة الظلام وعذابه .. مضينا نخوض وراء الضباب والمطر .. فاشرعت للرياح يدي ، وأشعلت موقدا .. ووهجت وميضا من مقبض .. قنبلة تهلل .. ورصاصا يغرد .. فانا لم أغلق شرفتي بعد...
سأغلقها متى طل غد مشرق بلا ضباب .. وصبح يسبقه نور الفجر.. قريتي. أصوات المؤذن في مدينتي .. قريتي .. جبالي.. سهولي .. حتى تصل أخمص الوديان ..
كتاب الحجارة والأغنيات ....
يا مشعل حريتي ، يا أنشودة محياي ومماتي .. يا غنوة الدار .. أيتها الجبال الشامخة .. أجيبي عن حال فرسانك كيف قضوا ليلتهم .. نهارهم .. أنالت منهم عيون الذئاب ؟
أيتها النجمة الجبلية .. هل هجرتك البنادق؟ أم مازالوا في عصمة المهجر .. في خلوة التعبد والقدسية في علياء الربوة الشامخة ؟
أيها الكوكب الساحلي ..
أبطال مغاوير جابوا حقولك ، فلا يجزعك صوت البارود ، لن تحرق شفتاك ، ولن تنال منك رصاصاتي .. سأجعل السهل يصافح الواد والجبل والصحراء بلا حواجز .. بلا دنس للغزاة
خضنا الليل وغصنا في بحاره ، وخاض الليل في دمنا وغصنا في دمائه.. ما بين شهيد منا .. وما بين قتيل منهم .. قضينا الليل نتعقب خطاهم .. ووصلنا النهار لنحر طغيان الغزاة ..
تسلقنا جدار الصمت صوب فجر لفته الظلمة .. تسلقنا جبلا شاهقا بمشاعل تتوهج ، أشعلنا مواقدنا بدم الشهداء الزكي ..كانوا ينتشرون يعجون في الجبال، والسهول ،والوديان .. بنادقهم مازالت على صدورهم وأصابعهم على الزناد .. نقبوا أعشاش الدبابير .. أوكارهم .. جحورهم .. ورسموا بوهيج الرصاص نجوما تلمع .. شهبا تخط الظلماء ..
لم تنفض من حولنا غيلانهم .. ونمورهم أصبحوا يولولون بعويل ..ورثاء
أطفالنا رجال اغتالتهم همجيتهم .. حجارتهم تقبض .. تمتشق .. تقدح رؤوس الثعالب والكلاب الضالة في طرقات مدينتي .. قريتي.. تلاحقهم في البوادي .. في السهول .. في الجبال .
في الصحاري انتشروا يغزلون الجمر .. في صحراء عانقت البحر والسهل والوادي بوصل بلا موصلات ..
موطني نهاره بلا فجر وليله بلا بدر .. صادروا ربيع أولادي .. اغتالوا براءة أطفالي ....
في موطني رحابة لم تضيق إلا بما صنعته ذئابهم .. يتعقبون خطانا .. رائحتنا ..دمنا ..
هناك في "أريحا" عاصمة التاريخ القديم .. انتشروا ينشرون الخراب .. تركوا ذئابهم تتقصى رائحة خطانا ،وكلابهم تترقب الأبواب ، تتلوى جوعاً تنتظر غزالاتنا المستثارة .. الغاضبة من اغتصاب أشجارها ..
لا تعتبي يا توأم الروح .. يا وميض الجسد .. يا سر الكلمات المقدسة في جسدي .. يا ديمومة في مهجتي ..
سأمنحك الروح والجسد .. تسيجي به الدار ، افعلي به ما شئت ، اصنعي منه طريقا معبدا ،من جلدي اشتقي خيمة لأطفالك ، اصنعي من عظامي رماحا .. محراثا ً في ترابك .
في الجنوب سنغرد للحرية ، سنمطر الغزاة ونجود عليهم ، بسيل من حمم اللهب.
أيها العابثون بمصائر الناس .. أيها العابرون .. أيها المعثرون .. لن تمروا إلا من هنا ولن تمروا ..على جسدي .. على دمي ولن تمروا أبدا.
البحر يموج بحكايات أطفالي .. زندهم ..أصابعهم .. حجارتهم ، طفل وأطفال .. شبل وأشبال .. جميعهم يعزفون لحن الوطن على أوتار صنعوها من عرباتكم المصمتة من الرصاص ، فقرروا محاكمتكم .. حصاركم .. سجنوكم تحت زخات أمطارهم ، جعلوكم تطالبون بحق اللجوء في سراديب الجبن ؛ وقالوا لكم لن تمروا ، جعلوا منكم أسطورة مكبلة بالعار من بعد خيلاء وتجبر، هزءوا من قذائفكم ... من رصاصكم ، فقرروا ان يحولوا من أجسادهم قنبلة تغتال سكينتكم ..
هم منحوا الوطن ريحان حياتهم وعوسجها .. زرعوا الجبال والسهول .. وأزهرت أجسامهم .. أنارت معبدا .. صنعوا مدرسة في الأدب .. السياسية .. في الثورة .. في الحرب .. في حسم معركة الانتصار .
قراءات في عيني خلود ...
أنا نبعت من ارض المشردين .. من وتر الخيمة .. من قرص الفقر .. أشعلت من دمى موقدا .. حولت أزقة المخيم .. غنيت للحرية .. حرثت حقول المخيم .. جمعت البذور.. قلبت تراب الأرض .. بذرت الأرض .. فأصبح المخيم بستانا تزغرد غصونه .. تسمع الحان زنده .. تقطع صمت القبور .. تحمل بشرى الغد القادم من بعيد .
حين أطلقنا رصاصة في فضاء المخيم كانت أولى الطلقات .. فغردت كل أزقة المخيم .. وأصبح كل المشردون يزغردون .. يغنون للوطن .. أصبحت كل طرقات المخيم تحمل مشاعل الحرية .. وعزفوا على وتر أوجاع الوطن أنشودة موطني وحريتي ولم يعودوا يكحلون جفونهم على أنشودة بلاد العرب أوطاني .. بعدما رحلت عروبة الأوطان !!
سبحت في فضاء المخيم وهيجا .. برقا وجلجل أرجاؤه وعدا .. مزقت صخور عبوديتي وفتت صلادتها وحولت منها إلى حصى تذر في عيون الذل وكلابهم وذئابهم .. وسنمضى قدما في مسيرة لن تنتهي لطالما حظيرة الخنزير تتربع على ركن من أركان موطني ..



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الكبير عمر حمّ ...
- مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع ...
- في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديب الكبير جبرا إب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو
- في ربوع الأدب السياسي - مشهد عزف منفرد على قماش الخيمة !!
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص زكي الع ...
- حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه