أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيلة الزبير - أقدام كثيرة كأنها واحدة















المزيد.....

أقدام كثيرة كأنها واحدة


نبيلة الزبير

الحوار المتمدن-العدد: 707 - 2004 / 1 / 8 - 04:04
المحور: الادب والفن
    


1
يوم غدٍ هو يوم أحدٍ أو ثلاثاء
……
….
الأحد يختطف من الثلاثاء أنثاه !!
الأحد.. يستطيع أن يختطف من الثلاثاء الأنثى..
 يصطحبها من الهودج الذي تتباهى إلى الطين الذي تستلذ
 تدحرج من أعلى كتفه إلى البارحةِ
 ما تبقى من الوجع والزرقة والثلاثاء..


الثلاثاء بالبزّة الأنيقة.. بالجيوب التي تخبئ فيها حنطتها وتسرب
الثلاثاء.. بالاعتيادية ذاتها، بالتلقائية الأقرب إلى التثاؤبِ، بأصابع ليست في يديه تماما
        يجرد أنثاه من تشريها في أعطافه..

 

الثلاثاء..! الذي كان يصفف شعره بأمشاط الحصاد
وكانت الأهازيجُ و"البالةُ" تغض كل مرة عن تَفاجُئ 
شعرتين.. وتجدل العيون المباغتة بالقهقهات..

 

الثلاثاء..! الواقف منذ الصباح أمام التماثيل..
يأكل شطيرته قبالة الفاترينة وأشجار البلاستيك الملمعة


ستمر.. وسيدخل في حلقات الرقص الانفرادي..
أو سيخرج إلى عازفي الطبل بحبالهم وقرودهم المدربة..


الثلاثاء الذي لا يقف ولا ينتظر أحدا لكنه لا يعرف من الرصيف إلا قدمين، وعشيباتٍ يمكن أن تنمو لولا أنه مستعجل وركلاته بعيدة..

الثلاثاء الذي لا شيء ينتظره..
عند منتصف النهار.. تماما عند منتصف الدفء والأيادي الملوّحة والحاجات ذات الرائحة الشرهة يبدأ وجه الثلاثاء بالشحوب..

 

 


2

يوم غدٍ هو يوم أحدٍ.. أم ثلاثاء..؟
لا شيء إلا ولد في فمه إبهام.. إلا هر في ذيله غبار
حتى الشهابةُ التي كانت ساعتَها صغيرة.. لم تكبر
كان يوم غدٍ في الطائرة المحلقة ينث حلوياته
فتركض البنات ويركض الأولاد..
هذه الشيكولاة..؟! منْ جمعَ الحروق وأعطاها لون الركض..


 الساعة التي أشعل بها يوم الأحد سيجارته
الساعة التي نزع منها فصيَّها، وزيّن معصمه
الساعة التي لم يعد أحدٌ يتذكر: من علّقها في الميدان، ووضع عليها أتوجرافا وموس حلاقة ونايا من قلم رصاص مجوف..

3

يوم غدٍ هو يوم أحدٍ أو ثلاثاء..
أعرف ليست كلها الأيام أحدا..
الأحد اليوم الذي أدوّر له القزحَ
           ووترا وترا يجمع قيثارته
أضع فوق يده ما جمعته أنا وأمي من سماء
 وأدعوه: طيّرْها..!
هل وضعها فوق يد لا أحدٍ.. أم طار؟


الأحد.. يومٌ فوق كتفيه فقط أستطيع أن أنثر ألواني وأصففها وأبعثرها..
يستدير لي يوم الأحد نصف إلهين..
        يبارك خطيئة من رشفةٍ واحدةٍ ..

الأحد عادةً ما يرتدي المعطف الرمادي الجديد دائما
           بفراء الشتاءات المغزولة
                     التي تركت غيمة لأغزل حكايتها

كم غيمة أوصت أمي الحائك أن يترك


الأيام الثلاثاء..
ما الذي يذكره أنه أبيض اليدين ومعصوم
إلا من نعيق هوائه تحت جلد ميت..   
ويتذكر تماما في أي مصلّى  فقد نعليه.. ومن أي الأعراس والازدحامات واكتظاظات الأنفاس تسللت إلى قفافيزه الخبيئةِ هذه الفتوق..
يتذكر معاطفه المسروقة.. وشمسياته وعصا الريش المصفوف التي كان يهش بها ما يترك الزائرون من عظام الأيام المأكولة..
الثلاثاء..
 يضع ما تبقى من أصابعه بالفتوق الآخذة في الاتساع
                في حقيبة مخروقة الجنوب والشمال..
لا شيء للتفتيش
لا شيء للتسرب


4
يوم غد ليس يوم أحدٍ أم ليس ثلاثاء..؟
يومُ غد الممتدُ
             من الطلح
             من أيامه الواقفة على أقدامٍ كثيرة وتشبثات
  أقدامٌ كثيرة كأنها واحدة..
                     إلى صهواتٍ رابضة ومتقاعدة..

 

الأيام الآحاد..
ما الذي يحدث في تلك البوابات.. والسلالم التي من درجة واحدة..
ما الذي يحدث في السلّمة المبروءة كأنْ بالشبح أو بالأيام المتراكمة.
ما الذي يحدث في المزاليج..
                 والأبواب التي من ضلفة واحدة.
الأبواب التي لا تعرفين ما إذا كانت غبارا ملصقا بالفضاء أم هكذا تفتح الأتربة المطلة على غيمة غدٍ


الأيام..
…..
الحدبة التي على ظهر تلك الغيمة
من الذي عبأها بكل هذه السواسن.. وأقنعها أن تغادر ظهر كل شيء.. وتمطرَ
               رعبَها
                الدافئَ
                         .. هذا..!

 ك و ا ن ي ن ..
من قلَّم الوقت إلى خمس جلنارات
                    ورائحة طويلة..

الكوانين ليست من الفخار ولا من اللؤلؤ
ولا من تراب أو تفاحة أو نار..

5
يوم غدٍ هو يوم أحدٍ أو ثلاثاء..
أشعر… ليست كلها الأيام يوم غدٍ
العتبة.. مبرأة الأصفاد المتقدة.. آحادا وثلاثاءات
النقطة أو الفاصلة
التي أحرقت أيام الله المعدودة..
الكوانين..

 

تشبه هذا..
    الكوانين التي لا تعرفين من أين تجيء بأحطابها
  والقهوة.. كنت دائما أحتسي قهوة حارة
أنام وأصحو على الجزوة ذاتها..
من منح الجزوة أن لا تنام وأن لا تنتهي بأحد..



#نبيلة_الزبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت بضحكة أعلى
- هاديس* أو نون مقترحة للجحيـــــــم
- مخطوطة لجهنم أخرى
- أخطاء


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيلة الزبير - أقدام كثيرة كأنها واحدة