|
الحريات في النظام الاسلامي
عباس الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 03:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وتكون على مايلي: 1- حرية الانتخاب 0
أن الولاية المنصوص عليها في مشروعية حكومة الوالي الفقيه تنطلق من التعين العام للائمة ، ولا خيار للشعب في تفويض الولاية لذلك الحاكم أو الوالي ، ولكن للشعب دوراً أساسيا في مدة فاعلية وكفاءة الحكومة ، وكان غرض الرسول الكريم (ص) والخلفاء من بعده من اخذ البيعة من الناس هو تفعيل ولايتهم ، وليس في سبيل تعينهم هذا المنصب فيجب عليهم وعلى الفقهاء وأصحاب الشورى الذين يعتبرون أنفسهم واجدين للشروط إن يقدموا على تشكيل الحكومة بأنفسهم ، وأما أن يقدَموا أنفسهم إلى الشعب للانتخاب ليشاهد أكثرهم مقبولية ؟ وذلك لان الرأي للفقيه لحكمه والكفاءة اللازمة بدون استحصال قبول الشعب0000
2- الاشراف0
في إعقاب الانتخابات يصل الدور إلى الإشراف على الحكومة كحق من حقوق الشعب0 وبعد أقامة الحكومة ، سواء كانت منصوصة او منتخبة ، يتعين على الشعب الحضور في الساحة السياسية والإشراف المباشر على عمل الحكومة0 وكمثال على ذلك عندما عيُن الإمام علي بن أبي طالب (ع) عبد الله بن عباس "رض" واليا على البصرة كتب لهم------ يا معشر الناس ، قد استخلفت عليكم عبد الله بن عباس ، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ما أطاع الله ورسوله ، فان احدث فيكم او زاغ عن الحق فاعلموني اعزله عنكم فاني ارجوا أن أجده عفيفا تقيا ورعا واني لم أدله عليكم الا وإنا أظن ذلك به 000 وهكذا يتضح لنا إن طاعة الإمام مقرونة بالإشراف الدائم والرقابة المستمرة على الوالي المنصوب من قبل الإمام او الحكومة المنتخبة او المٌنصًبة من قبله وإذا انعدم الإشراف لايمكن إثبات سقوط شرعيته الا أن يصرح هو بذلك0
3- الشكوى: أن التمسك بحق الشعب في الإشراف على عمل الحكومة يوجب ان تعين الحكومة جهة يرجع إليها الناس في شكواهم 0 والشكوى كما هو الحال بالنسبة للرقابة والإشراف – مباحة لجميع الناس ، ويحق لكل فرد تقديم شكوى ذات طابع خاص أو عام ضد أي مسؤول حكومي أو جهة حكومية 0 وتساوي الناس أمام القانون يوجب إن الفرد إذا تنازع مع حاكم المسلمين حول ارث أو دين ، أو ادعى إن ذلك الحاكم تسبب في حصول ضرر للمصالح العامة ، ويمكنه تقديم شكواه إلى الأجهزة القانونية بحرية تامة ، وهذه الأجهزة تعمل على نحو مستقل وتنظر إلى الجميع بعين المساواة ولا تفرق عند النظر في القضية بين الرئيس والمرؤوس، وبين القائد والمقُود ، وبين الغني والفقير 0 ومن هنا يفهم انه – وان كان القضاء من شؤون الحكومة والقضاة يعينون من قبل الحاكم ، يجب ان يتم تعيين القضاة على النحو ، بحيث: أولا- إن ينظر القاضي على الدعوى المعروضة عليه بشكل مستقل 0 ثانياً- أن لايستطيع الحاكم عزل القاضي عند النظر في مثل هذه الشكاوى ، وإلا فاُن ذلك يعتبر بمثابة نقص للغرض 0
4- الإرشاد:
المهمة الأساسية التي تلتزم بها الحكومة هي تطبيق الأحكام الشرعية والقيام بالواجبات الحكومية ، وهذه المهام تتطلب أن تكون لديها معرفة بالإحكام الشرعية الأولية والإحكام الشرعية الثانوية مع القدرة على تشخيص المصلحة العامة 0 وإذا لم يكن الحاكم معصوما يبقى عرضة للوقوع في الخطأ في المعرفة والتشخيص 0 إن لزوم حضور المسلمين في الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية يأتي من هذا الباب ، فالحكومة عندما توظف مبالغ طائلة من بيت المال لتنفيذ خطة اقتصادية او غيرها فان ذلك لايقل من أهمية الوقوع في الخطأ في هذه المعرفة وفي هذا التشخيص0 ومن هنا يجب على الواعيين إن ينتبهوا على الدوام ويضعوا آراء الحكام في معيار النقص والتمحيص ، وان وجدوا فيها خطا فلا يترددوا في إرشاد الحاكم ونصحه0 أن إرشاد (الجاهل) إذا كان واقعا بين المستحب والمكروه ، فهو مستحب ، وإذا كان واقعا بين الواجب والحرام فهو واجب0 وإرشاد الحاكم الجاهل بالقانون والشريعة والمصلحة العامة هي من أهم الواجبات0
5- النصيحة: النصيحة تعني الاخلاص والصدق والمشورة والعمل ، تعني النصيحة ، فيجب القول ان طاعة الحاكم للناس واسترضائهم امر لازم في بعض الحالات 0 النصيحة في الدين الاسلامي تعني النصيحة لله وللقران ولحكام المسلمين وتعني الاخلاص لله والرسول (ص) ولحكام المسلمين ولكتاب الله وللناس ، أي التعامل معهم بصدق واخلاص بعيدا عن الرياء والنفاق والغش،0 يوجد في تاريخ الحكومة الاسلامية موارد كثيرة نصح فيها افراد الشعب والحكام ، ولابد ان تكون النصيحة طبعا على نحو لا يؤدًي الى النيل من نظام الحكم 0
والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
#عباس_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية السياسية في الاسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول على ر
...
المزيد.....
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
-
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من
...
-
ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
-
الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس
...
-
عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي
...
-
259 مستعمراً يقتحمون المسجد الأقصى
-
أستراليا: إحباط هجوم ضد الطائفة اليهودية قرب سيدني
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|