أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - أن ترحل... أن تترك الأوطان لحاكميها














المزيد.....

أن ترحل... أن تترك الأوطان لحاكميها


هشام الصباحى

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 08:07
المحور: الادب والفن
    



قراءة في رواية الطاهر بن جلون

الطاهر بن جلون يمثل قوة جذب شديدة لكل من يهتم بالادب العربى وخاصة القادم من شمال افريقيا تحديدا من مثلث المغرب العربى لذا ينتظره الجمهور الفرنسى دائما وتحقق رواياته مبيعات عالية وخاصة انه يكتبها باللغة الفرنسية وتوزع فى فرنسا ويتم ترجمتها بعد ذلك الى العربية
لاتستطيع ان تتملص من سطوته وقوته وقدرته على احتواءك والسيطرة عليك تماما حتى لواستحضرت كل ماتملك من وعى وقوة ومقاومة حتى لاتقع تحت تأثيرة وفى اللحظة التى تتأكد انك اصبحت حرا منه هى نفسها اللحظة التى تدرك انك واقع كاملا تحت سطوته وتدور وتعيش وتتنفس عالم هذا الرجل الذى يجبرك ان تبحث عن اعماله وتتابع بدقة ماينتجه وهذا هو ماحدث مع روايته الاخيرة أن ترحل الصادرة عن المركز الثقافى العربى وترجمها عن الفرنسية بسام حجار
يطرح خلالها ومن العنوان موضوع رحيل الناس من مجتمعاتهم الى المجتمعات الاخرى للتخلص من الفقر والديكتاتورية وموت الاحلام حتى قبل ولادتها انه يقدم تفاصيل مؤلمة ومميته لتحول الاشخاص وتنازلهم عن ادميتهم وعن اجسادهم فى مقابل مغادرة اوطانهم حتى لو كان هذا الانتقال الى موت اكثر رحمة من الحياة التى تمتلئ بالاحباط والتعاسة فى اوطانهم تدور الرواية بين المغرب واسبانيا وتقدم كل تفاصيل الهجرة الشرعية وغير الشرعية من المغرب الى اسبانيا وكل مايصحب هذا من تداعيات
الرحيل ..انها تلقى الضوء على تحولات الشخوص الذاتية حتى يقبلوا لدى الاخر حيث يتحول قهرا عازل وهو بطل الرواية الى شخص لوطى/مثلى حتى يحصل على هجرة شرعية الى اسبانيا انها سخرية الحياة ان تقوم بفعل مخالف الشرع السماوى لتحصل على فعل شرعى دنيوى انها الازمة الحقيقة فى الرواية حيث لامقدس فى الحياة سوى الرحيل الى بلاد ليست بلادنا
وعلى الرغم انها تتحدث عن شخوص من المغرب الا انها عبرت عن العديد من البلاد العربية ومنها مصر خاصة التى غرق مئات من ابنائها اثناء هجرتهم الى ايطاليا خلال عدة شهور فائته
انها رواية تهتم بما يحدث داخل الناس .. بما يحدثه الوطن من خراب داخل النفوس ..بمحاولات الناس الهجرة الى بلاد اخرى .. انها تهتم بماهو انسانى وداخلى فى ان واحد حتى انه-الروائى يكشف حقيقة أن الحصول على فرصة عمل هى معجزة حقيقية لابد الجلوس سنوات طويلة على المقهى فى انتظارها وفى الاغلب لن تأتى مع ان هذا هو ابسط حقوق الانسان وهذا يجعل احد ابطال الرواية يقول لا أحد فى هذا البلد يحرك ساكنا ليعطينا سببا واحدا للتمسك به والبقاء فيه ( الرواية ص 158) وعلى الرغم من ان هذه الجملة تأتى على لسان احد شخوص الرواية ليعبرفيها عن المغرب فقط ولكنها وللاسف تعبر عن بلاد عربية كثيره فى ان واحد من هذه البلاد مصر التى تعيش هذه الايام على صفيح ساخن ويقف شعبها فى صفوف طويلة ليحصل على عدة ارغفة من الخبز
ابواب الرواية تأخذ اسماء الابطال وتتكرر اسماء هذه الفصول مع تغير رقم الفصل والمحتوى ا الفصل الاخير الاخير الذى حمل اسم أن تعود وهذا الفصل الذى يتحدث عن عودة جميع شخوص الرواية وايضا شخوص تاريخية وروائية اخرى مثل كيشوت دون تحديد وجهة العودة هل هذه العودة الى المغرب بمفهومه المكانى والجغرافى المعروف أم انها عودة ميتافيزيقيه حيث العوده الى الاصل وهو الموت –العدم
ولكن مع ظهور النبى محمد فى التفصيل الاخير للرواية فى دلالة على هجرته هو الاخر من مكة الى المدينة وتوحدنا مع المه الذى هو ايضا المنا فى رواية ان ترحل التى ستظل ملحمة وعلامة مهمه فى ادب عالج مشكلة الرحيل ومغادرة الاوطان الى بلاد اخرى لاتريدنا انها تضع يدها على جرح العديد من البلاد العربية المتمثل فى اولادها الذين يبحثون عن الحياة فى الغرب وتحول بلادنا الى اراضى طارده لنا ولكل احلامنا وحتى انسانيتنا انها رواية تخلق لدينا الوجع الذى يجعلنا مدفوعين الى محاسبة بلادنا ومقضاتها قضائيا ايضا

هشام الصباحى
المنصورة فى 11-4-2008
[email protected]


للتواصل مع الكاتب مباشرة هنا
http://www.facebook.com/note.php?note_id=26759048152&id=762927379&ref=share



#هشام_الصباحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون البنفسج تاريخ جيل التسعينات حيا وطازجا
- الساحرة التي تحقق سعادتها بقصاصات ورق تبعثرها في الهواء
- إيمانٌ غير كافٍ
- الفاعل رواية من وعن هامش المجتمع المصري
- شعر بطعم ورائحة خبز الفقراء المسكر الخارج حالا من الفرن
- التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك ...
- يوتوبيا رسالة أحمد خالد توفيق إلى والى مصر وشعبها
- حمدى أبوجليل الجبرتي الجديد في مصر
- طارق إمام فى هدوء القتلة( يمنحك إمكانية أن تشاهد جنازتك وتطم ...
- شرفات تتأخر فى النزول الى الرب
- طراطير اعياد الميلاد
- بنت
- رؤية العالم أكثر وضوحا عند الموت
- قصائد قصيرة
- طمأنينه أكثر في الموت
- سلطة الحرير المطلقة على عماد فؤاد(قصيدة النثر عندما تفرزها د ...
- العروس ديوان ماهر شرف الدين (العروس قصيدة نثر تفتح ذراعيها ع ...
- الأشجار لا تغير أيديولوجياتها
- تفاصيل عن مناضل اكتشف فجأة انه مازل على قيد الحياة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - أن ترحل... أن تترك الأوطان لحاكميها