أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ذياب مهدي محسن - هل للعولمة مستقبل في العراق ؟














المزيد.....

هل للعولمة مستقبل في العراق ؟


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 706 - 2004 / 1 / 7 - 03:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


 يتعين علينا ان نعلم ان سؤالا بهذه الأهمية والتعقيد لا يمكن الإجابة عنه في حدود الفكر الخالص ، كما كنا نفعل في السابق ، عندما كانت " الأرثوذكسية " منهجا في التفكير ، تحكمنا ، وتدفعنا بدون أي تأمل بالمقولات الجاهزة ، مثل الحتمية التأريخية ، وحتمية انهيار الرأسمالية .. الخ  . ويجب ان يكون موضوع انهيار الاتحاد السوفيتي درسا كبيرا لنا ، نتعلم في ضوئه كيف نلجأ الى الواقع لنقرأه بنهم ، ونصوغ بموجب المعطيات التي نتلقاها منه أفكارنا ، ( فالواقع بلا ضفاف دائما ) . ثم نعود إليه مرة أخرى ، لنمتحن مدى صحة تلك الأفكار ، فإذا لم تكن أفكار ذلك الواقع فسيظل التاريخ يعاندها ، ولن تكون لها أية فرصة للتحقق . وكلنا يعلم تأكيد ماركس الشديد على الممارسة بوصفها صانعة الأفكار ، وضمانة لإثبات صحتها .

وحينما وجدت الرأسمالية نفسها بدون منافس ، أو عدم وجود من يتحداها ، وأصبحت تشكل القطب الوحيد في العالم ، بدأت طغمتها المالية والتجارية " باسم العولمة " ممارسة الضغوط لضمان حرية حركة أموالها ، وبضائعها ، بعد سقوط " جدار بغداد الوهمي وصنمها " وربما ستعمل على إلغاء الدولة الوطنية ، وتحويل العالم الى قرية كونية ، تكون هي المتحكمة فيها سياسيا ، واقتصاديا ، وثقافيا .

فإذا نظرنا الى الواقع العراقي من زاوية الحالة الثقافية ، والاجتماعية ، والاقتصادية القائمة " الحالة الموضوعية " فسنجد ان الوضع ليس بأحسن حال من سابقه " الحالة الذاتية " فثقافة الاختراق " ثقافة العولمة " تزدهر بأبهى حللها ، ويتمثل ذلك كما أتصوره ، بتكريس نوع معين من الاستهلاك ، لنوع معين من المعارف ، والسلع والبضائع ( معارف اشهارية ) هدفها تسطيح الوعي ، وسلع استهلاكية لمنع الادخار وإعاقة التنمية ، عن طريق تعطيل فاعلية العقل ، وتكييف المنطق ، والقيم ، وتوجيه الخيال ، وتنميط الذوق ، وقولبة السلوك من اجل إحلال المجتمع الاستهلاكي محل ( المجتمع الإنتاجي ) وتمزيق الوحدة الثقافية الوطنية ، تمهيدا لتفتت الرابطة القومية هكذا اعتقد وكما جاء في ( المسألة الثقافية للجابري ) وتدمير التماسك الاجتماعي ، وكل ذلك بهدف إلحاقنا اقتصاديا ، وسياسيا ، وأمنيا بالاحتكارات العالمية ، وتحقيق تبعيتنا لها .

والحق اقول ان الاختراق بدأ يتحقق تدريجيا في حياتنا الثقافية بعد زوال النظام المباد . وخاصة في خلق حاجات زائفة ، تتحول الى جوع يتغلغل في عضويتنا ، وينخر جهازنا العصبي ، فيعطل توازننا الداخلي .

ان الحالة الزائفة بين الفئات الميسورة ، اعني التنافس على الرفاه ( الذين استفادوا من النظام المقبور ، والسراق ، والمأجورون  الخ) في حين يكون لدى الفقراء شعور بالإحباط ، والضياع ، والحقد ، وأيضا تحطيم القيم الإنسانية ، بانعدام الروادع الداخلية التي تؤدي اليها حالة حمى الرفاه ، وحمى الفقر على حد سواء . والأخطر من ذلك الاستعاضة عن الأصالة ، بمحاكات النموذج الوافد ، على أساس انه الأقوى المطلوب تقليده ، ومن المفيد ان نشير الى ان ما يجري الان هو أمر مفروض علينا من قبل الاحتلال ،  ويمكن ان نتجاوزه ، فلقد شهدنا في المراحل التاريخية السابقة ، غياب الحساسيات الاثنية ، والطائفية ، والقبلية ، وغيرها . وظهور أشكال متقدمة من الاندماج الاجتماعي ، وذلك عندما كانت هناك حركة حقيقية لتجاوز العصبوية ( مجلس الحكم مثالا ) ، فلقد بات معروفا للجميع كيف كان النظام السابق ، ووظيفته القائمة بين الفرد الطفيلي السلطة ، وطفيليي المجتمع ، أدى الى تدمير الحالة الثقافية ، والحالة الاجتماعية ، والاقتصاد الوطني من جهة ، وإفقار الناس من جهة أخرى ، الأمر الذي افقدهم الوعي بالحالة التي هم فيها ، وفصلهم عن الطبقة التي كانوا يعتنقونها ، وكانت تشكل الدعامة الكبرى لأي عملية تغيير نحو الأفضل . فهل نستوعب فكريا ، وثقافيا، وسياسيا ، واقتصاديا ، واجتماعيا ماذا تعني  ( العولمة ) في الفكر الرأسمالي ؟ وكيف سيكون الحال في العراق المحتل ؟ العقل سيد الحكم والأيام حبلى للتفاؤل بالمسرات .
*******************

  شاعر وباحث وفنان تشكيلي مقيم في الأردن



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط ثقافية في الجمهورية العراقية الجديدة
- حول الثقافة والسياسة
- صور من حياة الزعيم في الذكرى الأربعينية
- موقف المؤسسة الدينية - الشيعية والسنية من ثورة 14 تموز 1958و ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ذياب مهدي محسن - هل للعولمة مستقبل في العراق ؟