|
ذاتية مظفر اللامي في الباب القديم الموارب
حسين طالب عذيب
الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 10:56
المحور:
الادب والفن
(افضل مايبدد الحيرة هو حقيقة السبل المختلفة والمؤدية لذواتنا) هكذا يقرر مظفر اللامي بأن ينظر الى الحياة وحسنا فعل حينما اكد ان خرائطنا لاتصلح للولوج الى ذوات الاخرين ، من هذا المنطلق يحاكي التاريخ المثقل بالمفاهيم والمعايير والقيم ويضع نفسه في جدلية او في مماحكة تستعصي على الحل ، فتاريخ هذا الرجل ماهو الا تاريخ صراع اكل من الجدل اجيالا واجيال ومن دون التوصل لشيء الا اللهم تغذية الجدل نفسه ، ان هذه الثنائيات المتصارعة والتي جرفت في طريقها احلام وامال الملايين من البشر اصبحت في لحظة سكون شاحبة شيئا عبثيا مثقلا بالاسى والحسرة على كل مابذل من جهد ومرارة الحماس التي زخر بها التاريخ القريب والبعيد والنتيجة التي آل اليها هي ان ( الذات هي الملاذ الاخير ) وكأن كل ماناضل من اجله وتحمس له ماهوالا(قرطاس تسمرت اوراقه ممتلىء بلغة عجماء) فهووهم عابر في اذهان اناس ادعوا انهم يمتلكون الحقيقة الكاملة المفسرة وما دون ذلك فهو خواء ،سطحية ، رجعية ، تخلف، وما الى ذلك من المسميات التي حاول الرواد ان يقذفوا بها بوجه كل من يقف بطريقهم . العين الوحيدة المتربصة هي عين الذات وطريقة التفكير المتمثلة في رؤيتها للحياة فلا احد يستطيع ان يؤدلج الحياة وما هي الثمرة التي نجنينها عند محاولتنا تقرير معرفتنا بآلياتها ومن هو الشخص او الجهة التي وصلت الى الحقيقة المطلقة والتي على اساسها يتم الجزم بالمسار الذي يجب ان نسلكه، لا شيء من هذا حدث ولن يحدث فما دام هذا اللغز موجودا توجد الحياة واية محاولة لتفسيرها او اقرار معرفتها ماهو الا ضرب من الخيال ومحاولة لتشويه جماليتها ورونقها وتزييف صورتها الحقيقية والعيش في كابوس التضادات والاختلافات والنتيجة هو فقدان فرصة عيشها بعفوية الاستمتاع بمباهجها والتعمق بمدلولاتها وصيرورتها والتغني بمفاتنها وكما قال بودلير(مايهم ماتستطيع ان تكون الحقيقة الموضوعة خارج نفسي اذا هي ساعدتني على ان اعيش وان اشعر اني موجود ومن انا ) عند ذاك تستطيع ان تصل الى الصفاء التي تنشده من ( الجزاء المعتاد لرثاء الذات ). ان الذات المتشظية هي الذات التي تأدلجت والتي تحاول ان تستعير من مخزونها المستنسخ والهائمة في مسارات جدل مضني أخاذ ببديع الكلمات والوريث الوحيد لـ ( آباء رضوا ان يكونوا ارقاما ) والغير ابهة لـ ( الصفر الذي في اليدين عند الصباح وعند المساء ) هذه هي الذات التي تحاول ان تتدخل في مجرى النهر الذي تحدق فيه وهي الذات التي انكسرت والتي تريد ( استراحة محارب ) والتي تهكمت من هذه ( الكيمياء ) التي اقتربت من ملامستها الان، وهي الذات التي ( لم تكن غير زمن مختزل للحظات سكونية تستنسخ نفسها ) المثقلة بالوعود والمتشبثة بالطوطم القديم للامل هي نفسها التي وصلت الى قناعة بأن مسارا ايكولوجيا وحده الكفيل بتنقية كل العوالق التي ازكمت الانوف واتلفت الورود واقحلت الارض وافقدت كل معاني الحياة الجميلة. ان (اشارات الادلاء ) ترشدك ان ثمة لعبة جديدة تغويك للدخول فيها والخوض في غمارها ولكن بشرط ان تعرف اصول اللعب فيها ومجاراة ادواتها المتشعبة والمتسربة في ظلام المغارات التي راحت خطاك تبتعد عنها، والنتيجة المؤكدة انها تقذف بك في اتون لعبة جديدة اكثربراعة واكثر ايلاما لنفسك التواقة للسلام والطمأنينة،وعند ذاك تكتشف انك اضفت الى براعتك سلمة جديدة في الارتقاء والوصول الى التأمل والارستخاء الذي لم يكن من سماتك،وهنا على الاقل تمتلك بصيص امل عندما يصبح العالم ( فراغ موحش )وعندما تأخذ المسارات المتشعبة منحى الضياع والتيه في محوريتها وتدلف بك الى خارج اطارها ومداها . الصوت القادم هو صوت ذاتك والمسار القويم هو مسار ذاتك وما بينهما هو شفافية لزجة معطرة تحاول ان تنعش ذاكرتك لتخرج هذا المخزون المترامي في اطراف روحك المتعبة التواقة الى الخلاص من هذه الجدلية المزعجة ( الذات والحياة ) التي انكمشت في ظل صيغ وتفسيرات جامدة مبهمة لايمكن هظمها بسهولة ولايمكن لرجفة الجسد التي تنشدها ان تصوغ لحظات خاطفة لعالم مواز الا اذا كانت ذاتك متحررة منطلقة نحو استيعاب اعمق واشمل لكل ماهو محيط بك والتي بواسطتها تستطيع ان تنفذ لقبو التاريخ ولفتح الابواب المواربة التي تخفي الاسرار التي حرص اصحابها على حراستها طيلة هذه الســــــــــــــــــنين.
#حسين_طالب_عذيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
“بداية الفتح” مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 38 مترجمة بالع
...
-
“صدمة جديدة للمشاهدين” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 176 مترجمة
...
-
“كشف حقيقة ليلى وإصابة نور” مسلسل ليلى الحلقة 15 Leyla مترجم
...
-
-الذراري الحمر- يتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية
...
-
بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال
...
-
“الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية
...
-
في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا
...
-
فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع
...
-
-الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا
...
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|