أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضر سعيد - وراودني حلم














المزيد.....

وراودني حلم


خضر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



فتحت عيني
رايتُ نارا وحديداً
دماءً وصديداً
سواطير تُسنّ .. ورقاباً تُسجّى
أسواطاً تلد اصواتاً
وعبيدا
رأيتُ لحماً ذابلاً
مربوطاً على
حلق المقصلهْ
يطلب الموتَ
كما تطلب موتها
من الذئب
الطريده
رأيت مكائن تجري
وشعوباً تجري
ودماءً تجري
بعيدا


آلمَتني عيني الوحيده
لم تؤلمني من قبل !
حتى عندما فقدت أختها أمام الآلهْ
حاولت إغلاقها
لم استطع
حتى عيني لم تعد ملكي
وحيدا !
سلبوني عينيَّ
وأجفاني
وإرادتي
حتى أضحى لا خيار عندي
إلا أن أرى
الوعيدا

الزمن يجري
وهم كما كانوا
فوق العروش والمساندْ
فوق الكنائس والمساجدْ
فوق الأراضي والمزارعْ
فوق الآلاتِ والمصانعْ
أسيادَ العقول والأبدانْ
يَحْكُمونَها وريدا وريدا
إشتروا الزمن برأس المالْ
فالزمن يجري علينا لاعليهمْ
أصبح الزمن أداة للحسابْ
يمضي ويَثبُتُ بأياديهمْ
" -كم ساعة عملت ؟"
- "كم دقيقة استهلكت ؟"
- "كم بقي من عمرك حتى تموت ؟"
- "كم عمر ابنك لو سمحت ؟ "

ملايينُ أفاقوا كما أفقتْ
والتحقوا حالمينَ بالركب المشؤومْ
وعَمَلوا حتى اندثرت سواعِدُهُمْ
بأجرٍ يشترون به شهيقاً
ونبضة قلب وساعة نومْ
ماتت قواهم وأحلامهم
ولم يعد لها وجودْ
فباتوا كحَبَّاتِ رماد منثورة
تحت ركام العمل الأبديِّ والوعودْ

- "لا !! لا مزيدْ !! "
- "تباً لهم ولحياتهم البائسة !! "
- "تباً لظروفهم ولأسرِهِمْ !!"
- "قد أخذوا أجورَهم مقابل عملهمْ
والآن يطالبون المزيد ؟"
- "لقد وُجدوا للعملْ ...
والمساكين لا يفهمون ..
أن المكابرة على سبب الوجودْ
كفر شديدْ "
- "والآن ... إفتح عينيك واتبعني !"
- "أمسك فأسك واضرب في الأرضْ ...
عملك هذا عليك فرضْ ..
فهل تفهم ما أعني؟ "
- " إضربْ ...
واشكر لي نعمتي
إضربْ ...
وتغنَّى بفضائلي وكرَمي
إضربْ ...
وضاعف لي ثروتي
إضربْ ...
فلن تُشبع لي نَهَمي ! "

- " لن أفعلْ ! .... لن أخضع ! "

- "إخضع برضاك كمن سواكَ
وإلا فان يدك ستقطعْ !
وستخسر أجركْ
في الحالِ وصبرَكْ
وخبز أولادكِ الرضَّعْ ..
فتلتحقَ زوجتك بالركبِ
طلباً لخدمتنا ...
وستخسر نفسك ..
إذن .. اركع !!"

- " لن أركعْ !"
"حتى رفاتي لن تركعْ
بقايا عظامي لن تركعْ !! "

- "إسمعْ"!
- " لقد استهلك وقتنا ...والوقت كلفهْ"
- " تخلصوا منه ... فغيره الكثيرْ "
- " ولكن حذارِ! رصاصة واحدة تكفي ..
فالأسعار عالية ... وشعارنا : لا للتبذير "

الآن فقط ... الآن سأغلق عيني مُجدَّدا
الآن ...سأسافر للأبد القاحلْ
لن أشعر بالذلِّ والهَوانْ
فأنا راحلْ
راحِلٌ إلى زمن لا يُشترى
إلى أرض مقفرهْ
لا ظلمَ فيها
ولا دمَ
لا آلاتِ ولا وَرى
أنعم فيها بالموتِ وحدي
وأنا أتذكرُ ساعاتِ مجدي
وأكلم المدى البعيدْ
إلى حدود المقبرهْ

رصاصة عبرتْ جبيني
مَزَّقتْ بقايا أفكاري المقهورهْ
فتهاوى جسدي كبناء متهلهلْ
وتبعثرَ في الأرض صخورا
ولكنني لم أستطع الرحيلْ ..
لم أستطع إغلاق عيني
لم أجدْ في عتمة الموت راحه
فماذا جرى لي؟
هل سلبوني راحتي الأبدية أيضا؟
وجبيني قد بَرئتْ جراحهْ؟

- " أقتلهُ مُجدَّدا ... فهو لم يمت !"
- " لم يمت بعدْ ! "
- "مُجدَّداً ! حتى ينفذ البارود !"
- " دماؤه تسيلْ ... ولكنه لا يموتْ !"
- "اللعنة عليكم ! حتى موتكم بكلفهْ !"
- "جسمه لا يزال على دفئه المعهودْ"
- " بل إنه يغلي! إنه يفور !ْ"
- "إنه يتحركْ .. أقتلوه !"
- "إنه ينتفض! إنه يسيرْ
إنه يتظاهر .. امنعوه !!
- إنه يهتف بالثبور ..
انه يَصْرُخْ
و يثورْ ! "

وقفتُ ... وقفت الملايينُ خلفي ..
قامت لتأخذ حقها في الموتِ
قبل الحياهْ
نمَتْ لهم على راحاتِهمْ بَنادقْ
سقط العلم الأبيض ..
وغرق في دمائي ..
ودماء الملايينْ
وسال عليه برق وصواعقْ
وارتفع خافقاً دامياً أحمرْ
إلى الأعالي وتفجَّرْ
بنجمة حريةٍ
وشرار حارقْ
إشتعلَ جحيمٌ أحرق العالمْ
ودوَّى صراخٌ من بعيدْ
سمعتهُ القيعان والشواهق :
"حان وقت الرحيل"
"ياشعوب الارض الثورية"
"وقت الرحيل ِ إلى زمن الحرية"
"تقدموا ... يا رفاق "
"إلى الأمام تقدموا
نحوَ الاممية"



#خضر_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا وروحي
- بنت الجن
- الضمير العربي .. كلمات اغنية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضر سعيد - وراودني حلم