امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:13
المحور:
كتابات ساخرة
عُقد مؤتمر الكويت وقدمت دول الجوار ( وعوداً ) كثيرة بالتعاون والوقوف الى جانب العراق . لا سيما وان أهم شخصية رسمية وهي نوري المالكي ترأست الوفد العراقي وسط حشد من الوزراء ووكلاء الوزراء من الدول الاخرى . إذا كان وعد الحر ديناً كما يقول المَثَل ، فأن ديون العراق على دول الجوار أصبحت ثقيلة !
زار وفد من الأئتلاف العراقي طهران وأثمرت الزيارة ( وعوداً ) ايرانية بعدم التدخل بالشأن العراقي . ولكن مشكلة هذا الوفد ، انه لايمثل كل العراقيين ، إذ كأنهم مجموعة من الشيعة ذهبوا لزيارة مرجعهم المذهبي للنصيحة والتبرك !
حتى ان هذه الزيارة أربكت " اللبلبان" علي الدباغ الناطق بأسم الحكومة ، فقال مرةً بأنه لا تتوفر ادلة قاطعة على التدخل الايراني ، ثم عاد بعد ساعات ليصرح بأن الحكومة عاكفة على توثيق التدخلات الايرانية السافرة !
ذهب طارق الهاشمي الى تركيا واستطاع ان ينتزع منها ( وعودا ) بتغيير سياستها نحو العراق عموما ، وشمال العراق خصوصا ، اي إستغل الهاشمي إسلاميته ليقنع إخوانه إسلاميي تركيا ، بالعدول عن عنادهم وتعنتهم تجاه أقليم كردستان العراق ، والتنازل الى درجة القبول بالجلوس مع مسؤولي الاقليم للتباحث حول المشاكل المستعصية !
هرع موفق الربيعي الى السعودية وسلمهم مواطنين سعوديين كانوا قد جاءوا الى العراق للسياحة والإصطياف وألقت قوات الامن العراقية القبض عليهم سهواً ، فذهب مستشار الامن القومي شخصيا الى الحجاز لتسليم هؤلاء السياح الى الحكومة السعودية . وحصل منهم على ( وعود ) بعدم تسهيل إرسال ( السواح ) الى العراق مستقبلاً !
زيارات لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية الى سوريا ، مستثمرا علاقاته القديمة مع بعض الشخصيات السورية ، أفلحت في إطلاق سوريا ( وعودا ) بعدم الانغماس في المستنقع العراقي . اما في الاردن ، فأن العاهل الاردني قال ان الضيافة العربية التي يشتهرون بها ، تمنعه من طرد كبار البعثيين المقيمين عنده حتى لو كانوا مطلوبين للعدالة !ولكنه (وعد ) بأن يراقبهم شخصيا ويحد من تمويلهم للإرهاب !
ناهيك عن زيارات وزير الخارجية الى مختلف بلدان العالم ، والتي يجلب منها في كل مرة ، رزمةً من ( الوعود ) من مختلف الاحجام والالوان ، يوزعها على زملاءه في إجتماعات مجلس الوزراء !
يُذكر ان جبهة التوافق ( وعدت ) رئيس الوزراء بتقديم آخر المرشحين للإستيزار اليوم . وفي ( موعده ) مع الصحفيين قال المالكي بأن مستقبلنا ( واعد ) !
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟