أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد















المزيد.....

استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 132 - 2002 / 5 / 16 - 09:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




اذا كانت هناك حقيقة ساطعة اليوم ،فهي اعتراف الجميع بان شارون وحماس نجحا في دفع عملية السلام الى الوراء الى درجة الصفر اذا لم نقل نجحا في وأدها .ولاول مرة تلتقي بعد الحرب الباردة سياسة الحكومات الغربية الصانعة والمساندة للحركات الاسلامية لمحاربة الاتحاد السوفيتي المتمثلة بدولة اسرائيل مع ما تبقى من المنظمات الاسلامية التي ولدت عن تلك السياسة المتمثلة بحماس. والاخطر من هذا هو التقاء الطرفين في تصفية كل اسس عملية السلام والاتفاقيات التي مثلتها.ويتبعان استراتيجية واحدة لتنفيذ خطتهما وهي الارهاب والارهاب المضاد .
يواصل شارون حملته الدموية ضد الشعب الفلسطيني مبررا اياها بضرب البنية الارهابية للمنظمات الفلسطينية . و تشن حماس عملياتها الارهابية الاخرى ضد المدنيين الاسرائيليين متحججة بمقاومتها المشروعة للاحتلال. والافضع من ذلك عندما تصبح استراتيجية الارهاب هي العقلية المسيطرة والسلاح الفعال في تصفية الاخر . فآخر عملية ارهابية اودت بحياة ستة مدنيين اسرائيليين وجرح اكثر من خمسين شخصا في مدينة القدس ونتج عنها ذبح الجيش الاسرئيلي للمزيد من الفسطيينين في مخيمات اللاجئين، واعلان شارون بعدم انسحاب قواته العسكرية من اراضي السلطة الفلسطينية ،ضاربا بعرض الحائط كل الادانات والاستنكارات والمطالبات بأنسحابه.
اعلنت كتائب الاقصى التابعة لمنظمة فتح التي يرأسها ياسر عرفات عن مسؤوليتها عن العملية الارهابية الاخيرة .وكانت توقيت هذه العملية في الوقت الذي كان يزور كولن باول اسرائيل لانهاء عملية العنف في المنطقة .ولا يمكن لاي سياسي ان يمرر تزامن هذه العملية مع زيارة وزير خارجية امريكا بشكل عابر وكأنها واحدة من العمليات الاخرى التي تحدث دون تعيين الزمان والمكان.وتحاول الدولة السادسة في العالم بعد مجلس الامن كما يقال عنها وهي ال "CNN" ان تصور بان العملية المذكورة هي رسالة من عرفات لزيارة كولن باول الى المنطقة كورقة ضغط على الموقف الامريكي المؤيد والمساند كليا لاسرائيل وبالتالي لدفع باول لمقابلة عرفات، رغم ان الاخير كان وما زال يدين العمليات الارهابية التي تقوم بها المجموعات الفلسطينية . وقبل تلك المؤسسة عبر جورج بوش في كلمة حول الازمة في الشرق الاوسط قبل اسبوع بأن ياسر عرفات خان الشعب الفلسطيني لقيام دولته عن طريق عدم القيام بواجبه في ضرب البنية الارهابية لمنظمة حماس وغيرها .اذن فعملية كتاتئب الاقصى الاخيرة لم تعط المبرر لشارون في عدم الاذعان لشجب وغضب العالم تجاه سياسته الوحشية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني فقط بل اعطت ورقة اخرى لامريكا لتبرير مواقفها المساندة لاسرائيل وتثبيت صحة ما تبنتها في عدم الرضوخ لمطاليب الحكومات الاوربية والعربية للضغط على اسرائيل.

كانت الفلسفة السياسية في تحول الموقف الامريكي لاسناد اسرائيل بشكل علني ورسمي لاول مرة في عام 1963 . وهي الاستراتيجية التي اتبعتها لايقاف المد السوفيتي والحيلولة دون تطور الحركة القومية العربية الداعية لاستقلال البلدان العربية المدعومة من المعسكر الشرقي . ومع انتهاء الحرب الباردة ودخول دول منطقة الشرق الاوسط في اتفاقيات احادية مع اسرائيل وهيمنة امريكا الاقتصادية والسياسية والايدلوجية على المنطقة ،اصبحت مساندتها السافرة لاسرائيل تواجه سخط الحكومات العربية التي لا تدور في الفلك الامريكي. وهي بدورها تواجه ضغوطا كبيرة من جماهيرها المعادية لسياسات امريكا الغير الانسانية .الاعلام الاسرائيلي المدعوم بجميع الامكانيات المادية الامريكية خلال الحرب الباردة نجح بأن يظهر للعالم بأن الشعب الاسرائيلي هو فريسة للارهاب الفلسطيني .
بعد وضع اسس النظام العالمي الجديد على يد الولايات المتحدة الامريكية وفرض تسوية القضية الفلسطينة والعمل على وضع حد لما يسمى بالصراع العربي- الاسرائيلي ،لم يبق امام دولة اسرائيل المتمثلة بحزبين واللذان يرأسهما دائما احد جنرالات الجيش الاسرائيلي وسجل كل واحد منهم مليء بالجرائم وانتهاكات حقوق الانسان ضد الشعب الفلسطيني اكثر من آلاخر ،الا ان تذعن لمتطلبات المرحلة .وكان يمين المجتمع الاسرائيلي هو الذي يتحكم بجميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية والمالية والاعلام ..الخ ، وكان يعمل بشكل دؤوب لاجهاض عملية السلام والاستمرار بالظلم القومي على الشعب الفلسطيني . وكان سلاح هذا الجناح الذي بدأ يتجرد منه هو" التباكي بأن هناك ارهاب يمارس ضد الشعب اليهودي وان هذا الشعب غير آمن اذا اقيمت دولة للفلسطينين الى جانبه متطلبات المرحلة بعد انتهاء الحرب الباردة التي تتضمن واحدة منها هي حل النزاع الفلسطيني –الاسرائيلي بدأت تأرق الجناح اليميني الذي اعتاش وتغذى وقوى على ذلك الصراع . الا ان الحادي عشر من ايلول قوى مكانة بهذا الجناح ورسخ جميع مواقعه الفكرية والسياسة للتمحور حول مقولة " خطر الارهاب".وهذه المقولة الان هي عنوان للخطاب الرسمي الامريكي الذي يضفي الشرعية للتدخلات العسكرية في تغيير الانظمة المخالفة لها ومن جهة اخرى فرض هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط الذي يهدد جماهيرها الحكومات المتحالفة معها .

قتل او ارعاب المدنيين لغايات سياسية هي عملية ارهابية محل شجب وادانة كل انسان . ان عدالة القضية الفلسطينية وكسب بعدها الانساني على مستوى العالم تكمن في فصلها عن العمليات الارهابية . ان المشكلة التي تعيق استقطاب العالم برمته ووضع حد لاكاذيب ودعايات الصحف المأجورة الموالية لليمين الامريكي والغربي هي ولادة الارهاب مع بدأ انطلاق النضال ضد الظلم القومي الواقع على الشعب الفلسطيني .فبدأ بخطف الطائرات المدنية التي كان على متنها مدنيين اسرائيليين وقتلهم او وضعهم كرهائن او مقايضتهم ومرورا بعملية ميونخ التي ادت الى قتل الرياضيين الاسرائيليين وانهاءا بالعمليات الانتحارية التي تقوم بها المنظمات الاسلامية، كل هذه العمليات الارهابية فرضت نفسها على القضية الفلسطينية ونالت من عدالتها وبعدها الانساني . الارهاب هو تعبير عن ضعف وليس عن نقطة قوة، هو التعبير عن عدم الثقة بالنضال الجماهيري والاستخفاف بالقيمة الانسانية من منظور قومي شوفيني بالنسبة للقضية الفلسطينية اضافة الى الاعتراف بعدم القدرة وتوفير الامكانيات للمواجهة العدو المدجج باحدى انواع اسايب ممارسة الوحشية والهمجية ،عندها يظهر على السطح ممارسة العنف ضد المدنيين وتخويفهم . ان عدالة وانسانية القضية الفلسطينية اقوى من اشعة الشمس لكن علينا بتخليصا من وتنظيفها من صفة الارهاب التي دخلت عنها عنوة .





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد