أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟














المزيد.....


هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:43
المحور: كتابات ساخرة
    


ســاحتا الشهداء في دمشق وبيروت تشهدان على أنه في الحادي والعشرين من آب/اغسطس عام 1915 تمّ إعدام أحد عشر رجلاً من رجالات الفكر وقادة الرأي ، وليتبعها في 6 أيار/ مايو 1916 إعدام واحد وعشرين رجلاً أمثالهم. سبعة شهداء تم إعدامهم في دمشق ،وعلقوا في ساحة المرجة، وأربعة عشر رجلاً في بيروت علقوا في ساحة البرج، وليصبح جمعهم 32 رجلاً.
واعتمد هذا التاريخ من كل عام في شامنا ليكون ذكرى لهؤلاء الرجال من فرسان الرأي والكلمة والموقف الحر للإرادة الحرة، وللناس الأحرار في وجه الظلم والظالمين والفساد والمفسدين، وتم إطلاق لقب السـفاح على والي الشام في حينها فيقال: جمال باشـا السفاح.
وتتجدد قصة الأحرار من شاهد البرج ومشهود المرجة إلى أصحاب الأخدود وحكايات تدمر تروي حكاية الجزارين في سجون ومعتقلات السفاحين وأقبيتهم من زمن الباشا السفاح حتى اليوم.
بضع وثلاثون رجلاً أصبحوا أمثولةً لكل أصحاب الفكر والإرادة الحرة وفرسان النخوة التي تأبى الذل والخنوع والخضوع لقيم الفساد والاستعباد يتجددون حتى بات الوطن من شرقه لغربه ومن شماله إلى جنوبه ساحة مرجةٍ وساحة برج. وأقام والينا في كل مدينة معلماً لاينسى، فبات لدينا ولافخر الكثير والكثير من ساحات المرجة والبرج، وبات لدينا في كل قبوٍ من أقبية القتل والتصفية والتعذيب (جمال باشا) بل (جمالات). فلقد كان لنا جمال باشا واحد، وأصبحنا اليوم (بجمالات) كثيرة وبباشاوات أكثر.
أما تاريخ السادس من أيار، فلقد بات عندنا سـوادس وسـواديس كثيرة حدث ولاحرج، فباتت السنة كلها السادس من أيار لكثرة المجازر والقتل والتصفيات والحرق والإعدامات بمحاكماتٍ وغيرها، تعتبر فيها محاكمات شهداء 6 أيار الصورية محاكمات عادلةٌ عادلة بل محكمة عدلٍ دولي. فالكثير الكثير ممن قتلوا وأعدموا في شام ستان وفي عهود مابعد جمال باشا لم يحظوا بمحاكماتٍ لأكثر من خمسة دقائق هذا لمن كان محظوظاً، وقد لايحاكمون اختصاراً في الوقت ويصدر الحكم عليهم بالجملة من قيعان مكاتب جمالٍ ما. وهذا الكلام ليس إنشاءً بل الشواهد شاهدة على آلاف الأحداث والأشخاص، وسيقول التاريخ كلامه، ولتعلمن نبأه ولو بعد حين.
نتسآل ونحن نعيش ذكرى هؤلاء الضحايا الأعلام من المفكرين والسياسيين عما وجّه لهم من تهم في حينها فنجدها تهماً تتكرر، وإفكاً مبيناً يتجدد هذه الأيام فيما يوجه لمفكرينا وأحرارنا وناسنا ومعارضينا في داخل سورية وخارجها من قبل أحفاد جمال باشا وأتباعه. فالمعارضة السورية المقيمة في المنافي تهمها أقلها التخوين والارتباط والعمالة، في حين أن السلطات الأمنية يوم اعتقلت وسجنت الكثير من المعارضة الداخلية ولاسيما من كان منهم من أعضاء المجلس الوطني لائتلاف إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي المعارض كانت حجتها أنها في ريبٍ وشك من أمر هالمعارضين أن يكونوا مجلساً أو أفراداً على صلة أو ارتباط مع أعداء الوطن والأمة من الأمريكيين تحديداً، ليُظهّروا لنا فعل النظام الأمني وكأنه ليس اعتراضاً على التحرك أو التعبير عن الرأي لاسمح الله بل على ماهو أخطر والعياذ بالله مما لايجب السكوت عنه، وأن الأمر لايعدو أكثر من تثبت وتأكد، وليس فيه نوايا عاطلة. وحتى لايقال بأن معتقلي السلطات الأمنية هم معتقلو رأي وفكر ومعارضة فإن ماوجّه لهم من تهم لم يكن بعيداً عما قالته محاكم جمال باشا في أسطوانتها المشروخة من مزاعم النيل من هيبة الدولة وتكوين جمعية بقصد قلب كيانها، وتوهين نفسية الأمة بنشر أخبار كاذبة.
النظام السوري في سلوكه وتهمه لمعارضته بمناسبة وبدون مناسبة يؤكد أن ليس لديه معارضة ولاسجناء رأي، ومايشنّه من حملة اعتقالات في صفوف المعارضة فلها في جيبه أسباب وأسباب يُمضي فيها وقتاً فإذا ماانكشف زيفها أخرج تهماً غيرها، ثم لئن قلت لهم: معتقلوكم معارضون، قالوا: هؤلاء متهمون وليسوا معارضين، لأن عقدة النظام المستعصية أنه ليس فيه معارض واحد في بلدٍ فيه عشرون مليون مواطن آراؤهم محترمة آخر احترام. ومن ثم فلم يكن غريباً أن تكرر مصادره وعناصره أن لاوجود لمعتقلي الرأي والفكر في معتقلاته وزنازينه، ولكن الأغرب والمستغرب أن يؤكد الرئيس الأسد نفسه للرئيس الأمريكي السابق كارتر في لقائه معه الشهر السابق أن ليس في سورية سجين رأي واحد.
كثيراً ماكتبوا وماقالوا عن شهداء وضحايا جمال السفاح ومافعله في الشام، وكثيراً مااحتفوا بالذكرى من كل عام، ولكنهم يتناسون أن هناك قاضياً اسمه (س. خ) كان يصدر أحكام الإعدام على مئات الناس في زمن لايزيد عن ساعتين أو ثلاثة داخل سجن تدمر، وتنفذ فيه أحكام الموت بأقل من ذلك الزمن، ثم ليتكرر المشهد الوحشي والدموي كل يومين أو ثلاثة.
كثيراً ماقرؤوا ويقرؤون علينا من أوصاف ذلك السفاح ومحاكمه ولكنهم يغمضون عيونهم عن قتل مئات الناس من دون سؤال أو محاكمة لعشرات الآلاف من مواطنين أسرى وسجناء رأي وفكر بمجازر جماعية تعتبر من أكبرمجازر القتل الجماعي على الصعيد الرسمي في القرن العشرين.
لست أنساه ولايغيب عن خاطري مواطناً حراً شاهداً على بعض مجازر سجن تدمر وأحكام الموت فيه وهو يقسم بالله العظيم مؤكداً على أن كل ماقيل ويقال عن سجن غوانتنامو السييء السمعة، هو بمثابة فندق عشرة نجوم مقارنةً بما شهد عليه من سجن وقتل ومحاكم ومشانق.
مقتل إنسان بريء لاشك يدعو إلى الأسى والحسرة والألم، ومحاكم ومشانق جمال السفاح التي نستعيد فيها الذكرى هي بالتأكيد وصمة عار في تاريخه. ولكن يوم نستدعي ذكر عشرات الآلاف من ضحايا مجازر ومشانق أحفاده نتسآل بحسرة وألم وسخرية: هل لنا أن نعيد النظر بما فعله جمال باشا لنصحح ونترحم دون فرق عليه أو على النباش الأول..!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية تشيلي العربية..!!
- الناس والحمير بين راكبٍ ومركوب
- قمة دمشق ليست كغيرها من القمم
- الشرق الأوسط على صفيح ساخن
- يافقراء سورية اتحدوا
- خطاب التحدي والمنازلة والذاكرة المثقوبة
- أبراج حزب الله
- مقتل مغنية..!! هل يفتتح حرب النجوم..!؟
- أفاضل إعلان دمشق وتوهين نفسية الأمة
- سورية مثل هولندا..!!!
- الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني
- المعقول اللبناني في زمن اللامعقول
- الأزمة اللبنانية في طورٍ جديد
- حصار ولكنه ليس كحصار غزّة
- حجاج غزّة والهاربون من الموت
- لبنان والنظام السوري والعام الجديد
- حراميّة..!! ولكن لمال اليتامى والأوقاف لا
- لبنانيات 2/2
- لبنانيات 1/2
- خطاب حزب الله التمزيقي


المزيد.....




- -لا أرض أخرى- الحائز على الأوسكار: هل رفضت ممثلة إسرائيلية ت ...
- اتحاد الأدباء يواصل فعالياته.. أماسي مختلفة وحفلات تواقيع لل ...
- ترحيب على المنصات بفوز فيلم -لا أرض أخرى- بجائزة الأوسكار
- ما المخرجات المتوقعة من قمة القاهرة.. هل ستلزم الكيان أو أمر ...
- علم الضحايا.. كتاب مرجعي ومصدر وقائي كيلا تكون ضحية دون أن ت ...
- -بعد مليون ونصف مشاهدة-.. أغنية -انتحر عادي- تنتهي بصاحبها خ ...
- زينة تفاجئ جمهور -رامز إيلون مصر- بكشفها محطة غير مألوفة من ...
- جدل كبير بعد اختفاء اسم طارق العريان من تتر مسلسل -معاوية-.. ...
- اتهامات بـ-سرقة- قصته.. مسلسل -بالدم- يثير جدلا واسعا في لبن ...
- فنانة تشكيلية إيرانية ترسل هدية إلى جورجينا رونالدو (صورة)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بدرالدين حسن قربي - هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟