أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حامد حمودي عباس - أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )














المزيد.....

أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:50
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


انها ليست فصول من دراما ايحائيه تلك الحادثة التي سارويها ، وانما هي قصة حقيقية أنا شاهد صدق بحدوثها وان لم اكن شاهد عيان . في عام 1994 دفعتني ظروف القهر الى ان اترك العمل بشهادتي العاليه وانخرط انا واسرتي لنعمل كفلاحين في احد المزارع الواقعه في وسط العراق ، حيث كانت هناك العديد من العوائل النازحه من اقصى الجنوب للقيام بذات العمل تاركين اراضيهم بعد ان كساها الملح وانحسرت عنها فروع المبازل فاصبحت غير صالحة للزراعه بفعل العبث الذي طال قنوات الري انذاك بحجة تجفيف الاهوار . الاسر الفلاحيه النازحه كانت تكد ليل نهار لكسب قوتها وبمهارة كنت افتقدها ، حيث لم يعتد ابنائي وبناتي وزوجتي حرث الارض ورعاية النبت ووقايته من الامراض .. ومع هذا فقد ربطتني علاقة طيبه بارباب تلك الاسر وابنائهم حين لاحظوا بانني وعلى الدوام احاول ايجاد السبل الكفيلة بحصولهم على حقوقهم من صاحب الارض . زهرة ونجاة وصفيه ( وهي اسماء مستعارة للضحايا ) هن بنات لثلاث اسر كانت تعمل معي في نفس المزرعه ، يمررن علي كل يوم وهن في طريقهن لجلب الماء في اواني يحملنها على رؤوسهن ، ولم تفتهن تحيتي في كل مره .. ( شلونك عمي ) .. فتاتي تحيتهن نغم يعيد الى روحي المتعبة بعضا من الصفاء . زهرة كانت اكثرهن حركة وحيويه حيث اراها من بعيد وهي تعاكس صاحباتها فتضرب هذه وتكايد تلك وهن في طريقهن الى البئر المجاوره .. لم اشأ يوما ان اسمح لبناتي ان يمضين معهن لخوفي من شيء مجهول ، وذات يوم اختفت البنات الثلاث زهره وصفيه ونجاة ولم اراهن لمدة اسبوع ، وما اثار في نفسي الدهشة هو اختفاء اهاليهن جميعا وعدم تواجدهم في الحقل كالعادة كل صباح .. حتى جاء صاحب الارض وقد كانت تربطني به صداقة قديمه ليروي لي فصول حكاية بقيت اثارها توخز في نفسي ولحد الان ، واليكم ما حدث .. لقد جاء احد ابناء الفلاحين بنبأ لوالدته مفاده ان زهره كانت وعند تواجدها عند بئر الماء تلاطف شابا جاء من مزرعة مجاوره برفقة اخته .. وانتهى الخبر لتبدأ احاكة خيوط الشك والتوجس ومن ثم المراقبة ، نعم لقد كانت زهره فعلا تلاطف ذلك الشاب ولكن من بعيد ، اذن فالامر الجلل قد حدث ، وما أكد الفعلة النكراء هو اقرار النساء في المزرعه بان زهره حامل من ذلك ( الوغد ) .. بدليل انها تقيأت عدة مرات . هكذا بلا ادنى مقدمات ودون عرض البنت على طبيب او مختص .. واجتمع الرجال في ليل ، وقرروا بعد طول تداول بان زهره قد زنت ، وما دامت زهرة زانيه فبالتأكيد ان صفيه ونجاة هن ايضا زانيات بالضروره لكونهما لم يفترقن على الدوام مع زهره .. وصدر الحكم .. وحدد يوم التنفيذ ، وسيقت الفتيات الثلاث بعد ( صلاة المغرب ) الى مزرعة اخرى اتفقوا مع صاحبها على كل شيء .. وتم تقييد زهره وصفيه ونجاة بحبال اعدت لهذا الغرض .. وانبرى احدهم بذبح زهره بمنجل للحصاد ، نعم .. منجل للحصاد وليس سكين وامام رفيقاتها الاخريات .. ويقول صاحب الارض وهو يروي الحكايه بان نجاة اقسمت لابيها وهو احد الحاضرين بانها عفيفة بريئه فلطمها على وجهها واخذ المنجل من صاحبه ليتولى هو ذبحها ثأرا للكرامة . وما هي الا لحظات حتى فارقت الروح اجساد ثلاث من صبايا بعمر الزهور على ايدي جلادين اعمى بصيرتهم العرف الخطأ والشرع الخطأ والقانون الخطأ . وتم عرض الجثث على الطب العدلي حيث ثبت بان الفتيات الثلاث كن باكرات لم يمسسهن بشر ، وانتهت فصول القضيه بان سلم احد ابناء الفلاحين نفسه الى السلطات باعتباره هو القاتل نيابة عن الاخرين ، وصدر الحكم عليه بالعقوبة المخففه تحت بند ( غسل العار ) .. وانتهى كل شيء .
لقد اخترت ان لا اختزن فصول هذه الحادثة البشعه في نفسي دون ان اوضفها لفضح بشاعة الجريمة التي يقترفها اولئك الداعون الى ترسيخ اواصر التخلف في مجتمعنا بحجة العمل على صلاح النفوس والعودة الى قيم السلف المفقوده .. اولئك الذين ينشطون في سبيل تأسيس ثوابت الجهل والفقر والحرمان بهدف الاثراء والوصول الى السلطة والسيطرة الدينية المرتكزة على التعاليم المتخلفة .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال
- رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
- لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
- من افاق الذكريات


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حامد حمودي عباس - أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )