|
ستون عاما والشعب الفلسطيني يقدم للبشرية دروسا في مقاومة اعدائها وستون عاما تكفي لتهرئة الكيان المفتعل
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:54
المحور:
القضية الفلسطينية
سجل تأسيس دولة اسرائيل في 15/5/1948ردة كبرى في مسيرة البشرية نحو التحرر من كل اشكال التمييز والاضطهاد بسبب العرق والدين والمعتقد، وضربة للتجربة الاشتراكية الاولى من خلال اعترافها بهذه الجريمة بحق الشعب الفلسطيني وتشويه الشعار الاممي بحق الامم في تقرير مصيرها. وتعزيزا للمفاهيم النازية بعد القضاء على مقاومة الراسمال الالماني . وكانت الخطوة الثانية بعد تقسيم المانيا، لاعادة اقتسام العالم بين اقطاب الامبريالية نتيجة للحرب العالمية الثانية، وتبوء الامبريالية الامريكية موقع الصدارة على حساب الامبريالية الالمانية واليابانية وحليفاتها الامبريالية الفرنسية والبريطانية، اللتين انهكتهما الحرب. كما سجلت بداية التنازل الستاليني امام التهديد الامريكي بالسلاح النووي الذي جسدته بقصفها لهيروشيما ونغازاكي اليابانيتين بالسلاح النووي ، غير المبرر عسكريا. فقد جاء بعد استسلام اليابان. لاسيما وقد خرج الاتحاد السوفيتي من الحرب العالمية الثانية منهك القوى لتحمله القسط الاكبر من تكاليفها ليس فقط لحماية نظامه وشعبه بل ولتحرير البشرية من خطر النازية. ولم يكن يمتلك السلاح النووي بعد. وكان ولا يزال الهدف الرئيس من تأسيس دولة اسرائيل خلق قاعدة عسكرية امريكية في قلب الشرق الاوسط للهيمنة على هذه المنطقة الاستراتيجية لمواجهة الاتحاد السوفيتي ولضرب حركة التحرر الوطني العربية التي تصاعدت بعد الحرب العالمية الثانية باسناد وتشجيع من الاتحاد السوفيتي. فضلا عن الهيمنة على اغنى منطقة في العالم بالنفط. وبررت الامبريالية العالمية خلق دولة اسرائيل بتنفيذها لوعود قدمتها اقطاب الامبريالية البريطانية للوكالة اليهودية والحركة الصهيونية الممثلين السياسيين للراسمالين اليهود لقاء تمويلهم للحربين العالميتين الاولى والثانية، بدءا بوعد بلفور عام 1917. وبذريعة انقاذ شعب مشرد نال حصة الاسد من جرائم النازية، بعد افتعال المحرقة النازية، التي ذهب ضحيتها الالاف من الجماهير اليهودية الكادحة، لاستدرار تعاطف العالم، والتغاضي عن تأسيسها على حساب الشعب الفلسطيني، الذي لم يكن له أي يد بالمحرقة ولابمعاناة اليهود الاوربيين بما فيهم اليهود الالمان، بل وتعايش مع اليهود العرب الفلسطينين لآلاف السنين بكل سلام ووئام. ولا زالت تلك المحرقة تستخدم كذريعة لما تقترفه دولة اسرائيل من مجازر ومحارق بحق الشعب الفلسطيني وعدوان على الشعوب العربية، واداة تجريم كل من يشكك بالمحرقة او بعدد ضحاياها واهدافها. وقامت اسرائيل على اساس عنصري مفتعل بتحويل المعتقد الديني الذي يمكن ان يتبناه أي انسان من أي شعب كان الى قومية يهودية متفوقة يجب ان تسود العالم تماما كما حولت النازية الشعب الالماني الى قومية متفوقة يجب ان تسود العالم. وهدف الاثنان تخبيل الشعب واستخدامه كأداة لتحقيق اهداف الراسمال وتحميله كل اثامها وتكبيده كل خسائرها . فقد زجت النازية الشعب الالماني في الحرب العالمية الثانية بهدف هيمنة الامبريالية الالمانية على العالم وكبدته ملايين الضحايا وانجازات اجيال . وساقت اسرائيل خلال ستين عاما شعبها الى حروب عدوانية عديدة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة بغية الهيمنة عليها وتحطيم منجزاتها واعاقة تحررها من الهيمنة الامبريالية وادواتها الانظمة الرجعية التابعة. مكبدة شعبها الخسائر الفادحة بالارواح والمنجزات والعيش تحت طائلة التهديد والكره من الشعوب المجاورة التي طالما تعايش معها بمحبة وسلام. وبدأت مقاومة الشعب الفلسطيني لمشروع الدولة الاسرائيلية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى واقتسام الدول العربية التي كانت تحت الحكم العثماني المنهار، بين حلفاء الحرب وكانت فلسطين من حصة الامبريالية البريطانية . فمنذ اليوم الاول عملت حكومة الانتداب على تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني على اساس ديني وشجعت الحركة الصهيونية وسلحت عصاباتها واتاحت للراسماليين اليهود شراء الاراضي الفلسطينية تمهيدا لاقامة دولة اسرائيل . وناضل الشعب الفلسطيني ضد وعد بلفور الذي عقد بين الوكالة اليهودية والحكومة البريطانية عام 1917 واعتبر ذكرى عقدها سنويا يوما كفاحيا فلسطينيا وعربيا ضد مشروع اقامة الدولة الاسرائيلية . ساهمت فيه منذ تبلور وعي الوطني في مطلع الاربعينات من القرن الماضي. وخاض الشعب الفلسطيني المعارك الوطنية ضد قوات الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية ، وبلغت ذروتها في ثورة 1936 وحضت بدعم واسناد الشعوب العربية وحركاتها التحررية الفتية، وبمواقف مراوغة للانظمة العربية التابعة، تكشفت عن تبعية مذلة في العجز عن الوقوف دون اقرار قانون تقسيم فلسطين في المحافل الدولية وعن خيانة الاهداف الوطنية والقومية في الحرب التي شنتها ضد اقامة الدولة الاسرائيلية عام 1949 وتحويلها الى نصر للكيان الصهيوني وتوسيع رقعته، فضلا عن الحروب المتتالية . وادى كل ذلك الى ان تصبح الساحة الفلسطينية مسرحا لممارسة العولمة الراسمالية واداتها اسرائيل كل وسائل واساليب تركيع الشعوب. واصبحت القضية الفلسطينية اداة لحل ازماتها في منطقة الشرق الاوسط والعالم ، دون ان تستطيع صيانة الكيان المفتعل من التهريء. لان الراسمال ولاسيما في عصر العولمة وتفاقم ازماتها، لا يعترف بكل القيم الانسانية. فالفساد ينخر كيانه من القمة حتى القاعدة واكثر من رئيس بل وحتى رئيس الجمهورية قدم للمحاكمة بتهمة الفساد المالي والاخلاقي. والاستهانة بحياة البشر لا تعرف الحدود والقلق والخوف يسمم كل نعم الراسمال . ان ايغال اقطاب العولمة الراسمالية بقيادة الامبريالية الامريكية واداتها اسرائيل والانظمة العربية في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ولاسيما في قطاع غزة يدفع الشعب الفلسطيني الى الاعتماد من اجل تحرره من الاحتلال الاسرائيلي على مقاومته السلمية والمسلحة ، وعلى دعم حركات التحرر الوطني العربية والعالمية . واصبحت مسيرة كفاحه عاملا مؤثرا ومتأثرا في المسيرة التاريخية لعموم البشرية بسلبياتها وايجابياتها، وباخطائها السياسية والتنظيمية، و ترمومترا لقياس تطور الحركة التحررية لعموم البشرية وتحررها من ازمتها الناجمة عما اصاب البوصلة الثورية من تشويه وما اصاب المجتمعات في عصر العولمة من اعادة اصطفاف وطني وطبقي ، يفرض تسلح قيادة الحركة الثورية السلمية والمسلحة بالنهج المادي الديالكتيكي في النضال الوطني والعالمي من اجل تحرير كل شعب وعموم البشرية.
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة مسؤولي مجزرة بشت ئه شان التمرين الاول لمحاكمة بوش ومن
...
-
يوم العمال العالمي واستحقاقات الرسالة التاريخية للطبقة العام
...
-
عمال العراق بنضالاتهم الوطنية يحيون يومهم العالمي ويحضون بتض
...
-
تدني نتائج مؤتمر الكويت وسعر الدولار من مؤشرات نهاية عصر اله
...
-
لا لقانون النفط والغاز لا لتشريع الهيمنة الامريكية وتحقيق مخ
...
-
الف تحية لكل شاب وطالب عراقي تتفتح احلامه وطموحاته الوطنية و
...
-
تطوير وسائل واساليب الكفاح الوطني والعالمي وفقا لمتطلبات الع
...
-
في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد معاناة الشعب العراقي. عل
...
-
في غياب الاستراتيجية الوطنية تتصاعد مآسي الشعب العراقي القبو
...
-
في ذكرى ميلاد المناضل زكي خيري يتجدد اهداؤه للامهات العراقيا
...
-
تصعيد خطير للفوضى الخلاقة لتحقيق الاستراتيجية الامريكية في ا
...
-
عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي عيد ميلاد عراق حر وشعب سعيد
...
-
الدراسة العلمية للواقع ولتجارب الماضي ضمان لوحدة القوى الوطن
...
-
العراق القلب النابض للبشرية
-
الوطن يناديكم والشهداء يستصرخونكم والنضال يحرركم ويوحد صفوفك
...
-
مؤتمر البرلمانيين العرب ومخطط تعميم النموذج العراقي في الهيم
...
-
تحية حب وتقدير للسيدة شهرزاد
-
يوم المرأة العالمي هو يوم النضال لتحريرالانسان من استغلال اخ
...
-
اين اقطاب مدنيون من اعلان اقتسام الهيمنة على شعبنا وثرواته ب
...
-
تحرير شعبنا رهن بتحويل دعوة مدنيون ديموقراطيون الى حركة جماه
...
المزيد.....
-
إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت
...
-
-هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
-
السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران
...
-
كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي
...
-
حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
-
الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
-
-حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
-
رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
-
ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي
...
-
مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|