نساءٌ مفخخات !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

من الممكن تصديق ان تصل إمرأة مفجوعة بمقتل أبناءها على يد قوات امريكية ، او عراقية ، او ميليشياتية الى درجة من الحقد تجعلها تفجر نفسها على مدرعة أو نقطة تفتيش او تجمعا لقوات ، إذا توفر لها أمران ، الاول هو المواصفات الشخصية والاستعداد الذاتي ، والثاني هو الظروف الملائمة من تجهيز وتدريب من قِبَل الارهابيين الذين يتربصون بمثل هذه المفجوعات لتجنيدهن ! هذا من الناحية النظرية . وفي هذه الحالات من المُفتَرَض ان يُعلَن اسم هذه المرأة ( الشجاعة ) التي ثأرت وانتقمت لعائلتها المنكوبة ، ولتصبح مَفْخرةً ( للمقاومة ) ! ولكن الذي يحصل في الواقع هو شيء آخر تماماً . فما عدا عملية تفجير فنادق عمان في 2005 من قبل خلية تابعة ل ( ابو مصعب الزرقاوي ) ، والتي " فشلتْ " فيها ( ساجدة الريشاوي ) من تفجير حزامها الناسف ، بينما نجح زوجها ان يفجر فندقا آخر في نفس الوقت ، فألقي القبض على ( الريشاوي ) ! هذه هي الحالة الوحيدة المعروفة التي قامت بها إمرأة عراقية بعملية إرهابية ، علما ان زوجها وأقاربها كانوا مشتركين معها بالعملية . أما ان تقوم ( إمرأة ) ترتدي حزاما ناسفا ، بتفجير سوق شعبي يرتاده بسطاء الناس وبائعي الطيور مثل سوق الغزل في بغداد ، أو إستهداف حفلات زفاف عادية مثل ما حصل قبل يومين في بلدروز ، فذلك أمرٌ عصي على الفهم وبعيد كل البعد عن المنطق !
أن العقلية المجرمة والذهنية المنحرفة من خليط البعث الفاشي والتكفيريين الاصوليين الوهابيين والقاعديين وعصابات الميليشيات المدعومة من ايران والسعودية وسوريا ، هي التي تستغل ( سذاجة وضعف ) بعض النسوة ، وخاصة المنقطعات عن المجتمع والكبيرات في السن واللاتي يعانين من إختلالات نفسية ، ولا يعرفن ما هُنّ مُقْدمات عليه !
ان ما يحز في النفس ، هو هذا الكم الكبير من " مؤتمرات العشائر " و " تجمعات القبائل " والتي تنعقد في فنادق فخمة او مضايف الشيوخ ، ويتم فيها تبويس اللحى وتبادل النفاق والتوقيع على مواثيق وعهود لا يلتزم بها احد !
أليست ( المرأة ) التي " فُجِّرَتْ " – لأنني أعتقد جازماً انها لم تكن تدري ما هي فاعلة - ، اليست هذه المرأة ، اُماً لأحدهم ؟ او اُختا او عمة او خالة ؟ هل من المعقول ان المجتمع تخلى عنها لتصبح فريسة سهلة للإرهابيين ؟
إذا كانت الحكومة عاجزة عن متابعة وإكتشاف البؤر الارهابية التي تخطط وتنفذ العمليات الإجرامية ، فأن العشائر التي تطرح نفسها بأنها المساند للدولة أحيانا ، والبديل عنها أحيانا ، أثبتت فشلها ايضاً . إذ ان " المجموعات الارهابية " لا زالت تعيش بين ظهرانينا ، وتستطيع ان تتحرك هنا وهناك ، وتجند " النساء " وتفجرهن !
من المُخْجل ان تتشدق الحكومة بالماضي المجيد والتأريخ التليد ، وان تتباهى العشائر بالتقاليد والاعراف .و من المضحك ان نقول بأننا عّلَمْنا العالم الحروف والكتابة وبأننا مهد الحضارات والقوانين ، ولا نستطيع الان ان نحمي نساءنا من جور وظلم الارهابيين !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات