ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 08:23
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حينما استكملت اسرائيل احتلال ما بدأته في العام 1948, قدرت بدقة كبيرة ان اهم ما يحاذي جسمها الشمالي, ولا نقول حدودها, هضبة الجولان بنافذتها الشرق اوسطية, وعينها الساحرة على عرب الجوار.
المحاولة تمت بيسر وسهولة توحي بالتواطؤ في العام 1967, وقبلها حاولت مرارا وضع يدها على الجولان لكنها فشلت, لان بقايا جيوش العرب التي سبق واشتبكت معها في شمال فلسطين, ابلت بلاءً حسنا على جبهة الجولان, حالت دون سقوطه انذاك, رغم تجرعها مرارة النكبة .
حقيقة ان عين اسرائيل على الجولان, مستوحاة ممن شارك في حرب 48, وبعضهم حي يرزق, اما مَن شارك في حرب 67, فلم تتسن له المشاركة, لانه في الاساس لم يتقدم ميلا واحدا على خط الجبهة, كان بمقدوره التقدم وبالتالي التاخير من عملية الاحتلال, وفي هذا سؤال بالخط العريض سيشغل بال الاجيال القادمة, كيف ذهب الجولان بسويعات معدودة فقط ?.
اسرائيل في سرها تضحك ضحكا عميقا يصل حد القهقهة, كلما طالبتها السلطة السورية التي كانت مسؤولة عن الجولان يوم احتلاله, باستعادته كاملا كما هو, لبناء الثقة المفقودة بينهما, ولكي تتثبت دمشق من نوايا تل ابيب ازاء السلام, وفق قرارات الشرعية الدولية التي لا تعني اسرائيل بشيء .
لو ان اهمية جنوب لبنان تفوق اهمية الجولان, لما انسحبت منه اسرائيل عام 2000, حتى وان هبت مقاومة حقيقية في الجولان اسوة بالجنوب اللبناني, فاسرائيل تعرف كيف تتصرف حينذاك, كما تتصرف الان في الضفة وغزة.
عروض السلام التي يجري بحثها في الخفاء بين المفاوضين الاسرائيليين والسوريين حول مقاسمة المصالح السياسية والاقتصادية في الجولان, تبقى حصة الاسد فيها لصالح اسرائيل, فهي ليست في عجلة من امرها للدفع نحو هذا المسار الشائك, ولا ضغوط اميركية تمارس عليها في هذا المجال مستقبلا .
رغبة الطرفين بالسلام غير مفهومة, فمقاس الجولان, تبين بتجربة محادثات جنيف العام 2000, انه ضيق بالكاد يتسع لاسرائيل, فكيف سيتسع لسورية? لربما المفهوم فيها اشاعة اجواء التهدئة, وفتح قنوات الاتصال المغلقة مع واشنطن, بينما الجولان خط احمر, وعورة مستورة يستحيل الكشف عنها, حربا او سلما .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟