عجيب امور غريب قضية

علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    

في بداية العام اصدرت الحكومة الكريمة قرارا بزيادة رواتب الموضفين ولكوني موظفا على الملاك الدائم
مست الفرحة شغاف قلبي وقلت لقد جاء طير السعد وسوف احقق آمالي واصبحعلى بعد امتار من العوز الذي
واكبني طول حياتي الوظيفية.
مر شهر وشهران وثلاثة واربعة والدجاجة الحكومية لم تبض بيضتها الذهبية بينما الموظفون ينتظرون غودو
الذي لم يات ولن ياتي فرغم الميزانية الخرافية التي بلغت عشرات المليارات الا ان الحكومة لا تزال يدها مغلولة
على الشعب طبعا اما اعضاؤها والمتنفذون فيها فقد اصيبوا بالتخمة لكثر ما قضموا من برسيم الدولارات ويقول
احد الظرفاء ان احدهم جاء الى العراق وكل ما يملكه بعض التومانات الايرانية بينما هو الان اصبح من المقلدين
للسيد قارون فكنوزه تملأ الارض وصار من اصحاب الفلل بعد ان كان طعامه الخبز والبصل واصبح يرفل بالحرير
ويتمتع بالنساء من شتى الاصناف والملل.
لقد كان قانون زيادة سلم الرواتب وبالا علينا - نحن الموظفين - فالاسعار فلتت من لجامها واصبح كيلو الطماطم بالفي
دينار والمواد الانشائية تهرول اسعارها دون رادع او وازع من ضمير وكانها تتاسى باخلاق الحكومة.
والطامة الكبرى ان الخدمات تتضاءل يوما بعد يوم والا من يصدق ان الكهرباء تاتي ساعة واحدة كل عشر ساعات
والمسؤولون يبررون ذلك بالتخريب ولما انتهى التخريب او كاد...اخذوا يبررون بالعواصف الترابية وحين تنتهي سيبررون
بان الكهرباءمضرة بصحة المواطن او انها بدعة جاءت الينا من دول الاستكبار العالمي وانها تفسد الشباب وتجعله ناعم العيش
بينما عليهم ان يخشوشنوا لان الترف يزيل النعم.
خمسة اشهر عجاف والموظفون لا حديث لهم الا عن الزيادة بينما زوجاتهم يحلمن بالذهب والاواني المنزلية والاثاث الفاخر بعد
ان اكل العث والزنجار اغلب ما يملكون.
والعجب ان اعضاء البرلمان المنتخبين جدا.. الديمقلراطيين جدا.. لم يطالب اي منهم الحكومة باعطاء الشعب بعض ما يستحق لا
سيما وتنور الثروة يفور بالمليارات التي يهدرها فلان وعلان ولم يقدم الى الان كشف بالمصروفات
كل منا يتذكر عبد الله افندي في مسلسل النسر وعيون المدينة الذي ما ان يحدث امر يثير الانتباه حتى يصرخ--- عجيب امور
غريب قضية - ونحن الموظفين في العراق نضم صوتنا الى عبد الله افندي ونصرخ ونهتف على رؤوس الاشهاد وامام سمع الحكومة
ان بقي لها سمع- عجيب امور غريب قضية.

#علي_الانباري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات