أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمه الهلال - في ذكرى رحيل مؤسس مدينة الحب والإنسانية














المزيد.....

في ذكرى رحيل مؤسس مدينة الحب والإنسانية


فاطمه الهلال

الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 11:03
المحور: الادب والفن
    



كتب عنه الكثير من الكتب والمقالات والتعليقات التي سطرت حول ما كتب وكان هناك الكثير من الصلوات والكثير من اللعنات التي يطلقها الخوف والاصطدام بالواقع الأسود...
لقد كتب كنسمة رقيقه أشعار الحب والجنون وكتب بالسكين كلماته الثائرة ليبدد الظلام ويكوي بكلماته الملتهبة جسد العربي المريض الذي لم يعد ينفع معه علاجاً إلا الكي تدفعك عروبتك فكويتنا بكلماتك على جباهنا وقلوبنا ولعنّاك يدفعنا الجهل والتخلف.
نزار قباني لم يكن مجرد شاعر عظيم بل كان ظاهره شعريه بأكملها لقد أخذتنا قصائدك وكتاباتك إلى مدينتك النزاريه ولكننا لم نتعود على هواء مدينتك النظيف اللطيف ولم نتعود ثورتك رافضاً الوقوف في صفوف الخراف اليومية التي تستجدي العلف والماء من الراعي المخلوط والملوث بالذل و الهوان. لقد كنت يا نزار سيد التفجير والتغيير والرفض بالكلمات والشعر وحده ما عجز عن تحطيمه الجبناء المختبئين خلف متاريسهم وأسلحتهم يلمعونها ولكنهم يخافون استخدامها أو نسيوها واعتبروها مجرد معادن لا تنفع إلا للتفاخر والتخويف..
خارج على النص أنا
خارج دوماً على جلدي.. وعظمي
وشراييني أنا
سيد التغيير والتفجير..
والتحريض.. والرفض أنا
سيد الغٌربة والمنفى أنا
إنني حطمت بالشعر قوانين هولاكو
وتماثيل هولاكو
وسلالات هولاكو
ودفعت الثمنا...
فأصبحنا نلعنك ونخاف منك ومن الحرية التي حاربت لأجلها خمسين سنه ولكنك اكتشفت في النهاية انك كنت تحفر على حجر صوّان لا يتأثر ولا يلين:
قاتلت خمسين سنه
حتى أقيم دولة الحب
ودولة الإنسان لكنني اكتشفت أن ما كتبته
ليس سوى حفرُ على الصوان...
يا نزار كنت صوت من لا صوت له وعيون من لا يرى بعينيه فكنت دوماً تحارب القمع والطغيان بكل أنواعه لقد كنت الناطق باسم العرب جميعاً لكن بعض المخلوقات العربية لعنتك وأصبحت تخيف أبناءها من شعرك وكلماتك وأنت الذي جعل للكلمة قدسيه وردّ للشعر اعتباره بعد أن كان مجرد وسيله لكسب العطايا والتزلف إلى السلاطين, لقد استعادت الكلمة قدسيتها وكرامتها من خلالك في حين أن الأمة العربية وصلت لمرحله لا قداسة فيها حتى لجسد الإنسان. فالكاتب العربي لا يواجه بشجاعة ما يجري في العالم ولا يواجه بشجاعة القضايا العربية فهو مخنوق بسياج من الرعب والخوف الذي يشل حركته وهو محاط بأوامر تأتي من الأعلى ...
لا أذكر يا نزار أني يوماً قرأت قصيدة لك ولم تحترق أصابعي وثيابي بلهب كلماتك المشتعلة ولم تفيضُ عيني بحاراً مالحة من الدموع...
يا نزار لم يعد ينفع معنا الشعر ولا الكي ..

ف: خلاصة القضية توجز في عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهليه

فليس غريبُ علينا أن نتهمك بالانحلال والفسوق ,يا نزار لقد أعدت للمرأة كرامتها حيث اعتبرتها في البدء إنسان وكنا نعتبرها مجرد خادم للشيطان ينفذ رغباته الشريرة, يا نزار نحن معذورون فلقد تربينا في عالمنا العربي المليء بالغرائب بأن المرأة شيء آخر غير الإنسان...
حين كنا في الكتاتيب صغاراً
حقنونا بسخيف القول ليلاً ونهاراً
فنشأنا ساذجين
وبقينا ساذجين
نحسب المرأة شاةً أو بعيراً
ونرى العالم جنساً وسريراً
ولكن لا تقلق يا نزار مازال هناك شباب وعجائز رجال ونساء يصغون لشعرك الذي يتغذى من عرقهم ومن أرغفة خبزهم رغم المعارك والهجوم الذي تعرضت لها وخضتها دفاعاً عن الحرية والتقدم.
يا نزار رغم معرفتك بأن الكتابة في العالم العربي رحله انتحارية وبأن أصابعك وثيابك سوف تحترق بكلماتك الملتهبة إلا انك واصلت دون خوف أو اهتمام من الجلاد ودفعت الثمن الغالي الذي لا يملكه إلا الأحرار لقد تجاوزت يا نزار كل الأضواء الحمراء التي يشعلها الجلاد حتى يحاصر الفكر والعقل والشعر...
لا تفكر أبداً .... فالضوء أحمر
لا تكلم أحداً.... فالضوء أحمر
لا تجادل في نصوص الفقه, أو في النحو, أو في الصرف
أو في الشعر, أو في النثر
إن العقل ملعونُ ومكروهُ ومنكر

لقد رحلت يا نزار وضلت كلماتك تتوالد وتثور في أرواحنا حتى غيرت خرائط أجسادنا وأصبحنا نملك مقومات المواطنون من المدينة النزاريه مدينتك الفاضلة المليئة بالحب والإنسانية يا نزار لم تقم دولة حب عربيه في بلداننا, نحن فقط حملنا أجسادنا المتعبة لنسكن مدينتك النزاريه وقدمنا أوراقنا لنحصل على الجنسية النزاريه والتي لا تطلب سوى امتلاءنا بالحب والثورة والإنسانية لتمنحنا الجنسية...
في صباح الخميس 30 أبريل 1998 رحل نزار قباني عن الحياه بعد أن ظل قيثارة العرب الشعريه ووجدانهم وصوتهم وشفاههم وعيونهم لمدة نصف قرن عكس خلالها مشاعرنا وعواطفنا وواكب انتصارات العرب وانكساراتهم..
رحمك الله يا نزار قباني..



#فاطمه_الهلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض دوافع الانتحاريين !!!..
- ماذا يحصل في السعوديه؟!
- Ladies first
- الإنتحار لماذا أعتبرته بطوله؟
- المسرح الحاضر الغائب
- الإنتحار... البطوله الحقيقيه في هذا البلد
- منظمة الفتاة الشيعيه...
- دعاره على الطريقه الإسلاميه
- اليوم يومك ياعراقي
- هل القرآن ينقض بعضه بعضا؟؟! دعوه للفهم...
- نساء من الجحيم
- تُرى من يهدر دماء حكامنا العرب؟!


المزيد.....




- مجدي صابر.. رحلة كاتب شكلته الكتب وصقله الشارع
- البحث عن الملاذ في أعمال خمسة فنانين من عمان في بينالي فيني ...
- تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية ...
- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمه الهلال - في ذكرى رحيل مؤسس مدينة الحب والإنسانية