|
غزة في الأول من أيار يوم عمال أم يوم متسولين
ناصر اسماعيل جربوع
الحوار المتمدن-العدد: 2279 - 2008 / 5 / 12 - 11:25
المحور:
كتابات ساخرة
يطل علينا اليوم الأول من أيار -- يوم العمال العالمي بثوب جديد جارا معه أذيال البؤس والفقر المدقع 00 ومن السخرية أن المؤسسات الفلسطينية عطلت فى غزة 00 لست أدرى لمن ولماذا 00 لان غزة والحمد لله يوجد بها نسبة متدنية من العمال!!!!!!1 00 إن جاز التعبير أن نسميهم عمال ،وكان الأجدر أن نسميهم متسولين ؟؟!!!! 000 وقبل أن نخوض بمآسي عمالنا ،وعيشهم أدنى من مستوى خط الفقر المدقع 00 رأينا لزاما تاريخيا أن نقدم لعمالنا نبذة عن الجذور التاريخية لهذا اليوم ، وهذا ما نستطيع أن نقدمه لهم فى غزة وهذا اضعف الإيمان 000 قضية - بل قصة- يوم العمال بدأت بعد سلسلة ،من الضالات امتدت ، من (استراليا وأمريكيا ) مروا إلى دول العالم ------حيث بدأ التفكير فى هذا اليوم فى استراليا (عام 1856) حين توقف الآلاف من العمال، عن العمل مطالبين ألا يزيد العمل عن( 8 ساعات فقط )00 وتجمهر الآلاف من عمال استراليا ،وعقدوا برامج ترفيهية ، واجتماعات وندوات وحلقات فكرية توعية 000 وكان هذا اليوم مقرر في (21- ابريل )00 ولمدة يوم واحد-- ومرة واحدة --وكفى -- إلا أن المناضلين شعروا بمدى تأثير هذا اليوم على معنوية طبقة العمال الكادحة( البرولوتاريا) وأصبح يعقد هذا التجمع والاحتفال الجماهيري كل عام 00 وأول من حذا حذوهم (الامريكون) ففي عام( 1886) قرروا أن يكون( 1-أيار) يوم توقف كامل عن العمل ،وبالفعل توقف فى هذا اليوم (200 ألف )عامل عن العمل ، مطالبين بثمان ساعات عمل فقط ، والجدير بالذكر أن الشرطة الأمريكية العنصرية ،لاحقتهم وطاردتهم عدة سنوات ، ولكن العمال تحدوا الشرطة والحكومة 00 وفى عام (1888) اجتمع ممثلي العمال ، وقرروا أن يكون يوم (1-5- 1890 -)-يوم العمال ويوم تحقيق مطالبهم مهما كلف الأمر --- ومع امتداد وعي الحركة العمالية فى أوروبا ، والعالم وقوة شوكتهم عقد العمال( مؤتمر العمال العالمي) فى عام 1890--- والذي حضرة "400 مندوب "من مختلف دول العالم ،وهناك وضعت اللبنة الأساسية لمطالب وحقوق العمال وكان أهمها تحديد ساعات العمل بثمان ساعات ---وأشار المندوب الامريكى--- لقرارهم المسبق--- بالاحتفال يوم 1- ايار من نفس العام--- وصوت المجتمعون على القرار ومنذ هذا التاريخ اعتمد هذا اليوم وحتى الآن يوم العمال العالمي -- هذا اليوم الذي يشعر فيه طبقة العمال الكادحة بكيانهم ونتائج كدهم واحترامهم ----------- واحتفلنا هنا فى فلسطين فى السنوات السابقة بهذا اليوم وشاطرنا العمال أعيادهم -- يوم أن كان للعامل قيمته ومعنويتة ، ولكن ويا للأسف000 أصبحنا اليوم فى غزة خجلين أن نقول لأهلنا وأصحابنا من العمال كل عام وانتم بألف خير --لأننا نخشى من إجاباتهم- نعم نخشى - خوفا من القول-- أي خير تقصدون 00هل الخير الذي ننعم به وأكثر من---0 8% ---من الشعب الفلسطيني يقعون تحت خط الفقر ويصادقون البطالة الملازمة لديارهم -- أم عمالنا الاماجد الذين أصبحوا متسولين ينتظرون عبوات لا قيمة لها ، لا تزيد فى بعض الاحيان عن (ربطة من الخبز ، وعدة بيضات) لا تكفى وجبة يومين للأسرة الفقيرة 000 أم طوابير الذل الممنهج ، ووقوف الآلاف من العمال على محطات وكالة الغوث ، وبشكل مذل لانتظار ما تتصدق به الوكالة عليهم -- ومن لا يحالفه الحظ يضطر للتسول-- نعم التسول--- للحصول على بعض كسيرات ،من الخبز يسد بها رمق وجوع أطفاله -- فى ظل الحصار الجائر ---وانعدام كل معايير العدالة فى التوزيع الممارسة مع الفقراء فى غزة ؟؟ظ!!!!!--- هذا عن الإذلال الممنهج--- فيما يسمى (بدل البطالات) التى شرعت تطبق فى غزة – حيث آلاف المناضلين من عمالنا البواسل يتم إجبارهم لحمل المكانس ،وتنظيف المرافق العامة ،، ورغم ان هذا ليس عيبا!!!!!! ولكن العيب أن يكون هذا فكر ممنهج من الوكالة والصهيونية وأذنابها لذل الشعب ،،، وإخراجهم عن نسقهم القيمي،، الذي اعتادوا عليه وإخراجهم ، من بوتقة التفكير بمصير وقضايا شعبهم 00هذا هو الواقع فى غزة ولا أبالغ -- سلال الجوع-- تداهم عمالنا—ومنهم--- ومن تعز عليه نفسه---- تحول إلى بائع( بسطة) !!!! عليها بعض الحلويات الشحيحة أصلا فى غزة-- او بضع كيلوات من( الترمس) المملح او أكياس الشراب المصنوع فى منزله دون رقابة صحية 00 ويصطف بها أمام مدارس أطفال اللاجئين،، حتى يقتنص النصف شيكل مصروف الطفل الفقير فى المخيمات كل يومين وأحيانا--- لا أبالغ ان قلت كل أسبوع --- يعني--- ممكن وصف الحال هنا أن المريض يتكأ على الميت 00!!!!!!!!!!! بعد كل هذا السرد والتحليل --- بالله عليكم--- أيها الأحرار ---هل يحق لنا أن نحتفل بيوم العمال-----!!!! أم الأجدر أن نحتفل بيوم المتسولين العالمي ؟؟؟؟؟؟!!!!!! 00 ومن هنا أقول لكم يا متسولين العالم اتحدوا --- اتحدوا -- ولن تخسروا سوى الذل والهوان وسلال الجوع -- ولابد لان تعود لكم يا أسياد العالم كرامتكم فانتم بناة الوطن وأمله ---وغدة المشرق ..
#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية الباص 300
-
إغتيال رياض حماد 00 وعودة امراء الموساد
-
من غوانتنامو غزة نحتفل بيوم الاسير
-
شهداء دير ياسين لمن نقدم العزاء!!؟؟
-
دعوة لزيارة غزة علي باص رقم 11
-
في ذكري يوم اليتيم -أطفال غزة بين حرمان اللعب وانتظار الجحيم
...
-
أطفال غزة يلهون مع الموت !!
-
فلسطينيو العراق بين الهجرة للبرازيل وانتظار عزرائيل
-
مخيماتنا الفلسطينية بين الفقر القاتل وإلغاء النصف شاقل
-
رحلة الى موسم -الولي عريش - !!!! ؟؟
-
ايها العالم سنبقى فلسطينيون رغم الحصار !!!11
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|