أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟














المزيد.....

ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما اعتقلت اجهزة المخابرات الاسرائيلية الكاتب والمفكر والمحلل السياسي الفلسطيني راسم عبيدات، قال المدعي العام الاسرائيلي "انه يعتقد ان راسم عبيدات يحمل فكرا معاديا لاسرائيل" فكان هذا الاعتقاد كافي لسجن راسم عبيدات لمدة 17 شهرا من 7/6/2005 - 9/10/2006 ، فهذا الكيان وقادته ومفكريه العسكريين والسياسيين لا تختلف مفاهيمهم اطلاقا عن مفاهيم المدعي العام الاسرائيلي، فهم ليسوا بحاجة الى مبرارات لافعالهم سواء الاعتقال او المجازر او الجرائم او غيرها التي يمارسوها بحق الشعب الفلسطيني، عندهم من المبرارات الكثيرةلاعمالهم العدوانية والاجرامية بحق شعبنا الفلسطيني، يكفي ان يغني طفلا فلسطينيا اغنية وطنية او رضيع فلسطيني يلبس كوفية لتدعي اسرائيل انه اخترق التهدئة.

توصلت الفصائل الفلسطينية الى اتفاق تهدئة مع مدير المخابرات المصرية، غزة اولا ليتبع فيما بعد الضفة، وهي بانتظار الرد الاسرائيلي عليه، رافق الاتفاق تهديدات من محمود الزهار في حال رفضت اسرائيل الموافقة على مشروع التهدئة، قبل ان يجف الحبر قامت اسرائيل بقصف ورشة حدادة بمدينة رفح، فسقط شهيدا وخمسة جرحى، المبرارات التي لم يعلنها الجانب الاسرائيلي هي: "ان لدى المسؤول الاسرائيلي الذي اعطى الاوامر اعتقاد ان هذه الورشة مصنعا للصواريخ او قد تكون مستقبلا" وهذا مبرر كافي لاتهام الجانب الفلسطيني باختراق اتفاق التهدئة الموقع والموافق عليه فلسطينيا مع مصر.

باعتبار ان حركة الجهاد الاسلامي تحفظت على الاتفاق، لانه لا يشمل الضفة، فهي اي الجهاد الاسلامي ليست جزءا من الاتفاق ، حسب المفهوم الاسرائيلي للتهدئة فالاتفاق غير شامل، وهذا ما يعطي اسرائيل مبررات بان تقوم بمحاولات اعتقال واغتيال لكوادر وقيادات بالجهاد الاسلامي، كما حصل بعد توقيع الاتفاق مباشرة حيث اغتالت عوض القيق احدى قيادات الحركة، مباشرة بعد الموافقة الاسرائيلية على التهدئة، فهذا المبرر كافي لاسرائيل لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني.

الموافقة الفلسطينية على التهدئة مع اسرائيل دون معرفة النوايا الاسرائيلية من ذلك، تضع المتتبع والمراقب للحدث محاولة معرفة سر هذه الموافقة الجماعية، اذا كانت نتيجة مطالب او ضغوط مصرية، او مراهنات فلسطينية على تراجع بمواقف اسرائيلية، او لمنح مزيدا من الوقت لاحياء عملية السلام التي بدأت من انابوليس، للتوصل الى حل سلمي للصراع، هذا ما يجعل المتتبع او المراقب للحدث ان يضع علامات استفهام كبيرة حول التوجه العام الفلسطيني من الصراع العربي الفلسطيني ـ الصهيوني، وكيفية حسم هذا الصراع، ولصالح من؟

عند الجانب الاسرائيلي، التهدئة ليست كما يفهمها الجانب الفلسطيني، وانما تختلف كليا عن مفاهيمه، وهذا بالتاكيد ليس غائبا عن قادة الفصائل التي شاركت بالتوقيع على الاتفاق، فقادة الكيان الصهيوني يقصدون بالتهدئة اوسع بكثير من ما تم التوقيع عليه، فمجرد التوقيع على التهدئة بحد ذاته هو تنازل، فالتنازل جاء نتيجة لطلب وسيط وتدخله لدى الجانب الفلسطيني، منتظرا ردا اسرائيليا، الذي بالطبع لن يوافق عليه الجانب الاسرائيلي، لان الجانب الفلسطيني لم يلبي كافة المطالب الاسرائيلية للوصول الى تهدئة والتي جوهرها، نبذ المقاومة ووصفها بالارهاب، تفكيك الخلايا العسكرية، ايقاف تصنيع السلاح والصواريخ وايقاف اطلاقها، فهذه شروط اساسية من شروط التهدئه، فان لم تدركها الفصائل، فليسالوا اي طفل بفلسطين، فبالتاكيد سيشرحها لهم بالتفصيل، الم يكن تصريح الرئيس الفلسطيني الراحل ابو عمار اثناء الخروج من بيروت عام 1982 " بان 99% من اوراق الحل بيد امريكا" توجها سياسيا قاد الى تنازلت متلاحقة اوصلت القضية الفلسطينية الى الوضع الذي نمر به اليوم؟

لقد تعودنا نحن كفلسطينيين على تقديم التنازلات تلو التنازلات لهذا العدو قبل الجلوس معه على طاولة المفاوضات، تعودنا على تقديم التنازلات لاظهار حسن النوايا الفلسطينية لرغبتنا بالسلام، وذلك قبل ان نسال انفسنا السؤال التالي: هل اسرائيل حقيقة تسعى الى السلام؟ ومن يعود الى تاريخ التوجه الفلسطيني للحلول السلمية والتسووية، سيكتشف ذلك دون عناء، فلم يصل الجانب الفلسطيني الى اوسلو الا بعد ما سبقه من تقديم تنازلات مجانية، اعتبرت خطيرة ومست بسمعة ونزاهة النضال الفلسطيني، ليصل الى اوسلو السيء الصيت.

فعندما حصل مؤتمر الخريف او مؤتمر انابوليس العام الماضي برعاية جورج بوش، لقد اكدت اسرائيل فيما بعد من خلال خطواتها العملية على الارض، والتي تمثلت بمصادرة المزيد من الارض وتوسيع وبناء المستوطنات، وحملات الاعتقال والاغتيال، انها دولة لا تكتفي بالتنازلات الفلسطينية وانما بالمفهوم الاسرائيلي لاحلال السلام، والقائم على الغاء الغير، وهذا ما يجب على الفصائل الفلسطينية الموقعة على التهدئة ادراكه جيدا والتي تدعي انها تعرف النوايا الاسرائيلية، فاذا هي حقيقة تعرف هذه النوايا، لماذا توافق هلى تهدئة مجانية والى متى؟

الغريب بالامر، هو تواجد الفصائل الفلسطينية كافة بمصر لمناقشة مسالة التهدئة مع هذا العدو الذي يواصل احتلاله، وانتهاكاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني، وعدم قدرة هذه الفصائل للاجتماع واللقاء لوضع استراتيجية صمود ومقاومة ومواجهة، تؤكد بلا شك الى حجم المازق الفلسطيني التي وصلت اليه الساحة الفلسطينية، والذي تمثل بالانشقاق والانقسام الفلسطيني الديمغرافي والجغرافي، والذي يتحمل مسؤوليته الاساسية حركتي فتح وحماس، اللواتي اوصلتا الساحة الفلسطينية الى ما وصلت اليه، وعجز القوى الفلسطينية الاخرى حتى اللحظة من خلق حالة ضغط فصائلية او جماهيرية قد تساهم الخروج من هذه الوضع السيء.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن ادانة المقاومة؟
- لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرازيل... وافاقها المستقب ...
- تحيا فلسطين ...... تحيا تشيلي...تسقط موريتانيا ....... تسقط ...
- اليسار الفلسطيني بالبرازيل وانعكاسات مفاهيمه على المؤسسات ال ...
- اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائك ...
- لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وافاقها المستقبلية
- قطاع غزة - المحرقة - والنازية الجديدة
- اولى الضحايا اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل
- الشرعية الفلسطينية ومأزقها.... ازمة ام مؤامرة؟
- اللاجئون الفلسطينيين بالبرازيل يقرعون جدار الخزان
- قطاع غزة الى اين؟ انفصال عن الضفة ام انهاء الاحتلال الاسرائي ...
- الموقف الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية ومستقبل الوطن العربي ...
- الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية - الواقع والافاق
- النشاط الصهيوني بامريكا اللاتينية واثره على القضية الفلسطيني ...
- هل ستدفع الدول العربية مائة مليار دولار تعويضا لليهود العرب؟
- الجالية الفلسطينية بامريكا اللاتينية ماضي- حاضر- مستقبل


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟