أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل حامد - جادة تسأل ..!!














المزيد.....


جادة تسأل ..!!


جميل حامد

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 08:09
المحور: الادب والفن
    



لوحة من اللّيل الطّويل، رسْمٌ من النّجوم، نورٌ من آمال يحكي قصّة الأمس، لفراشة توغّلتْ في طيفٍ بعيدٍ، تقتربُ من وهجِ الحلمِ، تكتوي أجنحةُ الحكايةِ، يسردُ النّورُ قصّتَهُ على استحياءٍ، تُسبلُ رموشٌ غفوتَها على أسئلةٍ، تنفرطُ على بساطِ العدمِ من عهدِ سقراط، يستبسلُ سؤالٌ تاهَ في حبائلِ الرّسلِ، تسلّقَ اللّيلُ نجمةً نجمةً، اعتلى هرمَ الأمنياتِ وقال:
بالحبِّ نُطرّزُ أهازيجَ الفرحِ!
تغفو:
على... علامةِ استفهامٍ بحجمِ نقاطِ البحرِ تتبحّط مخيّلتها!
على ..كرْمٍ منَ الأشواكِ يوخزُ أغشيةَ الخيال!
على ..فواصلَ صومعةٍ مِنَ الأنّاتِ تدقُّ في رملِ الحكايةِ!
على ...روحٍ تنزلقُ في سحابِ الرّذاذِ!
على ...أسئلةٍ!؟
على... صعودٍ هستيريٍّ لفضاءٍ مِن غبار!
على ...راحيلَ تدفنُ نعْشَها تحتَ محرابِ الشّمسِ!
على ...جدرانَ مِنَ العتمةِ تَحبسُ المهدَ في تابوتّ

لوحةٌ مِن صبحِ الآمالِ نقشتْها الأماكنُ، كلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ الأماكنُ، زنبقةٌ في الجزءِ الشّماليِّ انحنتْ أوراقُها، شمسٌ تفتحُ بوّاباتِها للحجيجِ تكسّرتْ أطيافُها، أشجارٌ زيّنتْ مساربَ الرّوحِ وتصلّبتْ، أنفاسُ تقرعُ أجراسَ الصّبحِ تحشرجتْ!؟
كلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ الأماكنُ
مدرسةٌ مسكوبيّةٌ أصبحتْ تنبضُ بالشّظايا!
مسجدٌ عثمانيٌّ أغلقتْه راحيلُ بشموعِ قبرِها بعدما قيّدتْهُ بالسّلاسل!
جادةٌ كرمليّةٌ صهْيَنَتْها الأمم!
وادٍ مِن زمنِ الصّليبِ مَحَوْا آثارَهُ!

حبكتْ في الأثيرِ حكايةَ ضلالٍ، وموتٌ مِن الأدغالِ طرّزَ قبابَ غفوتِها، قرْنٌ مِن الحقدِ سالَ، عقودٌ توالتْ على عقداتِ تضاريسِها، كلُّ الأسماءِ تغيّرت إلاّ الأماكن!

على تقاسيمِها، على أطرافِها، على سكونِ نبْضِها، على براءةِ وجهِها، على كلِّ مساماتِ أحاسيسِها احتسَوْا خمورَ عنّابِها.. لكن.. كلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ الأماكن!؟

في الصّبحِ تُعلنُ ملائكةُ الغيابِ عودتَها، تشطُرُ مِن الصّحوةِ بريقَ ريقٍ جفّفتْهُ أنّاتُ اللّيلِ.. كأنّها تبحثُ عن وسادةٍ محشوّةٍ بالحنينِ!

في الصّبحِ.. تزدحمُ الآمالُ على جسرِ العودةِ!
في الصّبحِ.. تُودّعُ الزّنابقُ عطرَ النّدى!
في الصّبح.. يتهشّمُ زفيرُ النّبض!
في الصّبحِ.. تتفاقسُ أفراخُ الشّنَارِ!
في الصّبحِ.. غموضُ غموضٍ!
في الصّبحِ.. كلُّ الأسماءِ تتغيّرُ إلاّ الأماكن!

في الصّبحِ تصحو وتقولُ:
يقتلُني روتينُ أنفاسِكَ، لا تُغمِضْ عينيْكَ على غموض!
لملمْ صباحَكَ في الورى وانهضْ مِن أشلاءِ نعْشٍ مزّقتْهُ القرود!
خبزُكَ الحافي يُعَرّي مناكبَ غفوتي، فتَمَرَّدْ على قيدِ العقود!
تتشظّى على بقايا رعشةِ وتتركُني أنازعُ أنفاسَ الوجود!
تَمُرُّ عاريًا على مسامعي، فيُزخرفُني رداؤُكَ الودود!
تتبدّلُ أسماؤُكَ في أمكنتي.. تتلوّنُ كحرباءَ تلتحفُ جذوري!
شمسُكَ مظلمةٌ فانهضْ مِن تحتِ ركامي.. وانهضْ مِن وجعِ عظامي!
انهضْ فكلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ الأماكن.. وأنتَ!!
فاللّيلُ غيرُ الصّبحِ فانٍ وأنتَ!!
انهضْ فكلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ أماكني وأنا لستُ أنتَ!!
انهضْ فقدْ تكونُ في غدي لستُ أنتَ!!

يتساقطُ النّوّار، الطّريقُ إلى رائحةِ اللّوزِ مليءٌ بالصّخورِ، الأسماءُ غيرُ الأسماءِ، والأضواءُ تعجنُ الأمكنةُ في حكايةٍ عتيقةٍ، يمتدُّ الوجعُ.. يتغلغلُ على طولِ البصرِ، يُلامسُ أعالي الشّجرِ!!
يتساقطُ النّورُ.. يحبو الحنينُ على عتبةِ البيتِ العتيقِ، ينامُ الحبُّ في حقلِ الرّعاةِ، يستيقظُ بحرُ الحيِّ على الشاطئِ الحزينِ!
جادةُ الكرملِ.. تسألُ!؟
مَنْ يُعيدُ لي اسمي!؟
فكلُّ الأسماءِ تغيّرتْ إلاّ الأماكن!

[email protected]



#جميل_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امراة في اطراف الزمن....!
- فتح وهزيمة منظمة التحرير
- الكاتب الفلسطيني زياد خداش انا صديق الكناسين وحليف الاشياء ا ...


المزيد.....




- فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال ...
- “بداية الفتح” مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 38 مترجمة بالع ...
- “صدمة جديدة للمشاهدين” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 176 مترجمة ...
- “كشف حقيقة ليلى وإصابة نور” مسلسل ليلى الحلقة 15 Leyla مترجم ...
- -الذراري الحمر- يتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية ...
- بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال ...
- “الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية ...
- في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا ...
- فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع ...
- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل حامد - جادة تسأل ..!!