أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدون محسن ضمد - دويلات عراقية














المزيد.....

دويلات عراقية


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتحدث أحد المقربين من مجلس محافظة البصرة عن ثلاث أو أربع ليال عصيبة مرت على رئيس الوزراء بعد وصوله للمحافظة للبدء بحملته الأمنية فيها. الليالي كانت عصيبة لأن مجلس المحافظة فضلاً عن غيرهم من مسؤولي البصرة أحجموا عن دعم المالكي بل أحجموا حتى عن زيارته في مقر إقامته وتركوه لوحده، معتقدين بأنه سيعود بخفي حنين، ولذلك لم يرد أي منهم المغامرة وركوب مركبه الصعب أو (الخاسر) والتفريط بالمصالح المرتبطة بالعصابات المتنفذة. المتحدث يقول بأن المالكي والفريق المرافق له من بغداد أمضوا لياليهم الأربع في قصر مطل على شط العرب لا يتمتع بالحماية الكافية. وكانت الضفة الأخرى للشط خالية من الحراسة الأمر الذي يعرض كامل الفريق لاحتمالات التصفية. وهذا ما يؤكد الأنباء التي تحدثت عن أن المالكي تعرض لحصار محكم في البصرة. وكان يمكن أن يقضى عليه بسهولة، الأمر الذي يرجح وجود خطة معدة مسبقاً وباشتراك الكثير من المتنفذين هناك للإجهاز على مشروع مواجهة الخارجين عن القانون.
على كل حال وبحسب رواية المتحدث فإن الأمر انقلب ما أن استدعى المالكي قوات إضافية وبدى على صولة الفرسان عندها أنها حقيقية وأن الرهان على العصابات يمكن أن يتسبب بخسائر فادحة. وهكذا بدأت الوفود تتوالى داعمة للحكومة.
الفكرة من نقل هذه الحادثة هي الكشف عن مقدار الخسارة التي تكبدناها سنيننا الخمس الماضية ونـحن نباشر بمشروع بناء الدولة وسط جو ضبابي مشحون بمختلف الظروف غير المناسبة. تلك الظروف التي جعلت من عملية الوصول إلى كراسي المسؤولية أشبه باللعبة (القذرة). حيث تحولت دولة العراق الناشئة إلى إقطاعات موزعة بين جهات أقل ما يقال عنها أنها فاسدة. إذ أنها تواطأت مع الجماعات المسلحة، أو أنها اختُرِقت من قبلها، ما شجع على انتشار الفساد داخل أروقة الدولة. والخوف كل الخوف لا يأتي من اللص، بل من المسؤول الذي لا يجد بأساً بالتضامن مع هذا اللص من أجل الحفاظ على مصالحه هو.
وإذا صحت رواية المتحدث، فهذا يعني أننا كنّا على شفا عملية انقسام في الجسد العراقي. وكان يمكن، لو أن صولة الفرسان تأجلت لما بعد انتخابات مجالس المحافظات، أن العصابات تهيمن ومن خلال المال والسلاح الذي بحوزتها والدول التي تقف خلفها على عمليات الاقتراع وتنجح بتزويرها وهكذا تقع محافظات العراق فريسة سهلة للفساد وأجندات دول الجوار. وهكذا إلى أن تتحول كل محافظة إلى دويلة صغيرة داخل جسد الدولة الأم، وعندها لن يعود بالإمكان الحديث لا عن صولة ولا حتى هجمة.
لا تزال هناك مخاوف كثيرة تتعلق بمحافظات أخرى. الموصل (مثلاً) وإمكان سيطرة المسلحين على الأوضاع فيها، هناك مخاوف أكثر تتعلق بمحافظة ميسان، قبل ذلك كانت عشائر الصحوة قد اتهمت مجلس محافظة الرمادي بالتواطؤ مع إرهابيي القاعدة. وهكذا.
اليوم هناك ـ من البرلمانيين ـ من يؤكد بأن أحد أشهر المقبوض عليهم في البصرة كان متهماً بأربعمائة جريمة قتل، وأكثر من خمسة وعشرين جريمة اغتصاب، بل وتشويه جسد المُغتَصَبة بعد اغتصابها. والسؤال هنا: كيف سكتت الحكومة المحلية عن مثل هذا المجرم؟ الجواب بالتأكيد يتعلق بترسانة الأسلحة التي كان يحتمي بها، ودولة الجوار التي كانت تحرص على دعمه ليس بالمال والسلاح فقط، بل وبالمسؤولين من (العملاء) أيضاً. ومثل هذا الرجل المدعوم بمثل هكذا دعم كان يمكن له ـ لو ترك له العنان قليلاً ـ أن يلتهم ليس محافظة واحدة بل إقليم كامل.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين
- يوسف.. لا تُعرض عن هذا
- أصالة العبودية
- هل نتمكن؟
- أحمر الشفاه
- التعاكس بين منطق العلم و منطق الخرافة
- أنياب العصافير
- الجينوم العربي
- ال(دي أن أي)
- كريم منصور
- الأنف (المغرور)
- لمثقف الجلاد
- عشائر السادة (الرؤوساء)


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعدون محسن ضمد - دويلات عراقية