أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - عرسه المدوّن...قضية بلاد














المزيد.....

عرسه المدوّن...قضية بلاد


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 08:13
المحور: الادب والفن
    



يأتي النتاج الإبداعي المتميز تتويجا لحياة وكلمات صادقة امتلك صاحبها الجرأة،بشكل يجعل النفس البشرية كبيرة بما تملك، حينما لا تقايضُ إباءها بأي ثمن، ولعل الصمت والعزوف عن الانخراط في جحافل التطبيل والمدح الفارغ،لهو تعبيرٌ أمثلٌ عن أقصى درجات الألم العبقريّ،ألم الإبداع الذي يشغل البال ويسكن الروح ويستوطن فيها، وبسبب ماحصل ويحصل في سياق ما عهدناه من شعر شعبيّ عراقي،بعد خروج ووفاة عدد من أسمائه اللامعة، والتي تبدأ ب"أبو سرحان " وطارق ياسين وكاظم الركابي ولا تنتهي عند مظفر النواب، أصبحنا نتقزّز من شيء اسمه شعر شعبي،شرب من دماء المذبوحين في حروب الدكتاتورية ومشانقها، حتى صار الى نموذج معبر عن خراب العراق ثقافيا وإنسانيا، لتواصل مسيرة الخراب اليوم مجموعة أخرى من شعراء المنابر، جُلّ مالديهم الصراخ والشتائم تحت مسمى الشعر الشعبيّ.
وفي إصداره الجديد "عرس الماي "، تتزاحم في المخيلة كلمات كثيرة من الإثابة والإجلال لكتابات كاظم غيلان، والتي ختمها مؤخرا بإصداره وهو يقول:"هذا هو ردي على موجة التسفيه التي تتسيد مشهد الشعر الشعبيّ الآن "، وكأن غيلان يدفعنا بتلك العصبية والثورة المعهودة عنه، وقت سماعه نبأ لا يروق له "ثقافيا"، لتنصيبه مفتي ثقافة، فقهه مقالاته المنتشرة في صفحات الجرائد،وفتاواه وأرائه التي شهدتها حانة اتحاد الأدباء وحانات باب توما في دمشق.
وفي كل ذلك يؤشر شكلا آخر لمبدع لا يهادن على حساب الحقيقة التي يؤمن بها ويريد لها أن تكون بوصلة لمن يعرفهم.تتوثب أفكاره من ملاذه:ذاكرته،المتشرّبة بروح الجنوب العراقي وما فيه من ماء وقصب وبردي وطيبة مغروسة في الأعماق، لأننا نتذكر ان فوزي كريم في (العودة الى كاردينيا) وهو يروي لنا ذكرياته عن محلة العباسية، يجسد لنا كيف ان الذاكرة تتحول الى ملاذ للكاتب يغرّف منها مادته الأساس، حتى وان خانته الأيام ومتاهات السياسة وما تحمله من انحطاط في صفقاتها.وكاظم غيلان مازالت ذاكرته تشكل عِمادا لنصوصه التي غرقت في أحداث صباه وشبابه وما يختزنه عقله من قوائم لأولئك الذين تخلوا عن شرفهم الثقافيّ وباعوه على باب هذا أو ذاك.
ومع تقدم القهر في عمر وطنه وعمره،وانغلاق سبل النجاة في عراق ملتهب،ما انفكت منه الأزمات والرزايا، ظل يسأل ويجادل الى مستوى محاكمته لما يكتبه من شعر، إن لم يرفع من شأن الزهد والعفة المتجذرتين في دواخله، وهنا يربط بين الفقر وشتم الناس للسائد، ودموع الأمهات وحزنهن في "الجدية" ص 23 "اهناك الفقر وحده اليقره ويكتب"/ اهناك الناس ما تمدح...بس اتسب".
ولعل ماكرره هذا الرافض لجديد العراق وقديمه،من قطيعة متواصلة مع هكذا نماذج من التسفيه للقصيد الشعبي الرصين، نجده في أكثر من قصيدة احتوتها صفحات ديوانه، مؤكدا على ان هذه القطيعة،انما هي قديمة جديدة، بتحول مادة الشعر من مدح الديكتاتور الى مدح الولاءات الرخيصة والانتماءات الضيقة والمخجلة،وفيها مؤاخاة بين هم الشعر والناس،قصيدة (اغنية عن الشعر والناس) ص77 "الشعر مثل البشر مسجون يا ناس/الشعر مثل البشر مذبوح ياناس ".
وإذ نعود للماي وعرسه، نجد ان اللغة التي يكتب بها نصوصه تحتكم لموسيقى أخاذة الى منطقة الحزن، معبرة عن رفضه للواقع،في الوقت الذي تستشرف فيه حسرات البلاد ونكباتها، ليربط بين ألم العراق وشاعره السياب في قصيدة (اعتراف) ص91 " بوجوههم ماشفت/غير العراق ووحشة السياب".
وهو يعرف قيمته وإبداعه جيدا منذ زمن، وان طالت مدة صمته،كوننا نؤمن بأن الإبداع الانساني بين حالتين،صمت ونطق، يدعونا في حالته الثانية، لتحفيز "نظر الأعمى " و"ايقاظ سمع من به صمم"، من منطلق الحفاظ على الوجود ومد يده الى القارىء ليصافحه أخيرا، لكن ليس بنموذج معتاد،بل بتحفة "غيلانية" يزف فيها نفسه إلينا في كل لحظة إهداء لصديق من أصدقائه، ممن خبّر نقاءه ودرجة انتمائه لقضية بلاده في الأمس واليوم وفي الغد.



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرح ...
- القول بانتظار الفعل
- كامل شياع : وحدة المجتمع في الأزمات التأريخية شرط ضروري لنجا ...
- يوميات عراقيين في دمشق
- المسرحي صباح المندلاوي:هناك إصرار على تقديم أعمال مسرحية عرا ...
- أربع سنوات من العمل الصحافي الواسع وجز رقاب الصحافيين العراق ...
- رئيسة منظمة الدفاع الدولية وداد عقراوي : الموضوع العراقي و أ ...
- د.محمد احسان: ننتظر الالتزام بنص المادة (140) وخيار انفصال ا ...
- لا تبسمُ ولا تورقُ الكروم لأجلِها
- متخصّصون في القانون يعدّون بحثاً عن قانون مكافحة الإرهاب
- إنهاء التواجد الأجنبي يرتبط ببناء المؤسسات الأمنية والعسكرية
- الشاعر والصحافي كاظم غيلان:أتمنى ألا ينقاد المثقف العراقي لل ...
- أفكار ورؤى بين فيدرالية الدستور ومشروع الكونغرس الأميركي
- قربان الطائفتين
- اول وزيرة في العالم العربي
- حلاجون جدد
- باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..
- كتاب الحوار المتمدن الثاني :عراق الصراع والمصالحة
- النقابي هادي علي لفتة : نعمل من أجل تشريعات ديمقراطية تقدمية ...
- د. فالح عبدالجبار : الوسطية تخرج السياسة من إنتهازية مستغلي ...


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - عرسه المدوّن...قضية بلاد