مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من أجل سلطة مجالس العمال
في غضون 10 أيام احتل العمال مئات المعامل , و شل البلاد إضراب عام عفوي , و سيطرت اللجان الفعلية على الكثير من المباني التي تملكها الدولة . هذا الوضع – الذي لا يمكنه أن يستمر , فعليه إما أن يتمدد أو أن يختفي ( بواسطة القمع أو المفاوضات الانهزامية ) – يكنس جانبا كل الأفكار القديمة و يؤكد كل الفرضيات الراديكالية عن عودة الحركة البروليتارية الثورية . حقيقة أن كل هذه الحركة أطلقها في واقع الأمر قبل خمسة شهور نصف دزينة من الثوريين من مجموعة "المتمردين" تكشف أفضل ما يمكن عن أن الظروف الموضوعية كانت موجودة بالفعل . للمثال الفرنسي انعكاسات بالفعل في بقية البلدان , مجددة الروح الأممية التي لا يمكن فصلها عن ثورات قرننا .
إن الصراع الأساسي اليوم هو بين جماهير العمال – الذين لا يملكون وسائل مباشرة للتعبير عن أنفسهم – و البيروقراطيات السياسية اليسارية و النقابية ( التي حتى على أساس أن 14 % من السكان أعضاء في النقابات ) التي تسيطر على بوابات المعامل و الحق في التفاوض باسم المحتلين ( أي العمال الذين يحتلون المعامل – المترجم ) . إن هذه البيروقراطيات ليست مجرد منظمات عمالية انحطت و قامت بخيانة العمال , بل إنها آلية لدمج العمال في المجتمع الرأسمالي . إنها في الأزمة الحالية مصدر الحماية الرئيسي لهذه الرأسمالية المرتجفة .
قد يتفاوض نظام ديغول – بالضرورة مع ( حتى لو بشكل غير مباشر ) الفيدرالية الوطنية للشغل , الحزب الشيوعي الفرنسي و الاتحاد النقابي الذي يسيطر عليه – لإيقاف تحركات العمال في مقابل بعض المكاسب الاقتصادية , بعدها سيجري قمع التيارات الراديكالية . أو قد يأتي "اليسار" إلى السلطة و ينفذ نفس السياسات رغم أنه سيفعل هذا انطلاقا من موقف أضعف . أو قد تجري محاولة القيام بقمع مسلح . أو , أخيرا , قد ينتزع العمال حق الكلام نيابة عن أنفسهم و يكتسبون الوعي بضرورة تحقيق أهداف راديكالية مثل أشكال النضال التي مارسوها هم أنفسهم . سوف تؤدي مثل هذه العملية إلى تشكيل مجالس العمال و اتخاذ القرارات على مستوى القاعدة , ثم باتحادها مع بقية المجالس من خلال مندوبين يمكن استدعاءهم في أية لحظة من قبل المجلس الذي انتخبهم , و أن تصبح من ثم السلطة التشاورية و التنفيذية الوحيدة على كامل البلد .
كيف يمكن لاستمرار الوضع الحالي أن يؤدي إلى هذا الاحتمال ؟ خلال أيام قليلة ربما , ستعزز ضرورة إعادة تشغيل قطاعات معينة من الاقتصاد سيطرة مجالس العمال , الذي سيضع القواعد لهذه السلطة الجديدة , سلطة يدفع كل شيء نحو ظهورها عبر قيود و موانع النقابات و الأحزاب . يجب إعادة السكك الحديدية و المطابع إلى العمل لخدمة حاجات نضال العمال . يجب أن تقوم السلطات الجديدة بالاستيلاء على الغذاء و أن تقوم بتوزيعه . إذا انخفضت قيمة النقود أو أصبحت غير متوفرة فيمكن استبدالها بإيصالات أو سندات تصدرها السلطات الجديدة . من خلال عملية واقعية كهذه يمكن للوعي بأعمق طموحات و أهداف البروليتاريا أن يفرض نفسه – الوعي الطبقي الذي يقبض على التاريخ و الذي سيسفر عن قيام سلطة العمال على كل جوانب حياتنا .
مجلس المحافظة على الاحتلالات
باريس 22 مايو أيار 1968
نداء إلى كل العمال
أيها الرفاق ,
ما قمنا بتحقيقه بالفعل في فرنسا قد أصاب أوروبا و سوف يهدد قريبا كل الطبقات الحاكمة في العالم , من البيروقراطيين في موسكو و بكين إلى المليونيرات في واشنطن و طوكيو . تماما كما جعلنا باريس ترقص , فإن البروليتاريا العالمية ستشهر سلاحها في وجه رأس المال في كل الدول و كل عواصم الاغتراب . إن احتلال المصانع و الأبنية الحكومية على كل امتداد البلد لم يؤد إلى شل الاقتصاد فقط , بل حفز أيضا التساؤل العام في المجتمع . تقود الحركة عميقة الجذور تقريبا كل قطاع و فئة من السكان نحو البحث عن تغيير حقيقي في حياتهم . هذه هي بداية حركة ثورية , حركة لا ينقصها أي شيء إلا الوعي بما فعلته بالفعل لكي تحقق النصر .
ما هي القوى التي ستحاول أن تنقذ الرأسمالية ؟ سيسقط النظام إلا إذا هدد باللجوء إلى السلاح ( الذي سيترافق مع الدعوة إلى انتخابات جديدة التي ستجري فقط بعد استسلام الحركة ) أو أن يلجأ إلى القمع المسلح الفوري . إذا وصل اليسار إلى السلطة فإنه سيحاول أيضا الدفاع عن العالم القديم من خلال التنازلات و من خلال القوة . أفضل مدافع عن "حكومة شعبية" كهذه سيكون ما يسمى بالحزب "الشيوعي" , حزب البيروقراطيين الستالينيين الذي حارب الحركة منذ بداياتها و الذي بدأ يتصور سقوط نظام ديغول فقط عندما أدرك أنه لم يعد قادرا على أن يكون الحارس الأساسي لذلك النظام . إن هذه الحكومة الانتقالية ستكون فعلا "كيرنيسكية" ( نسبة لكيرنيسكي , رئيس الحكومة المؤقتة التي تولت السلطة في روسيا بعد الإطاحة بالقيصر و التي عرفت بترددها في سياساتها و تركيزها على احتواء النشاط الثوري الجارف للجماهير , المترجم ) فقط إذا تمت هزيمة الستالينيين . كل هذا سيعتمد في نهاية الأمر على وعي العمال و قدراتهم على التنظيم الذاتي المستقل . العمال الذين رفضوا بالفعل الاتفاقات السخيفة التي كان سيكون قادة النقابات سعداء جدا بها , و قد احتاج هذا فقط إلى أن يكتشفوا أنه لا يمكنهم "الفوز" بأكثر من ذلك ضمن إطار الاقتصاد القائم بالفعل , و لكن يمكنهم أن يحصلوا على كل شيء بتحويل كل أسس الاقتصاد إلى صالحهم . لا يمكن للمدراء أو أصحاب العمل أن يدفعوا أكثر لكن يمكن أن يختفوا .
لم يتم "تسييس" الحركة الحالية بالذهاب أبعد من مطالب النقابات التعيسة فيما يتعلق بالأجور و معاشات التقاعد , هذه المطالب التي قدمت كذبا على أنها "قضايا اجتماعية" . إنها أبعد من السياسة : إنها تفرض القضية الاجتماعية في حقيقتها البسيطة . الثورة التي كانت في مرحلة التحضير لأكثر من قرن من الزمان تعود من جديد . يمكنها أن تعبر عن نفسها فقط من خلال أشكالها الخاصة . من المتأخر جدا أن يتمكن الثوريين البيروقراطيين من فضها . عندما دعا بيروقراطيون تخلوا عن ستالينيتهم مثل أندريه بارجونيه إلى تشكيل منظمة جماعية التي ستجمع معا "كل القوى الحقيقية للثورة"..سواء أكانت تسير تحت راية تروتسكي أو ماو , أناركية أو موقعية" ( نسبة للأممية الموقعية , Situationist International التي لعبت دورا هاما في التحضير النظري و المشاركة العملية في ثورة 1968 , المترجم ) , فإن ما نحتاجه هنا هو فقط أن نتذكر أن أولئك الذين يتبعون تروتسكي أو ماو اليوم , ناهيك عن "الفيدرالية الأناركية" الرقيقة , ليس لديهم ما يجمعهم مع الثورة الحالية . قد يغير البيروقراطيون رأيهم الآن عمن يسمونهم "ثوريين حقيقيين" , أما الثورة الحقيقية فإنها لن تغير إدانتها للبيروقراطية .
في اللحظة الراهنة , مع القوة التي يملكونها و مع الصيغة الحالية للأحزاب و النقابات , ليس أمام العمال أي خيار آخر سوى أن ينظموا أنفسهم في لجان موحدة على مستوى القاعدة تسيطر مباشرة على الاقتصاد و كل جوانب إعادة إقامة حياتنا الاجتماعية , مشددين على استقلالهم في مواجهة أي قيادة سياسية أو نقابية , موفرين دفاعهم الذاتي , و متحدة مع بعضها البعض على الصعيد الإقليمي و الوطني . بقيامهم بهذا سيصبحون السلطة الحقيقية الوحيدة في البلد , سلطة مجالس العمال . البديل الوحيد هو العودة إلى سلبيتهم و العودة إلى مشاهدة التلفزيون . إما أن تكون البروليتاريا "ثورية أو لا شيء" .
ما هي الخصائص الأساسية لمجالس العمال ؟
- حل كل سلطة خارجية
- الديمقراطية الكاملة و المباشرة
- التوحيد العملي للقرار و التنفيذ
- مندوبون يمكن إقالتهم في أي لحظة من قبل أولئك الذين انتخبوهم
- إلغاء التراتبية الهرمية و الاختصاصات المستقلة
- الإدارة الواعية و تحويل كل ظروف الحياة الجاري تحريرها
- المشاركة الجماهيرية الدائمة الخلاقة
- الامتداد و التعاون الأمميان
إن الحاجات الحالية اليوم ليست أقل من ذلك . لا أقل من الإدارة الذاتية . احذروا من الأصدقاء الجدد الحداثيين – بما في ذلك حتى القساوسة – الذين بدؤوا الحديث عن الإدارة الذاتية أو حتى عن مجالس العمال دون أن يعتبروها حدا أو مطلبا أدنى , لأنهم يريدون أن ينقذوا وظائفهم البيروقراطية و امتيازات اختصاصاتهم الفكرية أو مستقبلهم المهني كأنصاف مدراء !
في الواقع , ما هو الضروري اليوم كان ضروريا منذ بداية مشروع الثورة البروليتارية . إنها دوما قضية استقلالية الطبقة العاملة الذاتية . كان النضال دوما في سبيل إلغاء العمل المأجور و إلغاء إنتاج السلع و إلغاء الدولة . كان الهدف دوما هو تبوأ التاريخ الواعي , و إلغاء كل التقسيمات و "كل شيء يوجد بشكل مستقل عن الأفراد" . لقد شكلت الثورة البروليتارية أشكالها الملائمة في المجالس – في سانت بطرسبرغ عام 1905 , في تورين عام 1920 , في كاتالونيا عام 1936 , في بودابست عام 1956 . كانت المحافظة على المجتمع القديم أو تشكيل طبقات مستغلة جديدة تجري في كل مرة فقط فوق الجسد الميت للمجالس . تعرف الطبقة العاملة اليوم أعدائها و وسائلها الخاصة للفعل . "يجب على الطبقة العاملة أن تعرف أنه لا يمكنها محاربة الاغتراب باستخدام وسائل مغتربة من النضال" ( من كتاب مجتمع الاستعراض ) ( من الكتب الأساسية التي عرض فيها أعضاء الأممية الموقعية أفكارهم عن النضال الاجتماعي , المترجم ) . من الواضح أن مجالس العمال هي الحل الوحيد , بما أن كل الأشكال الأخرى للنضال الثوري قد أدت إلى عكس الهدف المقصود منها .
لجنة الأممية الموقعية – المتمردون
مجلس المحافظة على الاحتلالات
30 مايو أيار 1968
نقلا عن //bopsecrets.org/SI/index.htm
الحقيقة
لم يتظاهر الطلاب وحدهم عند المتاريس , كان العمال الفرنسيون و الأجانب إلى جانبهم في محاربة الدولة البوليسية . استخدمت البرجوازية الجهاز السياسي و جهاز البوليس ضد العمال الفرنسيين , و لم يكن هناك القليل من الشجب و الإدانة لهذا .
اكتشفت البرجوازية وسائل أخرى لتستخدمها ضد العمال الأجانب : فقد اقتادتهم إلى الحدود الإسبانية و البرتغالية ؟ لا أحد يعرف ما الذي حل بهم ! فقد اختفى 64 عاملا أجنبيا .
إنها ذات البرجوازية الإمبريالية التي تحتاجك و التي جئت أنت إلى هنا لتزيد أرباحها , إنها تسلمك إلى فرانكو ( الديكتاتور الإسباني المعروف الذي أطاح بالحكومة الجمهورية بمساعدة النازيين عام 1936 و أقام ديكتاتورية إرهابية لعشرات السنين , المترجم ) أو سالازار ( الديكتاتور الذي كان يحكم البرتغال عام 1968 – المترجم ) قائلة أنك لم تسمح لهم أن يستغلوك باستسلام و خضوع .
إننا نطالب كل العمال الذي اختفى أحد رفاقهم أن يقدموا شهادتهم إلى لجنة الاستقبال في : 6 , شارع لالاند , باريس , الحي الرابع عشر , تلفون 783 – 43 – 17
في نفس العنوان توجد تعاونية للمحامين مكلفة بالدفاع عن كل المتظاهرين .
لكي تساعدونا في استجلاء الحقيقة عن هذه القضية إننا نطلب منكم أن تأتوا مع رفاقكم إلى اجتماع لتبادل المعلومات في ساحة السوربون يوم الثلاثاء 21 مايو أيار في الساعة 2000 .
إذا ثبت أنه قد تم تسليم رفاقكم إلى شرطة أو بوليس فرانكو أو أي بوليس آخر فإننا نلزم أنفسنا بالقيام بكل ما هو ضروري ضد أولئك الذين يضعون أنفسهم إلى جانب النازيين .
سوف نعرف كيف نتحمل كل المسؤوليات التي أخذناها على عاتقنا في تطورات النضال في الأسبوع الفائت .
حركة 22 آذار مارس
اجتماع لتبادل المعلومات
21 مايو أيار 1968 الساعة 20
ساحة السوربون
مظاهرة 24 أيار مايو
لجنة الإضراب في كلية العلوم في باريس
- تدعو الطلاب و المدرسين لينضموا إلى الجمعية التي ينظمها اتحاد الطلاب
في 18,30 في محطة قطارات ليون
- و تصر على أهمية المشاركة في مظاهرات الطلاب و العمال و في المناداة بالشعارات التالية :
"تضامن الطلاب و العمال"
"الحرية السياسية"
"السلطة للعمال"
- و تلفت انتباه الطلاب و العمال إلى حقيقة أن بعض عملاء قوى النظام يشجبون الأوامر القمعية التي أعطيت إليهم
- تدعو الطلاب للامتناع عن إطلاق الشعارات الاستفزازية ( مثل س ر س – س س ) ( منظمة تروتسكية فرنسية , المترجم ) و أن يقترحوا شعارات أكثر سياسية مثل : لتسقط الدولة البوليسية" .
لجنة الإضراب
24 مايو أيار , 16:30
بيان طلاب كلية الطب
أيها الطلاب
بعد مركز مستشفى الجامعة , جرى التصويت على الإضراب في جامعة الطب بشكل إجماعي من قبل الطلاب المجتمعين في مدرج الكلية الجديدة .
بعد ذلك بوقت قصير , انضم أكثر من ألف منا إلى المظاهرة في دينفر – روشيرو .
قرر الإضراب أولا استنادا على النقاط الثلاثة لاتحاد الطلاب تضامنا مع رفاقنا . إننا نواصل الإضراب لأننا قد تأثرنا مباشرة . إننا :
- قد ضربنا بالهراوات من قبل سرية أمن السيد غريمود ,
- رشقنا بقنابل الغاز التي تستخدم في أوقات الحرب التي يمكننا , نحن كطلاب طب , أن نثبت خواصها التي تسبب الاختناق و العمى و حتى الموت ,
- و بالنسبة لبعضنا , فقد تم سحبهم و جرهم و اعتقالهم في المفوضيات عندما كانت هناك حاجة لمساعدتنا الطبية العاجلة . في مستشفيات الإسعاف العامة يحاول البوليس التعرف على المصابين لكي يشدد قمعه .
إن إجراءات كهذه يمكنها فقط أن تقوي تصميمنا و تصميم أساتذتنا .
* إطلاق سراح كل المتظاهرين المعتقلين .
* إخلاء البوليس للحي اللاتيني .
* إعادة فتح مكاتب الجامعة .
يجب أن يكون إضرابنا شاملا
لكي نناقش وسائلنا للتنظيم
ليتوجه كل واحد إلى مدرج ليون بينيت يوم الاثنين في الساعة 12,30
اتحاد الطلاب
لجنة الإضراب
نقلا عن http://www.marxists.org/history/france/may-1968/index.htm
ترجمة : مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟