مجزرة الشرطة في سوق الشيوخ (2008).. تذكر بمجزرة كيمياوي سنة 1991!!

طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كلمات
-189-
لافرق بين المجزرتين :
الأولى مصورة بالفيديو وبثت في القنوات التلفزيونية سنة 1991 ، أي بعد فشل انتفاضة آذار الباسلة باسابيع، ويظهر فيها المجرم علي كيمياوي يركل أحد أبطال الانتفاضة في سوق الشيوخ، بعدما وضع عقاله في رقبته تنكيلا وإذلالا، في مشهد آخر أخذ جلاوزة كيمياوي يركلون منتفضين آخرين بقبضاتهم وأعقاب بنادقهم ويسألون كيمياوي : سيدي أكتله هذا أكتله !؟
من المؤكد أنهم قتلوا الكثيرين في الميدان يومذاك، ممن لم تصورهم كاميرا الحرس الجمهوري والأمن الخاص!
تتكرر الجريمة قبل أيام على يد شرطة ذي قار، وهم من الدعوة والمجلس الأعلى :
جريمة قتل عراقيين مصورة بالفيديو أيضا، شرطي يقول للمصور وهو زميله على أكثر تقدير لأن ساحة الجريمة كانت مغلقة : صور..صور..صور هنا..صور هذا هؤلاء الـ (....)..شتائم فاحشة، شرطة يركلون بقسوة خنازير، وقوة شفلات الإدارة المحلية، أعمدة دخان حرائق تتصاعد هنا وهناك، أحد العراقيين (لايهمني إن كان من جيش المهدي أو من غيره فالمهم هو مواطن عراقي وحياته مكفولة بالدستور المركون على الرف) يتناوشه العديد من الشرطة بقبضات البنادق والركلات، يستنجد ولاينجده أحد، (ولية مخانثه!) كما نقول في الدارجة العراقية!
جثة تنزف دما وشرطي يقول لزميله (عوفه خل يولي يموت!!)، ياااااه أكاد لاأصدق قسوة العراقي على أخيه العراقي!، جنون ساحة حرب وموت زؤام، أحد الجرحى يقول كلاما مبهما لم أتبينه لكنه كان يرفع يديه متوسلا..أين أنت ياألله لترى مصيبة سوق الشيوخ!!!؟؟
مجموعة جثث في مبنى القائمقامية القديم في القضاء، اتخذته ميليشيات جيش المهدي مقرا لها، وتدعي الحكومة أنهم كانوا يهددون دوريات الشرطة ويتعرضون لها من هناك، شرطة ذوو أجسام معافاة تابعون للحزبين المذكورين، تنعموا خلال خمس سنوات بخيرات العراق الجديد، وسط الأغلبية التي تعيش الكفاف والحرمان منذ ماقبل السقوط، المواطن العراقي رخيص جدا لكن أرخص تسعيرة له في سوق الشيوخ!، أنباء لم يظهرها شريط الفيديو تفيد بإعدامات حرس قومي جديدة وحرق جثث، الأحزاب الإسلامية تحولت إلى الهندوسية بعدما تريشت من غنائم المحاصصة الطائفية.
تصفية حسابات بين الأحزاب والتيارات وقتال شيعي شيعي!، والقائد الشيعي الشاب هارب إلى إيران والناس يقتلون قتلا وحشيا !
لافرق بين مجزرة علي كيمياوي سنة 1991 ومجزرة شرطة ذي قار بأهالي سوق الشيوخ سنة 2008، ميليشيا جيش المهدي من سوق الشيوخ أيضا ابيحت دماؤهم ، وهو مالايرضاه الله والدين والقانون..
أين هو القانون!؟
كانت بيد علي كيمياوي سلطة غاشمة يسحق بها مدن الجنوب، سكت عنه العالم أجمعه في تلك الأيام السوداء من عهد البعث، وشرطة ذي قار (مثل أي شرطة محلية في عموم العراق) قوَّتها الولايات المتحدة على شعبها وليس لحفظ النظام، فأخذت تسحق الناس دون محاكمتهم، كذا فعلت الولايات المتحدة مع شعوب أمريكا اللاتينية في القرن العشرين : تسليط الطغاة عليهم وتقوية الشرطة بتزويدها باحدث آلات التعذيب حسب المفكر نعوم تشومسكي!
إشتركت الفرقة العاشرة في تطويق سوق الشيوخ وعزل مكتب الصدر بمن فيه.. قبل الفزعة!، يعضدهم فوج شقيق أبو لقاء فيهجموا على مقر التيار الصدري ويعدموا كل من فيه، كما يقول أهالي سوق الشيوخ أنفسهم !!
أين الأمم المتحدة..منظمات حقوق الانسان..الاعلام العالمي من هذه المجزرة المروعة !؟
أين مثقفو ذي قار عامة وسوق الشيوخ خاصة!؟
أين حكماء ذي قار ورجال الدين وشيوخ العشائر والأساتذة وغيرهم !؟
أين هم الاعلاميون حملة الرسالة في هذا الزمن العراقي العاصف بالدم والدخان !؟، لماذا سكتوا على الجريمة ولم يفضحوها ولو باسماء مستعارة!؟
أين ممثلو ذي قار في البرلمان وأكثر من نصفهم لاينتمون إليها !
لماذا لم يدافعوا عن المحافظة التي انتخبتهم !؟
أطالب باستدعاء رئيس الوزراء شخصيا إلى قبة البرلمان ومساءلته، فدماء العراقيين مهما كان مذهبهم أو قوميتهم واعتقادهم وجرمهم حتى، فهم عراقيون وعلى الحكومة حفظ حياة الجميع وتقديم المسيئين والمجرمين إلى القضاء العادل .
أطالب بفتح تحقيق بهذه المجزرة فورا..
ألا سحقا لكل من خطط لهذه المجزرة وأمر بها وشارك وأفتى، ومن سكت عنها من اليمين إلى اليسار.. إلى يوم الدين
29:4:2008
رابط مجزرة سوق الشيوخ (فيديو)
http://www.irakna.com/index.php?option=com_content&task=view&id=8859&Itemid=57
[email protected]
http://summereon.net

#طارق_حربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات