أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - طلال احمد سعيد - من يقتل النساء في البصرة















المزيد.....

من يقتل النساء في البصرة


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 11:15
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



الوضع العراقي أخطبوطي كما وصفه احد المهتمين بالشأن السياسي العراقي وهو يعني انه متشابك ومعقد ومترابط بعضه مع البعض الاخر,وانا بدوري اوكد هذا التوصيف لان مايقع في البصره لايمكن ان يكون بمعزل عما يقع في بقية انحاء العراق ,فالمشكلات قائمة في كل ارجاء البلاد من اقصاها الى اقصاها,بيد ان مدينة البصره لها خصوصية وقد تكون مشاكلها هي الاكثر قسوة تبعا لظروف واسباب كثيره منها ان المدينة هي المصدر الرئيسي لنفط العراق وثروته وهي ميناءه الوحيد,يضاف الى ذلك تركيبة المدينة السكانيه والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها,من هنا يمكن ان نتعرف الى اسباب استهداف البصره اكثرمن غيرها من مدن العراق,حيث تميزت بانتشار الفوضى وسيطرت العصابات المسلحه وغياب القانون وهي بنفس الوقت اصبحت ساحه مفتوحه لنشاط الجماعات والاحزاب الاسلامية وصراعاتها من اجل السيطره على ثرواتها,ومن ثم الاعلان عن تحويلها الى اقليم اوفيدراليه تحكمها هذه الجماعات اوتلك,انطلاقا من نصوص الدستور الجديد الذي سهل تقسيم العراق بالشكل الذي يلبي رغبة وطموح الاحزاب المعروفه التي لا تنفك عن الاعلان عن اهمية اقامة فيدرالية الوسط والجنوب,وكأن الفيدراليه سوف تفتح ابواب الجنة امام مواطنيها.
البحث هنا ليس مخصص للفيدرالية التي جرى نقاش كثير بشأنها في مناسبات عده,انما نريد الاشارة الى اسباب ودوافع الصراعات في البصره التي اججت الوضع في المدينه,والذي وصل الى حد الاقتتال بين الحكومه واطراف سياسيه معينه وبين تلك الاطراف فيما بينها,المدينه صارت صوره ناطقه لما يعانيه العراق في عهده الجديد,والملفت للنظر ان ثمة تقارير كثيره اذيعت ونشرت بوسائل الاعلام حول مايجري في البصره,وكانت ازمة المرأه البصريه تحتل مركز الصداره,فهي الاكثر الما والاكثر عمقا والاكثر مأساويه,فقد تعرضت النساء في هذه المدينه الى موجه عاتيه من الاجرام والعنف وصلت الى حد التصفيات الجسديه حيث اعلن ان عدد القتلى من النساء بلغ (140) مائه واربعون امرأه.
لاشك ان ممارسة الساديه والعنف والقتل بحق المرأه يعكس خللا فاضحا في السلوك الاجتماعي والتربوي لمجتمع مابعد (9/4/2003) وهو امر يبعث على المراره. عندما نعيد الى الاذهان ان نظام صدام حسين اسقطته الولايات المتحده بعمليه عسكريه, يخيل الينا ان هذه الدول الاكثر تحضرا في العالم كانت على موعد مع الفوضى والتخلف والعصابات التكفيريه,التي سرعان ماسيطرت على الشارع العراقي تحت اعين وسمع قوات الاحتلال,واخذت تتحكم برقاب الناس,وتحولت المرأه العراقيه الى كتله سوداء متحركه,وانتصرت ثقافة العداء للنساء,وتعرضت الجامعات والمعاهد العلمية الى اشرس هجمه رجعيه قادتها العصابات الملتحيه والمدعين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومورست ابشع الضغوط تجاه الطالبات في الحرم الجامعي وحل الفزع بينهن حيث دفع بعضهن الى ترك مقاعد الدراسه وكانت كل المؤشرات توكد على ان العراق مقبل على اكبر رده رجعيه في حياته لم تحصل منذ تأسيس الدولة العراقيه قبل اكثر من ثمانية عقود.
الولايات المتحده التي جاءت الى العراق بلا ستراتيجيه واضحه حول مايجب عمله بعد سقوط نظام شمولي سلطوي دام اكثر من ثلاثة عقود,لجأت الى تسويق مبادئ جاهزه على شكل شعارات معتقده ان هذه الشعارات سوف يتلقفها العراقيون وتتجذر بينهم الديمقراطيه في ظرف شهور !!! وكي تثبت امريكا انها دوله متقدمه وتريد ان تعزز مركز المرأه في هذا البلد المضطرب وانطلاقا من هذا الفكر الديمقراطي الذي يجري تطبيقه (بدقه) فقدتم اصدار قرار يقضي بأن تمثل النساء في البرلمان بنسبه لاتقل عن (25%) من العدد الكلي للنواب.
وبسبب الخلل الحاصل في العمليه الانتخابيه ونتيجة للنشاط الذي مارسته الاحزاب الدينيه وميليشياتها في سبيل حشد التأييد لقوائمها المباركه المغلقه,فأت نسبة ال(25%) جاءت بنائبات من التيار الاسلامي ,وسرعان ما توشحت مقاعد مجلس النواب بالسواد,ولم يكن متوقعا ان يرتفع صوت واحد من هذا التيار (وهم الاكثريه) للدفاع عن حقوق المرأه وحريتها,فالدين السياسي هو المحرك الوحيد لسياسة قمع المرأه وتحجيمها.
اننا نتسائل ما جدوى وجود ممثلات للنساء في البرلمان ان لم يكن بمقدورهن الدفاع عن حقوق المرأه العراقيه ودفع الاذى عنها.نحن لم نسمع عن نائبه واحده قدمت استجوابا لمسؤل حول موضوع قتل النساء في البصره,ولم نسمع عن نائبه اخرى تكلمت عن اضطهاد الطالبات في جامعه بغداد والجامعه المستنصريه وجامعه الكوفه وجامعه البصره,ولم نسمع عن نائبه طالبت بألغاء المادة (41) من الدستور والعمل وفق القانون (188 لسنة 1959) الخاص بالاحوال الشخصيه الذي شرعه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .
العنف الذي نال المرأه في العراق الجديد بلغ ذروته في مدينه البصره عندما (توج) بعمليات القتل,ومع كل ذلك فأن ماحدث قوبل بصمت عجيب من قبل الجهات المسؤله,مع ان الحال صار مفجعا لايمكن السكوت عنه,واخيرا جاء اعلان السيد وزير الدفاع المقتضب الذي يشير الى اعتقال بعض مرتكبي جرائم القتل ضد النساء,الا انه تبعا للنهج المعلن لم يشير من قريب او من بعيد عن هويه المعتقلين وجنسياتهم وانتمائاتهم الدينيه والسياسيه والجهه التي تقف ورائهم وتمولهم.
الغموض الذي يرافق الاحداث ويبعدها عن دائرة الضوء صار مصدر قلق وتساؤل من قبل المواطنين وهو مؤشر على خلل كبير في العمليه السياسيه التي يفترض بها ان تتبنى الشفافيه.واعتقد ان الابتعاد عن كشف الاسماء اصبح من السمات المميزه للسياسه العراقيه الراهنه,وان الاتجاه اللا اسمي الذي يمارس على نطاق واسع طمس الكثير من الحقائق,وعلى سبيل المثال ماوقع في اجتماع دول الجوار في دمشق اخيرا فقد تكلم السيد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجيه واشار الى الى جهات اقليميه لعبت دورا في احداث البصره دون ان يذكر من هي تلك الجهات,وكانت تلميحات السيد الوكيل موضع ابتهاج وترحيب من الجانب الايراني,الذي قال ممثله (من قال لكم ان المقصوده ايران في كلمة السيد وكيل الخارجيه )وبعد اسبوع من ذلك الاجتماع وفي بروكسل لم يكن السيد رئيس الوزراء اكثر صراحه ووضوح من وكيل الخارجيه.
لقد صار مألوفا عرض اكداس كبيره من الاسلحه والاعتده التي تتم السيطره عليها وتثبت انها دخلت العراق من دوله اقليميه, دون ذكر اسم الدوله او اية تفاصيل اخرى.
اذا كان العراق يريد ان يحافظ على علاقات طيبه مع دول الجوار حسب سياسته الجديده اليس من باب المقابله بالمثل ان تحافظ تلك الدول على علاقات طيبه مع العراق.ان الجرائم والاحداث الجسام التي حلت بالبلاد خلال السنوات الخمس الاخيره تستدعي عدم السكوت عمن يقف ورائها ويغذيها وضرورة الكشف عن مسببيها بكل شجاعة, ونحن سوف لن نخسر اكثر مما خسرناه لوبادرنا الى كشف اسماء الاشخاص والجهات التي حرصت وتحرص على قتل الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات والنساء,وبات من المؤكد ان هذه الاعمال تجري وفق خطه خبيثه منظمه القصد منها تدمير هذا البلد,وان المسؤليه التاريخيه تقع على عاتق من يتستر على الحقائق.




#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى التغيير
- الدولة الدينية والدولة المدنية 2
- على اعتاب السنة السادسة
- الدولة الدينية والدولة المدنية في العراق
- مستلزمات بناء مجتمع مدني ديمقراطي
- العلمانية هي الحل


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - طلال احمد سعيد - من يقتل النساء في البصرة