أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - فليأكل الجياع -الكعك-!!














المزيد.....

فليأكل الجياع -الكعك-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 08:31
المحور: كتابات ساخرة
    


ذات مرة ظهر أحد المسئولين "البطرانين ـ جمع بطران بالعامية العراقية" ليصرح في لقاء خاص بأن الأفضل للشعب العراقي هو إلغاء "البطاقة التموينية" لأن المواطنين أصبحوا بطرين و مدلّلين بسبب هذه البطاقة التموينية.. و مهندس آخر ممن توسط له أحد الأحزاب القومجية للدراسة في السويد عاد كئيبا حزينا لأن عائلته ليست معه ـ السبب الحقيقي لكآبته هو أن لا أحد ناداه في السويد يا حضرة الأستاذ المهندس ـ لكن الحزب الشريف حل له هذه المشكلة و ستناديه زوجته التي ستصحبه إلى هناك: يا حضرة المهندس.."!! كلما أراد أن يسمعها.
مسئول آخر ـ بطران أيضا ـ أجاب على المذيع الذي سأله عن سبب هجرة الشباب من منطقته "المرفهة"!! إلى الخارج قائلا: شبابنا بطرون و مدللون و هم يرفضون فرص العمل التي توفرها الشركات العاملة في.."!! ثم أجاب المسئول نفسه عن الفساد المنتشر في منطقته قائلا: هؤلاء هم الموظفون في الدوائر الحكومية ممن يفكر بعقلية النظام السابق و يأخذ رشوة مقابل كل معاملة.."!!
كيف نتوقع أن تتحسن الأوضاع المعاشية و الاقتصادية بينما هناك مسئولون يفكرون بذات منطق الملكة الفرنسية "ماري أنطوانيت" التي علقت على ثورة الجياع و الفقراء في فرنسا قائلة: لماذا يطلبون الخبز..؟! فليأكلوا "الكعك"!!. و أعتقد أن هذه النماذج الوضيعة حينما تصل إلى السلطة فإن جريمتها أبشع من موقف "ملكة فرنسا" لأننا في عصر العولمة و التلفزيون و يمكن لكل شخص أن يعرف أوضاع المواطنين البائسة.
لكن الحقيقة التي ينبغي أن يدركها المواطن العراقي هي أن لا علاج اجتماعي أو طبي لهذه الأنماط الوضيعة من التفكير التي تنظر إلى الشعب على أنه "حفنة من الخدم" و أن عليهم بناء المشاريع و العمل على طريقة الفراعنة "بصلة مع فول سوداني و شوية خبز" و بارك الله بالمسئول المناضل و المجاهد الذين ناضلوا من أجل "المكتسبات"!! القومية و الوطنية، و المكتسبات هنا ليست إلا أموال الشعب التي تضخ إلى الخارج أو تضيع بين أيدي ـ مليارديرية الأحزاب ـ حينها تضيع هذه الأموال إلى غير رجعة.
العلاج الوحيد لهؤلاء هو التصويت لغيرهم، فتغيير المسئول الفاسد أفضل من إبقاءه فبقائه يعني أنه سيطمع في المزيد و المزيد، لكن تبقى مشكلة أخرى هي التي تمنع التغيير، فعقلية الارتزاق و المكرمات و "وعاظ المسئول" هم من يمنع ماكينة المنطق الموجود في رؤوسنا من أن تبدأ العمل للتغيير.
هؤلاء المسئولون البطرون هم في الحقيقة مجموعة مجانين تربوا على احتقار أنفسهم قبل احتقارهم للمواطن و هم لا يملكون ذرة من الثقافة و حتى لو حدثونا عن "فولتير" أو "الثورة الفرنسية" أو حدثونا عن الديمقراطية ـ التي تناسب مقاساتهم ـ فإن هذه مجرد كلمات يستخدمونها لضرورات "الحرفة" أو التجارة فالوزارة و الحكومة و الرئاسات و النائبية هي مجرد ضرورات "بهارات للدكان"!! الذي ينظرون إليه على أنه غنيمة.
لذلك ليس عجيبا أن نجد هؤلاء اللصوص يستخدمون كلمات ـ صفقة ـ ربح ـ تقاسم ـ حصة ـ و غيرها من الكلمات المتعلقة بالمال في وصف أعمال أو اتفاقيات سياسية أو حتى دولية، فكل شيء حسب منطق "بني أمية" هو بستان للقبيلة و العصابة و الجماعة التي ضحت بالشـــعب "مشكورة" لتحقيق كل هذه الصفقات.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب -الشعاراتية- العابرة للحدود
- العراق و النقلة الحضارية
- العراق .. نحو -الهوية الإنسانية-!!
- المواطن العراقي .. و حكم الأقلية الفاسدة
- سؤال حيَّر العراقيين!!
- حياة ثقافية.. للرجال فقط!!
- لبننة العراق و عرقنة لبنان!!
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!
- العراق على عتبة الديمقراطية
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - فليأكل الجياع -الكعك-!!