أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبد - ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم















المزيد.....

ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 703 - 2004 / 1 / 4 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم

1 – ملامة

كيف صرعك الموت !!!
كيف ؟!
......................
......................
كيف ضربك الموت ولم تضربه ؟!
كيف تركته يفعل فعلته الشنيعة تلك
ولم تُخرسه بضربة من حذائك
وتجعله ينكفئ إلى الأبد
توقعتُ أنك ستشد عينيه بخرقةٍ بالية
وتجعله يدور وحيداً لتضحك عليه
.......................
.......................
كيف ضربك الموت وأين ؟!
في شمال العراق ؟!
على قلبك ؟!
وهل كانت السماء تمطر ؟
هل قالت الأشجار شيئاً ؟
لماذا لم تسحق على رأسه وأنت في بغداد ؟!
كيف تركته يتبعك حتى ( زاخو ) ؟!
ليخطفك بهذه السهولة !!
كيف تركته يفعل ذلك
       وأنا لم أرك منذ عشرين سنة !!
فكيف سأصعد إلى السماء السابعة
                             كي أراك ثانيةً يا رياض !!


 *********

هل تتذكر
عندما كنا هناك في ( أبو غريب )
في مشروع السكك الحديدية
بين العمال والخرسان والمهندسين
نقهقهُ ..
      نلوّح للطيور 
               بمناديل الحظ السيئ
                         والمحبة الغامرة !!

********

مازلتُ أسمع صوتك عبر الهاتف
عبر الهاتف قبل أسبوع فقط
قلت لي : مشتاق جداً
قلت لك : وأنا أكثر وأكثر
تحادثنا وتشاتمنا وضحكنا كثيراً ..
فكيف تفعل ذلك ؟!
كيف تغدر بي ؟!
كيف تدعه يعضك ذلك الكلب المجنون ؟!
 *******

لقد أسقطتني في هاوية
فأدفع إليَّ بحبل النجاة
أدفع إليَّ بشيءٍ
بكلمات قليلة
كي أسمع صوتك
كي أراك
كي أغريك بالعودة معي إلى بغداد
أو تغريني بالذهاب معك إلى الجنة
إلى الجنة أو بغداد
لا بد أن نعود معاً يا رياض ..
 
                               5- 5 -97
 

 

 

2 – رأيتك تصرخ في حلم طويل

 

رأيتك تصرخ في حلم طويل
وهم يجرجرونك كي تبقى وحيداً في تلك المقبرة العاتية
تصرخ مبحوح الصوت
على أولادك الذين ذهبوا مع اللاجئين إلى أميركا
لكن ما الفائدة يا رياض،
فقد منعوا عليك التحرك من المقبرة إلى الأبد
ربما طأطأوا رؤوسهم حين رأوك تتعب من الصراخ
تجرجر خطواتك الواهنة المفزوعة من الموت
ليس بوسعي أن أفعل شيئاً مع الأسف
لا الكلام ينفع ولا سواه
إنما
أردتُ أن أعرف جنود الليل الذين قتلوك على الحدود
يقولون إن قلبك قد أوجعك في الرابعة صباحاً
فخرجتَ دون أن توقظَ أحداً
لقد أردتَ أن ترى الطبيب
ولم تجد أحداً في المستشفى
فسقطتَ وحيداً على رصيف في ( زاخو )
لكنني مازلتُ أودُّ أن أعرف كُنهَ ليلٍ يقتل إنساناً مثلك
ليس هذا الليل الذي نراه بعد غياب الشمس
حيث نستلقي على ظهورنا
نعدُّ أسماء الأنبياء والنجوم وخيانات الزمان
لكنه الليل الذي قتلك وأعرف أنه سيقتلني قريباً يا رياض
يا له من ليل ملطخ بالعتمة
يا لجدرانه الملطخة بصور الجلادين وصراخهم !!                          

22 -4- 99

 

3 - أغماضة الثلج الأخيرة


المدينة قطعة ثلجٍ في الصيف
قطعة ثلج في كأس ماء
قطعة ثلج تحتك بأختها
               
  ******
لو افترضنا أن رجلاً مقتولاً
نسيَ أيام الحرب وعاد إلى البيت
من ترى يسمع خبط يديه على الباب ؟!
                    
 *********
المدينة في الصيف
في أغماضة الثلج الأخيرة
حيث يبتهج الماء من شدة البرد والضحك
وينفض الجنود ذكرياتهم للعطاشى
فقد استراحوا الآن تماماً
استراحوا من الحرب وانتظار الإجازات
من المدينة ومفاجآت الزمان
استراحوا الآن تماماً في قبورهم المنسية
                              
*********
كانت حديقة البيت هادئةً
العشب هادئ والطيور تقرأ القرآن على السياج
الهواء يبرد في الليل
رجل وحيد هادئ على كرسيه البعيد
خرزات مسبحة تطقطق بهدوء
تتوقف فجأة لتفكر برياض إبراهيم
وكيف كان يملأ السلال بالعصافير والتفاح
.......................
.......................
خرزات تطقطق ..
 تتوقف فجأة في خيطها البارد
لتفكر قليلاً برياض إبراهيم
هل مات حقاً على الحدود ؟!                                  
وهل غصَّ حقاً بأغماضة الثلج الأخيرة
في كأس العراق المر!!

15-8-97



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة حب
- القناع المقدس والعنف الرسمي !!
- إلى موفق محايدين : شيوعيو ( مجلس الحكم ) أنبل بالتأكيد من قو ...
- الموتُ رمحُُ طويلُُ ُ تكسَّـر في قلوبنا !! - من أجل شريف الر ...
- الدولة والثقافة ومصير الإنسان !!
- نداء إلى جميع الكتاب العراقيين الشرفاء
- أزمة الثقافة العراقية في سياقها العربي ( 1 & 2 ) :ثقافة سعدي ...
- كتاب لا يتحدث عن العراق لكنه ضروري جداً للعراقيين !!
- من أوراق المنفى : رسالة إلى حسين كامل !!
- الإعلام المصري والمسؤولية الأخلاقية !!
- رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراق ...
- الحزبية الثورية ، في المعارضة أو الحكم


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبد - ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم