أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - لا مفاوضات ... لا مقاومة















المزيد.....

لا مفاوضات ... لا مقاومة


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


حدثان مهمان جدا وقعا هذا الأسبوع ، ولعلهما يؤشران لأمر جد خطير ، فقارب الإنقاذ الذي كان يحلم به الشعب الفلسطيني بات قريبا من الغرق في دوامة السياسة ، و بدلاً من أن يعمل مجدافيه بشكل تكاملي يمكنه من السير بالاتجاه الصحيح ، كانت حركتهما متضادة مما نتج عنه كسر المجدافين _ وأعني يهما مجداف المفاوضات ومجداف المقاومة _ ، ووقوف القارب على مشارف الغرق حاملا معه آمالنا وأحلامنا بوطن وهوية ودولة وقبل كل ذلك حرية وكرامة .
أما الحدثان فهما زيارة الرئيس محمود عباس إلى واشنطن ، وهدنة حماس مع إسرائيل ، فالرئيس كما تقول أغلب وسائل الإعلام عاد متشائما من زيارة أمريكا ، بل أنه في خبر ما تحدث عن ضرورة الحديث عن بدائل وخيارات الشعب والسلطة فيما لو انتهى عام 2008 دونما تحقيق أي نتيجة حسبما باتت أغلب التوقعات تشير ، إلا إذا تمخضت المفاوضات السرية التي أٌقر بها الرئيس عن شيء يمكن أن يشكل اختراقاً لحالة الجمود والتراجع التي تصيب العملية السياسية برمتها .
أما عن هدنة حماس مع إسرائيل فقد رفضتها الأخيرة على لسان المتحدث باسم حكومتها ، ولعل أغرب ما سمعته تعليقاً على هذا الرفض ما ردده قادة حماس أنهم لا يأخذون ردوداً من إسرائيل عبر وسائل الإعلام ، فمنذ متى كانت إسرائيل ترد على عروض التهدئة بشكل رسمي ؟ ، وكم من تهدئة انهارت بدون أن تعلن إسرائيل حتى عن رفضها ، ولنا جميعاً أن نراجع أرشيف فصائلنا المقاومة ، صفحة نحن في حلٍ من التهدئة لنرى أسباب ودوافع هذا التحلل من كل التهدئات السابقة لنرى إن كان في واحد منها إعلان إسرائيل رفضها للتهدئة عبر الإعلام !! .
للصدفة العجيبة أبو مازن في أمريكا وحماس مع إسرائيل في حوار غير مباشر بأجندة مختلفة تماماً ، وبموقف ممزق وضعيف ، وشعب يئن تحت وطأة الحصار في جنوبه وألم الحواجز في شماله ، ورئيس مطعون بالانقلاب يبحث عن فرصة لنجاح يبدو مستحيلا لمفاوضات متعثرة إلى حد الفشل ، و فصيل يفاوض بشكل غير مباشر من أجل تهدئة على معبر ووقود ، قد تبقيه أشهرا أطول على سدة الحكم في قطاع غزة .
موقف لا نحسد عليه البتة يكاد يذهب بنا وبقضيتنا إلى دهاليز التيه والضياع ربما أربعين عاما ربما أكثر لا أحد يعلم إلا الله .
بالرجوع إلى ذاكرة التهدئة في أوراق انتفاضة الأقصى نرى أن الحديث عن أول تهدئة تم في عهد رئيس الوزراء الفلسطيني الأول أبو مازن عندما اجتمع مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في ذلك الوقت طالبا منه الفرصة ، وحدث توافق نادر وغريب بين فصائلنا على التهدئة رغم تحفظ البعض عليها في ذلك الوقت ، وقبولهم بها حتى لا يُتَهَمُوا بتعطيل التوافق الوطني ( الجهاد الإسلامي تحديداً ) ، كانت هذه أول مرة تقريباً تدخل كلمة التهدئة قاموسنا السياسي في انتفاضة الأقصى ، وكلنا يذكر الرفض المبدئي للفكرة من قبل حماس بالتحديد ، ولا أبالغ إن قلت أن الموافقة عليها كانت على مضض فلا زلت أذكر تلك المجادلات التي كانت تجري على شاشات الفضائيات بين فتح وحماس حيث تقول فتح نريد تهدئة لسد الذرائع أمام الاحتلال ، وترد حماس الاحتلال ليس بحاجة لذرائع والمقاومة رد فعل وأينما وجد الاحتلال وجدت المقاومة ، لتصبح بعد ذلك التهدئة والحديث عنها أحد ثوابت وشعارات الانتفاضة بالمطلق وإن كانت مشروطة طبعاً بالشروط المعروفة التبادلية والتزامنية والشمولية ، بمعني تهدئة من الطرفين بنفس الوقت و تشمل الضفة الغربية و قطاع غزة.
اليوم الحديث عن تهدئة بدون شرط الشمولية ، فغزة فقط التي يدور الحديث عن تهدئة فيها ، وهذا طبعاً تنازل واضح عن أحد شروط التهدئة المعروفة منذ دخل إلينا هذا المصطلح .
الأمر الآخر الخطير في هذه التهدئة أن الثمن ليس إلا الطعام والشراب وفتح المعبر لا أكثر ولا أقل بمعنى أخر ثمن التهدئة أمورا كانت بأيدينا دون دفع هذا الثمن ، وكأن مقاومتنا الآن أصبح ثمنها إدخال السولار والبنزين وفتح المعابر ، تقزيم ما بعده تقزيم لأهدافنا ووسائلنا في نيل حقوقنا ، لقد كنا نقول أن البديل عن المفاوضات في حريتنا ودولتنا هي المقاومة ، و كلنا يذكر ما حدث بعد عودة الرئيس الراحل أبو عمار من كامب ديفيد رافضا التنازل والتفريط و كيف كانت إشارة البدء بما قد يؤدي إلى عملية تحريك للوضع السياسي عبر مقاومة شعبية تطورت بسرعة إلى مسلحة خرجت عن نطاق السيطرة لاحقا ، والآن هذا البديل الاستراتيجي يتقزم ليصبح ثمنه إدخال الطعام والوقود .
الهدنة في هذا الظرف ليست إلا فرصة لتثبيت حكم حماس في غزة ، ويبدو أن ثمن ذلك سيكون كبيرا وكبيرا جدا ، بغض النظر عمن يقول أن التهدئة فرصة لالتقاط الأنفاس وتطوير العدة والعتاد باعتبارها استراحة محارب ، فطالما أن ثمن وقف المقاومة هو المعبر والوقود فالاستراحة قد تطول وتطول جدا ، لا سيما أن إسرائيل لا تريد تهدئة رسمية وعبر وسطاء معروفين بل تريد نظرية الهدوء يجلب الهدوء بمعنى وقف المقاومة مقابل وقف عمليات الاحتلال ، دون الحديث حتى عن الطعام ولا عن الوقود .
على الجانب الآخر يبدو الحديث عن مفاوضات تفضي إلى حل قبل نهاية العام الحالي أمر في غاية الصعوبة ، حسبما هو واضح من نتائج اجتماعات طواقم المفاوضات واجتماعات الرئيس أبو مازن مع أيهود أولمرت ، وكذلك زيارات رايس المتكررة والتي كانت حصيلتها إلى الآن صفر معلن غير مستتر . وذلك لعدة أسباب أهمها طبعا عدم استعداد إسرائيل للتعاطي الجدي في عملية السلام ، فهي تحاول التهرب من استحقاقاتها بكل الوسائل وليس أدل على ذلك أنها حتى لم تقم بإزالة الحواجز التي تقطع أواصر الضفة الغربية وتحولها إلى كانتونات منفصلة ، رغم أن هذا المطلب ليس له علاقة أصلا بعملية التفاوض التي تجري على أمور مصيريه تتعلق بقضايا الحل النهائي ، ناهيك عن الحديث عن تأجيل البحث في بعض القضايا النهائية لخمس سنوات أخرى مثل قضية القدس ، كذلك ضعف حكومة أولمرت وعدم قدرتها على المضي قدما في عملية السلام خوفا من فقدانها الحكم في إسرائيل لا سيما أن استطلاعات الرأي تمنح نتنياهو التفوق على خصميه بالحكومة اولمرت وباراك .
وليس بعيدا عن هذه الأسباب ضعف الطرف الفلسطيني الذي يفاوض مطعونا بسكين الانقسام وكأنه بات مفاوضا لا يملك حتى تمثيل شقي الوطن ، وهو بالتالي قد لا يكون قادرا على فرض ما يريد على الجانب الإسرائيلي رغم تشبثه المعلن بالثوابت الفلسطينية محل الإجماع الفلسطيني .
وضعنا بات محزناً بكل معنى الكلمة فهناك مفاوضات تحت شعار لا مفاوضات وهنا تهدئة تحت شعار لا مقاومة ، وبذلك نكون وقعنا في المحظور لا مفاوضات لا مقاومة ، في حالة فريدة من نوعها سلمنا فيها كل أوراق اللعبة لإسرائيل فهي التي تفاوض هناك لتكسب مزيدا من الوقت ، وتحاور هنا لتوقف المقاومة وتطوع حكومة الأمر الواقع في غزة .
لا أقول جديداً إن قلت في نهاية حديثي أن الأولوية هي لإعادة اللحمة لشقي الوطن ، وإنهاء حالة الانقسام التي تفتك بنا دون رحمة ، وذلك لن يتم إلا بخطوة يعرفها الجميع ألا وهي تراجع حماس عن الانقلاب تمهيدا لإلغاء كل ما ترتب عليه ، والبدء في تطبيق اتفاقات التوافق الوطني الفلسطيني ( اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة ) .
تراجع حماس عن الانقلاب لن يجعلها تقدم المقاومة ثمنا لفتح المعبر وإدخال الوقود كما سيأتي لها بتهدئة عن طريق أبو مازن _ أفضل من طريق مصر_ لتعزيز موقفه التفاوضي في مواجهة إسرائيل ، فقد تأتي قريباً لحظة التشاور الوطني حول البدائل في حال فشلت المفاوضات وهو احتمال صرح به أبو مازن نفسه ، ويا حبذا لو كان التشاور في ظل الوحدة والوئام بعيدا عن ألام الانقلاب والانقسام .



#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة الأزهر إذ لا بواكي لها
- الجهاد الاسلامي .. ورسائل جرح يستفيق به الدم !!
- كيف تنتصر وأنت مهزوم أمام سيجارة ..؟؟
- أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟
- الانقسام أخطر ما في الأمر يا أنام
- الفتاوى الفلسطينية ..بين اجتهاد العلماء ومناكفة الفرقاء
- فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟
- حين يخطئ قلمي فرديا


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - لا مفاوضات ... لا مقاومة