|
أبشروا .. ديزني لاند في بغداد !!
عبد الحميد العماري
الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 03:19
المحور:
كتابات ساخرة
أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر هذا اليوم الخميس ، أوردت خبرا مفاده ان رجل أعمال أميركيا وقع عقدا بقيمة (500) مليون دولار أميركي مع محافظ بغداد، وذلك لأنشاء مدينة ألعاب في موقع متنزه الزوراء الحالي بجانب الكرخ ببغداد، وقالت الصحيفة ان الشركة المعنية التي يملكها رجل ألأعمال ستباشر عملها في مدة أقصاها ثلاثة أشهر ، مؤكدة ان المدينة ستكون مشابهة لمدينة ديزني لاند الأميركية!! وربما لست أنا فقط من وقع عليهم هذا الخبر كالصعقة ، بل وربما قد ذهب البعض الى أبعد من ذلك ،سيما وأن الخبر تزامن مع مناقشة كانت حادة وحارة أكثر من درجة حرارة أجواء بغداد المشمسة داخل البرلمان العراقي بشأن حصار مدينة الصدر ببغداد على مدى شهر ، راح ضحيته مايربو على الـ(350) شهيدا وضعفهم من الجرحى جلهم من النساء والشيوخ والأطفال ممن لايقوون على حمل السلاح ، وكان (11) عضوا من أعضاء البرلمان زاروا مدينة الصدر وأطلعوا على حجم الدمار الذي لحق بالمدينة ، وقال أحدهم بما يدمي القلوب انه لم يدخل الى مستشفى يتطبب فيه الناس ، بل دخل الى حاوية فضلات تحمل اسم مستشفى!! ورغم ذلك فقد دافع عضو البرلمان عن حزب الدعوة السيد حيدر العبادي عن سياسة الحكومة التي تنظر الى المدينة من منظار عدد من القناصة ممن انتصبوا على أسطح البنايات لأقتناص عباد الله من المدنيين وقتلهم ولا يردعهم أحد ، معللا هذا التقتيل بأنه يدخل ضمن حملة القضاء على الميليشيات المسحلة الخارجة عن القانون !! نقول ان خبر بناء مدينة ألعاب سوف لن يدخلها المواطنون وسط غياب الأمن وصراعات سياسية لها أول وليس لها آخر، أنما يؤكد ما ذهب اليه عدد ليس بقليل من المراقبين داخل وخارج البلاد من أن مسلسل الفساد المالي والأداري صار يفوق المسلسلات المكسيكية المدبلجة في عدد حلقاته، وفذلكاته الأخراجية ، بيد أن أتفاق تقاسم السلطات التنفيذية أو بمعنى ( تقاسم الغنائم الحزبية) بلغ أشده مع أعلان الحكومة العراقية الحالية عن حجم ميزانية عام 2008 البالغة ( 48) مليار دولار، ومن يدري ربما كانت أمانة بغداد و(أمينها) عضو المجلس الأسلامي ألأعلى صابر العيساوي كان على درجة كبيرة من الحرص لصرف التخصيصات بأي شكل وعدم تكرار ماحصل في العام 2006 عندما عادت نصف الميزانية التشغيلية الى الخزينة ،دون الأشارة الى أية خزينة أعيدت بالضبط، فسارع الى بناء مدينة ألعاب عبر شركة أميركية ، أو ربما أكملت أمانة بغداد مامطلوب منها في تقديم الخمات البلدية ومياه الصرف الصحي ومياه الشرب ،وألأخيرة حولت ليل العراقيين الى ترقب وإنتظار والغاء النوم ليلا ليصبح النوم في بلادنا عكس خلق الله في أرضه الى النهار! وتلك واحدة من مكارم حكومتنا الرشيدة العتيدة ، وربما كذلك .. أضحت أمانة بغداد على استعداد لرفع الأنقاض على أنغام أغنية ( على شواطي دجلة مر.. يامنيتي وقت الفجر) وقد انتشرت مفارزها منذ الفجر لرفع النفايات المتوفرة وبأطنان بين حنايا وثنايا المناطق السكنية ،أنها حقا مدعات للضحك الذي يدمي القلوب كالبكاء تمام . وبينما يتضور الناس جوعا ويموتون صمتا على أنغام طلقات السادة القناصة الأفاضل صباح مساء، نقل لي صديقا عبر مخلوق اسمه الـ( شات) والذي ينتمي الى فصيلة الأنترنت ،أطال الله في عمره وأبقاه أكثر من عمر حكومتنا ، قال الصديق أن القناصة ينتمون الى فصيلة سماحة السيد المتشيخ هادي العامري ، ممن تدربوا في أحضان جارتنا العزيزة ايران ، ويبني جدار معلومته هذه على أن أفراد عشيرة (بدر) الحكيمية ممن يسكنون مدينة الصدر ، كانوا قد أخلوا سبيل بيوتهم وأنتقلوا بعوائلهم الى مناطق أخرى غير معلومة قبيل بدء العمليات في المدينة وضواحيها حسب التوقيت المحلي لحي التنك خلف السدة ،فيما تمكن جماعة حزب الدعوة جناح المالكي حاليا لصاحبه ابراهيم الجعفري سابقا ، تمكنوا من أنقاذ عوائلهم خلال ساعات فرض حضر التجوال وفي سيارات الحكومة (الشرطة والجيش) وتحت الحماية الأميركية. يبدوا أن هذه القوى قد أصابها الـ( ثول ) السياسي وصارت كالثور الذي يدور حول الساقية ولايعرف متى يتوقف، ومن هنا .. ليس غريبا أو مستغربا أن نسمع ذات يوم من أن حكومة أم گعيده القومية التقدمية ستوقع عقدا لبناء فندقا سياحيا معلقا في الهواء ، ولن نحتاج الى قدرة قادر أو معجزة لتنفيذه طالما أن وراء الأمر سياسة لغفوية بحتة ، أو أن وزارة (ذيل العجل) استوردت لحوما مقلمة أو مشجرة وربما منقطة تبعث فينا الضحك على الذقون ، أو أن حكومتنا الموقرة ستدفع للأسواق ألبوم غنائي مع صورة لقائد الأوركسترا السيد عمار الحكيم وأغينة من كلمات الشاعر السياسي هادي العامري ، وألحان علي الأديب ، وغناء مطرب الولايات المتحدة الأيرانية نوري المالكي والتي مطلعها ( قطار الشوگ طاير بالسما، سافر حبيب الروح منهو الهزمه) !! وجيب ليل وأخذ عتابه.
#عبد_الحميد_العماري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البهلول بعث من جديد؟!
-
مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!
-
شكرا للفيحاء ومبروك لرئيس الوزراء!!
-
دعوة للتخلص من الأذناب والفلول؟!
-
من أين لك هذا ؟!
-
الفيدرالية ثانية
-
مهزلة العقل الرئاسي
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|