أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - وزارة المرأة : جدل التغيير















المزيد.....

وزارة المرأة : جدل التغيير


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 06:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كمنت مفاجأة حكومة أحمد قريع الثانية في استحداث وزارة لشئون المرأة اسندت للأخت " زهيرة كمال " ممثلة للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ، على عكس ما جرت العادة بأن المفاجآت تأتي من وزارة الداخلية.

بالمعنى المجرد فالخطوة التي خطتها حكومة أبو العلاء تجاه قضية المرأة لا يمكن إلا اسنادها وتأييدها ، ولا يمكن إلا الترحيب بشخص الأخت زهيرة على رأس الوزارة ، فالخطوة تعتبر اعترافا رسميا من صانع القرار بدور المرأة الفلسطينية العظيم والمميز في مختلف مراحل النضال الوطني ومحطاته ، ولكن وضع الأمور في السياق الواقعي وضمن الظرف الفلسطيني ومعادلات النظام السياسي الفلسطيني ودوافع واعتبارات السلطة الفلسطينية ، تفترض أخذ المسألة بنوعه من الحذر وهذا له ما يبرره ، لا سيما وأن الاعتبارات التي دعت إلى هذا التمييز الايجابي لا زالت ملتبسة وتثير الجدل في أوساط نسوية وسياسية وثقافية .

هل وزارة شئون المرأة محصلة تغيير واصلاح ؟
ربما السؤال المبدئي الذي يتبادر للذهن من ضمن أسئلة أخرى هو هل التشكيل الراهن لوزارة شئون المرأة هو محصلة تغير واصلاح منهجي وجذري في بنية وتوجهات القيادة الفلسطينية الرسمية التي شكلت الحكومة ؟.. وتاليا هل هي جزء من سياق تغييري تقوم بها القيادة الرسمية في توجهات وثقافة المجتمع الذكورية التقليدية ؟.. أم أنه مجرد ائتلاف سياسي تصادف معها أن حزب فدا المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي افرز سيدة مندوبة عنه ؟ فإذا كان تشيكل وزارة للمرأة ليس حراكا فوقيا معزولا عن توجيهات وسياسات جادة تجاه المرأة ودورها ومشاركتها ، فإن استكمال هذا التوجه لكي يكتسب معنى ومضمون ديمقراطي يعني الاستجابة من صانع القرار والحزب الحاكم إلى جملة من المطالب والقضايا التي تعتبرها الحركة النسوية ومؤسسات المجتمع المدني أسس ومعايير تشكل في حال تحقيقها دفعة قوية للمرأة . ومن ضمن هذه المطالب المعلنة ، القانون الانتخابي للعام 1995 وضرورة تغييره بنظام اتنخابي عصري ديمقراطي يأخذ بمذكرة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ، ويفسح المجال لمشاركة المرأة بشكل أوسع من خلال إقراره " للكوتا النسوية " التي لا تقل عن 20% من مقاعد المجلس النيابي ، كلك مطالب المرأة في القوانين والتشريعات الفلسطينية وبما يؤمن المساواة والعدالة الاجتماعية ، وقانوني الأحوال الشخصية والعقوبات هما المحك والاختبار لرؤيا صاحب القرار وقناعته بانصاف المرأة وإزالة كل القيود والتشريعات التمييزية تجاهها ، فهل سنرى ذلك فعلا أم أن الأمور ستبقى تراوح في إطار الحسابات السياسية التي تضع أولويات أخرى تكون المرأة وقضاياها وقوانينها ميدانا للصفقات والمساومات ، وبهذا يؤكد أن تشكيل وزارة المرأة لم تكن محصلة لعملية تغيير ولم تكن سوى وليدة ظرف سياسي معروف .

هل وزارة المرأة استمرار للنظرة الرومانسية تجاه المرأة ؟
هناك تخوفات مشروعة من أن تكون خطوة الحكومة تشكل امتدادا للخطاب الانشائي وشكلاً من إشكال الاستعراض والرومانسية " الثورية " التي تعطي انطباعا واهما بأن أشواطا واسعة قد قطعت على صعيد قضية المرأة ، فهي خطوة تبدو في مظهرها اعترافا وانصافا وترجمة للتوجهات العامة في القانون الأساسي ووثيقة الاستقلال ولكنها في الجوهر ليست أكثر رمن حركة وجاهية وربما عشوائية ، وهذا بالمحصلة يضر بقضية المرأة ، وهذه المسألة ليست مسقطة أو من بنات أفكارنا ففي التجربة الفلسطينية تهرّب قضية المرأة من الاستحقاقات الجدية في إطار خطاب المديح والمجاملة ، فهي الأم والأخت ونصف المجتمع وحارسة النار وهي لغة جميلة أُخذت بها المرأة ، وفي واقع الحال كان وضعها أشبه بالديكورات والإكسسوارات الضرورية لاستكمال الشكل القيادي والصالون السياسي .
 
خطوة نحو الإدماج أم العزل
يطرح تساؤل يبدو منطقياً ، فهل الإقرار بدور المرأة وتعزيز مشاركتها وإدماجها مجتمعيا يمر عبر وزارة المرأة أمن أن من الممكن أن يتم التعبير عنه بأكثر من طريقة وسياسة، ثم الا يحمل هذا التشكيل محذورا من نوع فصل قضية المرأة عن قضايا المجتمع الأخرى وحصرها بقضاياها ؟ وأن المرأة هي قضية خاصة بداية ونهاية ، وأن تشكيل وزارة المرأة تعبير عن تراجع فكرة الإدماج .
إجمالاً فإن طرح التساؤلات والتخوفات على الوزارة الجديدة للمرأة لا يعني بأن من أبدى الحذر والتخوفات يصنف حكما بأنه ضدها ... بل أرى بأن علينا وعي المحذورات وفي نفس الوقت التصرف وعلى أساس بأنه قد أصبح لدينا وزارة للمرأة يجب إعطاؤها الفرصة الكافية لتبيان معالمها وحدوها وآفاقها ، وجعلها ثابتة ودائمة لا تخضع لتغير الظرف والائتلاف السياسيين ، بل يجب السعي لأن نكون مثالا يحتذى على صعيد دورها الحكومي العام وعلى صعيد قضايا المرأة ، وأن حصل هذا فإنها ستجد كل الدعم والاسناد من مختلف قطاعات ومؤسسات المرأة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني المساندة والمؤيدة لقضية المرأة والتغيير الديمقراطي في المجتمع ، وبتقديري وحتى تنجح الوزارة فإن جملة من المتطلبات المبدئية يجب أن تضعها في اعتبارها وهي:-
أولاً من الصعب أن نتصور أن هذه الحكومة ستكون على تماس مع الميدان ، وبذات الوقت لا يمكن لها أن تمثل المرأة وترتقي بوضعها دون الانفتاح على القاعدة ، بل بات الانفتاح على القاعدة واستقطابها شرطا للنجاح ، كذلك فإن تشبيك العلاقة مع المؤسسات النسوية والأطر والمنظمات النسوية بكل الوانها واتجاهاتها ، يمكن أن تحقق للوزيرة وطواقمها مالا يمكنهم تحقيقه بشكل مستقل ، مع التنوية إلى أن العلاقة يجب أن تبتعد عن الموسمية وأن تتخذ شكلا وآلية منتظمة ، وهناك مقترحات بتشكيل مجلساً استشاريا ومنتديات نسوية مفترض أن تخضع جميعها للنقاش .
ثانيا : تنظيم العلاقة مع المجلس التشريعي وعلى وجه الخصوص مع اللجنة القانونية ، فالقراءات للتشريعات الفلسطينية المتعلقة بالمرأة لا زالت دون الطموح ، وهو ما يستدعي من وزارة المرأة أن تعطيها الجهد الكافي والتأثير عليها وبالتنسيق مع المنظمات النسائية ، وكذلك من الضروري أن يتم تشكيل حالة ضاغطة على مصدر القرار السياسي لاقرار قانون انتخاب عصري يتضمن إقرار كوتا للمرأة .
ثالثاً : الاسهام في إعادة بناء الاتجاهات الإعلامية والثقافية سواء من خلال خلق إدارة إعلامية بالوزارة ذاتها ، هدفها نقل قضية المرأة ووضعها في صدارة القضايا المجتمعية بإثارة الوعي حولها والاقناع بها دون تطرف بل بهدف وضعها في إطار مفهوم المواطنة الغائب .
وأخيراً لا بد من أن يبذل جهد ما باتجاه إعادة النظر بالاجندة النسوية الشاملة لكافة المحافظات ، حيث يبدو أن مياها كثيرة قد جرت ، جعلت الأولويات تختلف من منطقة لأخرى تبعا لضغوط الوضع السياسي والوطني ، فترتيب الأولويات في رام الله تختلف عن تلك التي في نابلس وعنها في رفح ، فالمناطق المحتلة لم تعد فقط أ ، ب ، ج بل أصحبت رام الله D. C  ونابلس DC وغزة DC ..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى اللقاء …. فدوى طوقان
- الجدل الدائر حول قانون العقوبات
- قراءة في أعداد شهداء انتفاضة الاستقلال والأقصى


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - وزارة المرأة : جدل التغيير