أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ظاهر شوكت - هوامش على حرب المياه














المزيد.....

هوامش على حرب المياه


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 08:56
المحور: كتابات ساخرة
    


اشتهر اثنان بذكائهما المفرط، و أراد حكيم أن يتبين أيهما أكثر ذكاءً ينتفع به، فسأل كل واحد منهما: كيف تبرهن على ذكائك ؟ أجاب الأول: إنني أفكر في تفادي الوقوع في مشكلة فلذا لا أفكر بالخروج منها، أما الثاني فقال: ما إن وقعت في مشكلة إلا تدبرت الخروج منها بأقل الخسائر أو بخسائر مقبولة.
لقد تبين إن التنين لم يعد مخلوقا خرافيا، فها هو قد ظهر، فبلاد الرافدين تشكو اليوم من الجفاف. أ حقا ما تقول ؟ اجل ، ولماذا العجب ما دام من تولى تدبير الأمور – ولزمن طويل – يمتلك ذكاءً من النوع الثاني ؟
فالنظام الدكتاتوري حريص على أن يمنع التفكير بالمستقبل إلا في مجال بقائه واستمراره، ولا يشجع إلا على النوع الثاني من الذكاء لأن قاموسه لا يحتوي إلا على مفردات الحرب والخسائر.
في الثمانينيات من القرن المنصرم ، طفت على السطح إشاعة مفادها : إن الحرب الكونية القادمة هي حرب مياه ، ولأسباب مختلفة كنا نتصور أنهم يتحدثون عن التنين ، هذا الكائن الخرافي المرعب الجبار ، في ذلك الوقت كان النظام :
1- يتفاخر بأن قوته الصاروخية الجبارة استطاعت ضرب أهداف منتخبة في العمق ، وكان المقابل يمتص تلك الضربات بالصبر وبالعمل على الإعداد لإنتاج صاروخ من نوع جديد يصل إلى أعماق الأعماق ، فقد بنى المقابل خلال الحرب ستين سدا لاستثمار موارده المائية والإعداد لصنع صاروخه المدمر ( الجفاف ) .
2- حين افتخر احد الجيران ببناء سده العظيم على منابع دجلة والفرات في أراضيه وصار يروج لفكرة : مفادها إن اليوم الذي سيكون برميل الماء مقبل برميل نفط لآت ولا ريب فيه ، سخر النظام وقال إنهم يتحدثون عن التنين فمن ذا الذي يجرؤ على ذلك ؟!
3- حين كان العالم يتطور ويعتمد نظام التنقيط في الري ويحول الصحارى إلى جنائن تلطف الجو وتكافح التلوث وتقلل التبخير ، سيطرت المخاوف الأمنية على النظام فأنتهج سياسة التصحر ، فأزال الحدائق والبساتين المطلة على الطريق الذي يمر عليه الضرورة ، وغطى الأرض بالاسمنت وارتفعت الحرارة وزاد تبخير الماء المتوفر وغاب الجمال عن وجوه مدننا وطرقنا وصارت المبالغة في إهدار المياه مظهرا من مظاهر القوة والعظمة لدى النظام .
4- في الوقت الذي كان الأشقاء يفكرون بإنشاء مشاريع تحليه ماء البحر ضماناً للمستقبل لم يفكر ولي الأمر بمثل هذه المشاريع وإنما كان يخطط – وبشوق – لغزو الكويت.

لقد كان مخلصا في أفكاره الحالمة بأن ترى العراق أرضا بلا شعب .
الم اقل لكم بأن التنين لم يعد مخلوقا خرافيا ؟ ها هو فقد ظهر وما علينا إلا أن نحصد الريح لنجلب المطر أو نحرث البحر، وهذه تجربة فريدة ومتميزة، أليس كذلك ؟!



#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرح ممنوع بأمر ..........
- لوحة زيتية في زمن الرداءة
- نزيف في محراب ال...........
- مهاجر يسجل انطباعات عن قصائد الشاعر صفاء المهاجر
- قراءة في رواية (ورد الحب .. وداعا) للكاتب محمد الاحمد
- روما (تحترق ثانية)ويضحكون ...!!
- الاساطير والنفس البشرية
- صناعة الاساطير في عصرنا الحديث
- ضرورة الاسطورة قديما وحديثا
- وظائف الاسطورة قديما وحديثا
- الاشارة او نهوض الخير
- الاسطورة السياسية ومخاطرها
- ضوء في نهاية نفق مظلم
- المحطة
- الحلاج يزورنا كل يوم
- نظام القوة وقوة النظام
- فن المسخ في بلادي
- الافعوان والشموع
- ذكريات في متنزه الوطن
- نار وحب وأشياء اخرى


المزيد.....




- كبير مخرجي RT العربية يقدم دورة تدريبية لطلاب يدرسون اللغة ا ...
- -المواسم الروسية- إلى ريو دي جانيرو
- تامر حسني.. -سوبرمان- خلال حفله في عيد الأضحى
- أديل بفستان لمصمم الزي العسكري الروسي
- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ظاهر شوكت - هوامش على حرب المياه