أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الحسيني - حلا ل لنا .... وحرام عليكم !!!















المزيد.....


حلا ل لنا .... وحرام عليكم !!!


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يغلب على مجتمعاتنا طابع حب الاستهزاء بالاخرين وتوزيع الشتائم وإلباس الاخرين احقر الصفات , وهذا يشمل جميع مناحي الحياة , وسواء اكانوا يعلمونها او حتى تلك التي يجهلونها , فلقد نال الاخرين منا جملة من هذه الشتائم والمصطلحات المحتقرة والمهينة للاخر وبدون اي وجه حق او موضوعية تبرر هذا الاحتقار (!) حتى باتت اسماء هؤلاء الاخرين مضربا للامثال في تحقير اي انسان ((وحتى لمن كان ينتمي لوسطنا الاجتماعي المشترك)) كما في احتقارنا لليهود وللبوذيين وغيرهم الكثير من اصحاب المعتقدات الاخرى .
والأمر العجيب انه كلما زادت نقمتنا على منتقدينا ووسعت دائرة هياجنا واستنكار الاساءة لنا كلما كبرت طاوسيتنا الزائفة وكبرت معها شتائمنا ضدهم , وكاننا قد احل لنا ان ننتقد وان نسيئ وان نشتم وان نحتقر في حين أن الاخر محرم عليه ولو كرد فعل طبيعي على الافكار المتطرفة التي تحمل ضده أو على جملة هذه الاهانات التي يتم توجيهها للاخرين من البشر وبدون مسوغ .

فنحن للأسف نستهزأ من عبيد البقرة ونضحك على طقوس التبتيين ونقهقه حين نرى اليهود وهم يقفون امام حائط المبكى وهم يحركون رؤوسهم بحركتهم المعهودة , ولانحترم مشاعر اصحاب الديانات الاخرى فهم بالنسبة لنا ليسوا اكثر من قردة خاسئين وخنازير مارقين , في حين اننا لانسمح بأي انتقاد مهما قل شانه , ونزمجر ونكشر ونحرق الخرق ونقاطع البضائع ونرسل برسائل بريدية لمن نعرفهم ولمن لانعرفهم تكتب فيها احط الجمل الحاقدة واوضعها لمجرد ان فردا ((لايعبر عن مجتمعه المحيط )) عبر عن رؤيته بطريقة ما وبغض النظر ان كنت اتفق معه او لا أو ان طريقته في التعبير صائبة او خاطئة فهذا شانه لوحده , اذ لا يجوزان نعمم حقدنا ضد الكل .

وهذه الأزدواجية المعهودة والكيل بمكيالين التي اشتهر بها مجتمعنا العربي الاسلامي اثارت لدي تساؤلات موضوعية ولابأس ان اعطي الحق لنفسي في ان اذكرها ويجدر بي ان اشير بانها لا تعبر عن رؤيتي الشخصية ولكن حاولت جاهدا ان اضع نفسي بدل شخص هندوسي لئيم أو ربما بوذي مندهش وقد يجوز انه يهودي لا تنقصه روح التطرف التي نملكها او ربما مسيحي قد قرف من صراخ خطيب امام الجمعة المتكرش وهو يدعو ربه في ان يزلزل الارض من تحت اقدامه (( مع انه يعيش بين ظهرانينا وما يجري لهم يجري علينا بما فيها الزلازل والاعاصير!!!)) .
نعم .. تخيلوا ولومجرد تخيل ان هذا الشخص يرى في صبيحة يوم عيد الاضحى جميع قنواتنا الاخبارية منها والدينية حتى قنوات ((الهشك بشك)) , متابعا بتمعن طقوسنا ومراسم الحج لدينا وبدون ملل أوكلل ليفاجئني بعدها هذا الهندوسي او البوذي او اليهودي أوالمسيحي بسؤال خبيث وهو يستر ضحكة عالية داراها حفاظا على مشاعري كانسان مسلم وهو يقول لي مخاطبا :

- ياترى لماذا تهرولون وانتم نصف عراة حول مكعب حجري اسود وانتم تدعون ان دينكم هشم الاصنام والاحجار ؟؟!!
- مالمغزى من دورانكم هذا ياترى وانتم تتمتمون باصوات غريبة ؟؟!!
- اترك هذا الدوران ياصديقي المسلم واخبرني :
هل انتم اسوياء حين تقفون وتتدافعون لكي ترموا عمودا مسيجا بالحصى لدرجة ان البعض منكم يموت وهو يحاول ان يفعلها ؟؟!!
- ولماذا تقدسون جبلا لا اعرف اسمه ...؟؟!! اه صحيح تذكرت اسمه جبل عرفات .. واردف بعدها قائلا :

- مع العلم انه مجرد تلة تملؤها فضلات البشر والحيوان ويوجد اعظم واعلى من هذا الجبل ان كنتم مصرين على تقديس جبلا ؟؟!!
- فهل انتم عقلاء ام مجانين ؟؟!!

كما ذكرت آنفا هذه الاسئلة ليست من بنات افكاري او من نسج خيالي , وانما هي اسئلة يتسائل بها كل من شملناه بالسخرية من مقدساته التي هي مقدسة بالنسبة لهم كما هو حال مقدساتنا بالنسبة لنا كمسلمين , فهي اسئلة تخطر على بال غيرنا ممن لا يدينوا بديننا ولا يؤمنوا بمعتقداتنا الراسخة من الذين يجهلوا خفايا طقوسنا ويجهلوا حكمتها لدينا فهل ياترى لدينا اجوبة لأسئلتهم ؟؟!!
فجميعنا يضحك على عبيد البقرة ولكن هل جميعنا يعلم مغزى وحكمة هذه العبادة وما تتخللها من اسرار وحكم ؟؟!!
بالطبع كلا ... اذ اني اجزم بان لو شخصا يعلم ماهو مغزى سر عبادات الاخرين لما تجرأ بان يسفه نفسه قبل ان يسفه غيره ويستهزا منها ومن معتنقيها .
فلماذا لا نعامل الأخرين كما نحب ان يعاملونا ؟؟!! ((مع ان هذه السمة هي سمة اسلامية يكررها نهارا جهارا امام الجمعة !!)).
هل على الاخرين ان يحترمونا ويحترموا مقدساتنا في حين اننا نستهزا بهم نهارا جهارا وعبر مكبرات الصوت العالية ظهيرة كل جمعة او من خلال القنوات الوعظية السمجة وما اكثرها ؟؟!!

صحيح اننا كمسلمين نعتقد بان ديننا هو خاتم الاديان وهو من يجب ان يعتنقه جميع العالمين وهم صاغرين أومقتنعين, ولكن المشكلة ان جميع هذه الاديان تعتبر ان دينها متكامل ولا ياتيه الباطل من بين يديه او من خلفه لانه الحق , ولم نفكر بانهم يشابهونا بالاستغراب في كيف ان دينهم الحق لم يقنع الاخرين من بقية الخلق على اعتناقه لانه بالنسبة لهم الحقيقة المطلقة ولكن والحق يقال انهم ليسوا جميعهم يقفون بالحياة عند هذه النقطة مثل فطاحلنا الاشاوس .

و قوله تعالى : " لا اكراه في الدين " الا تعزيزا لقولي باننا من غير الصحيح ان نقف عند نقطة اما مسلم وتكون انسان او ان تكون غير ذلك وتسقط عنك انسانيتك وتصبح من المغضوب عليهم والضالين (!) .
فلقد ذكرت المآثر الاخلاقية في الدين الاسلامي ان الناس سواسية وقد كرموا بانسانيتهم قبل دياناتهم وبغض النظر عن انتمائهم فالتقوى والعمل الصالح هو من يزكي الانسان في هذه الدنيا , فلقد راينا القران الكريم دائما ما يذكر (( العالمين - الخلق - البشر)) وبحدٍ اعلى يذكر (( المؤمنين )) والذين هم لا يشترط ان يكونوا من المسلمين فقط , اي ان رب العباد في كتابه المجيد لم يقدم المسلمين على غيرهم من البشر كما يحاول ان يفسر المفسرين الاسلامويين بتفاسيرهم الغريبة العجيبة التي تجعل منهم شعب الله المختار وهذه الرؤية هي تعبر عن عقولهم القاصرة.
وعليه فمن البديهي و الطبيعي ان لكل فعل رد فعل , وان من يرمي الحجر على بيوت الاخرين فليتوقع احجارا منهم , وقد صدق يسوع الناصري حين قال " كما تدين تدان" وهناك قولة اخرى لا اعرف قائلها الاول ولكني اتمنى ان ندرك معناها جيدا وهي " احترم.. تحترم ".



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عيد المرأة وعيد الام .... وهموم المراة في مجتمعاتنا
- الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي
- الليبراليين.... والمتلونين الجدد
- هل الحكم الاسلامي هو بعيد عن صفة الثيوقراطية ؟؟!! ...... 1-2
- الفتوى بين الكسل ....... والجهل
- أصحاب الجهل المركب ... وادعاء الحق المطلق !!!
- ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب
- سبب نكسة الليبراليين في العراق (1)
- قتلوك يازعيم ....كما يقتلون العراق اليوم
- هل الديمقراطية شعار أم ممارسة؟؟!!
- التاريخ الاسلامي مابين التدليس ... والتقديس
- هل الديمقراطية شعارا أم ممارسة
- قراءة نقدية في مفهوم الشخصية البشرية عند اصحاب الفكر القديم
- العِلم اولا ثم الشعر ثانيا ايها العرب
- منهجية النقاش بين الرفض والقبول


المزيد.....




- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند الحسيني - حلا ل لنا .... وحرام عليكم !!!