أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - العشوائية والفوضى وإعادة تقسيم المحليات














المزيد.....

العشوائية والفوضى وإعادة تقسيم المحليات


إلهامى الميرغنى

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 11:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أجلت الحكومة حركة المحافظين لما بعد انتخابات المحليات،وبعض انتهاء تمثيلية الانتخابات وإرضاء كل الموالين،وبينما كانت المجالس الجديدة تعقد اجتماعها الأول لانتخاب هيئات المكاتب،صدرت حركة المحافظين الجدد وقد تضمنت إنشاء محافظتين جديدتين في حلوان والسادس من أكتوبر وإعادة تقسيم حدود المحافظات لتنفجر موجة جديدة من الفوضى والعشوائية التي أصبحت سمة رئيسية لكل القرارات الحكومية خلال العقود الماضية.
تواكب ذلك مع انتهاء المؤتمر السنوي للجمعية العربية للإدارة وإعلان الدكتور علي السلمي رئيس الجمعية أن عام 2008 سيكون عاما للتميز الإداري تحت شعار التميز من أجل البناء وذلك من خلال تشكيل مجموعة بحث لدراسة تأطير نموذج تميز عربي يستلهم قيمنا الأصيلة‏. ولا تغيب المفارقة الكوميدية المصرية فيما حدث نخبة علماء إدارة الأعمال يتحدثون عن صياغة نموذج للتميز الإداري بينما الفوضى والعشوائية هي أهم مقومات هذا النموذج في الواقع العملي!!!
يشكو المسئولين صباح مساء من تضخم عدد موظفي الحكومة ، بل أن رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة يرغب في تخفيض عدد موظفي الحكومة للنصف، بينما تفاجئ القيادة السياسية الجميع بقرار سوتيه ( مسلوق ) يتم فيه تغيير حدود عدد من المحافظات.
بداية أود التأكيد علي أهمية إعادة ترسيم حدود المحافظات وفق معايير محددة اقتصادية واجتماعية وعمرانية وبيئية تراعي مصالح السكان ورفع كفاءة أداء الجهاز الإداري من ناحية والتسهيل علي المواطنين في الحصول علي الخدمات من ناحية أخري وتحقيق مقومات تنمية متكاملة للمحافظات. لكن ذلك يحتاج لتكامل مجموعة من الخبرات القادرة علي وضع معايير للتقسيم ومشروع متكامل يمكن طرحه علي الرأي العام لمناقشته وإبداء الملاحظات عليه وبحيث يأتي التغيير بشكل ايجابي نابع من مصالح المواطنين وبموافقتهم بدلاً من الفرمان السلطاني الذي نزل علينا فجأة دون مقدمات.
إننا لم نسمع عن دراسات تعد في هذا الصدد ولو كانت موجودة نريد الاطلاع عليها ، كما أن الكثير من التفسيرات تتحدث علي أن الهاجس الأمني فقط هو الذي حكم هذه التعديلات وبحيث يعزل المناطق العمالية الموجودة حول القاهرة في محاولة لإحكام السيطرة الأمنية ، فالأمن هو المعيار الوحيد للتقسيم الجديد.
إن استحداث محافظتين يعني ديوان عام لكل محافظة بموظفين منهم البعض ينقل من محافظات أخري بالإضافة لوظائف جديدة سيتم استحداثها. محافظة جديدة يعني 13 مديرية خدمة في كل منها تموين وإسكان وقوي عاملة وتضامن اجتماعي وزراعة وتأمينات ... إلخ ، بخلاف وجود مديريات أمن وأجهزة أمنية لكل محافظة ومحاكم وأجهزة رقابية. وهنا نطرح عدة تساؤلات:
ـ هل تريد الحكومة زيادة عدد موظفي الدولة أم خفض عددهم للنصف ؟
ـ ما هي تكلفة إضافة المحافظتين الجديدتين وما هي مبررات ذلك ؟ ومن أين تدبر الحكومة الموارد اللازمة لذلك؟
ـ كم عدد الوظائف التي سيتم إضافتها لتغطية احتياجات المحافظات الجديدة ؟ ومن أين ستدبر الحكومة الاعتمادات اللازمة لهذه الوظائف؟
ـ هل سيؤدي إعادة تقسيم حدود المحافظات لتحسين مستوي الخدمات الجماهيرية أم سيؤدي لأضرار بمصالح بشر سيتم نقل ملفاتهم واحتياجاتهم من محافظة لأخرى؟
ـ ما هو مصير العاملين في جهاز مدينة 6 أكتوبر وهل سيصبحون هم موظفي المحافظة الجديدة؟ أم سيتم عودتهم لهيئة المجتمعات العمرانية؟
ـ هل تستمر هيئة المجتمعات العمرانية أم سيتم إلغاؤها؟!
ـ هل التغيرات التي حدثت في محافظة الجيزة لصالح سكان الجيزة أم ضد مصالحهم ؟!

إننا بحاجة للإجابة علي كل هذه الأسئلة .لقد ظلت مدينة الأقصر لسنوات تعامل معاملة خاصة وهي وسط مراكز محافظة قنا ونسمع منذ سنوات عن ضم مراكز جنوب قنا للأقصر في محافظة جديدة . ولكن ذلك لم يحدث ، وبقي حال قنا والأقصر كما هو بينما شهدنا ميلاد محافظات حلوان والسادس من أكتوبر ألا يعكس ذلك قدر العشوائية والفوضى في قرارات الحكومة.
لقد صدعتنا الحكومة والحزب الوطني بأغاني عن المشاركة الشعبية والشفافية.هل الفرمان السلطاني الأخير هو التعبير المصري عن المشاركة والشفافية أم أن الحكومة لا تعرف من الشفافية سوي الملابس الحريمي الشفافة!!! إلي متي يظل الشعب مجرد متلقي لقرارات فوقية لا تراعي مصالحه وتضر به وبمستقبل أبنائه؟!
لقد تظاهر أكثر من خمسة آلاف شخص في الواحات البحرية اعتراضاً علي قرار نقل تبعيتهم إلي محافظة المنيا وتم توقيف أكثر من 15 شخص . تري هل كان من الممكن أن يحدث ذلك لو تمت مناقشة مفتوحة لمسألة تعديل الحدود الإدارية للمحافظات ،وهل كان سيحدث ذلك لو شرح أصحاب التقسيم الجديد فلسفة هذا التقسيم وأثاره الايجابية والنقاش حولها!!!
إن حركة المحافظين جاءت في موعد غير مناسب ، وتغيير الحدود الجغرافية جاء في توقيت سئ يضرب المجالس الجديدة قبل أن تبدأ عملها. لذلك فإن واجب كل خبراء الإدارة والمختصين ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن تفتح مناقشة عامة حول واقع ومستقبل المحليات في مصر.
إن موظفي المحليات يعانون أوضاعاً معيشية صعبة ويحصلون علي مرتبات هزيلة وهم عصب التنمية المحلية المنشودة لذلك يجب الاهتمام بتطوير أوضاعهم ضمن رؤية شاملة للحكم المحلي.
لدينا 14 كلية تجارة حكومية بها عشرات الرسائل الجامعية الهامة عن تطوير الحكم المحلي، ولدينا نخبة من أساتذة الإدارة العامة أصحاب الخبرة والمعرفة العلمية والذي يجب الاهتمام بآرائهم من اجل تقريب المسافة بين البحوث الأكاديمية والواقع العملي.وإذا كانت الحكومة قد اتخذت فرمان عشوائي ليؤبد الفوضى فإننا نريد حوار علمي حول مستقبل الإدارة المحلية يدعي له خبراء الإدارة العامة والحكم المحلي والاقتصاد والاجتماع والسكان والتخطيط العمراني.بذلك يمكن أن نبدأ نتحرك علي الطريق الصحيح.



#إلهامى_الميرغنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاز المركزي للمحاسبات بين الاستقلالية والتبعية
- انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة
- خصخصة الرياضة وهروب عصام الحضري
- رفع الحد الأدنى للأجور فقط .. لن يصلح الأمور
- الانحياز الفني في فيلم حين ميسرة
- التأمينات الاجتماعية بين الحل الحكومي واجتهادات اليسار
- الملكية المشتركة هل هي طريق لتجاوز الرأسمالية ؟!
- قصة موت معلن
- الفساد الحكومي .. بين الواقع والتقارير المضروبة
- المقاومة الاجتماعية والعبور للمستقبل
- التغيرات في السياسة الخارجية المصرية
- عشوائية الحكومة
- إسرائيل تفوز بالمبارة بين فتح وحماس
- تأملات فى الاحتجاجات العمالية الأخيرة في مصر
- حصار حرية التنظيم النقابي
- استمرار عدوان الليبرالية المتوحشة علي الحقوق الاقتصادية والا ...
- يعيش دستور 23 .. يسقط الخونة عملاء الاستعمار
- أيها اليساريون .. لا اقتنع بما تقولون لكم أفكاركم ولي أفكاري
- عفوية الجماهير وأزمة اليسار
- صحة المصريين للبيع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - العشوائية والفوضى وإعادة تقسيم المحليات