أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام مخول - 2003 عام مناهضي الحرب والقطب البديل















المزيد.....

2003 عام مناهضي الحرب والقطب البديل


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 06:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن الحرب الإمبريالية التي قادتها إدارة الرئيس بوش على العراق الحدث الذي فاجأ العالم في العام 2003، ولا التطور الوحيد الذي هزّه. فقد كان هذا العدوان جزءا من الإنفلات الإمبريالي الذي جرى تصعيده منذ وصول الرئيس بوش إلى الحكم، وجزءا من السيناريو المعلن لهذه الإدارة وللمؤسسة العسكرية القائمة على خدمة المؤسسة الإقتصادية في الولايات المتحدة، ومصالحها الإستراتيجية الكونية، منذ إعلانها "الحرب على الإرهاب".
إن الأمر المركزي الجديد على الساحة الدولية كان في زخم الحركة العالمية المناهضة للحرب، وعمق النقمة على التحدي الفظ والإستفزاز الوقح الذي مثّله العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، كمؤشر لما يبيته المعتدون لشعوب العالم وللعلاقات الدولية والنظام الدولي القائم وقواعد اللعبة العالمية. إن المركزي الجديد في مواصفات حركة السلام العالمية التي اجتاحت بمئات ملايينها شوارع المدن الرئيسية في كل أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا، أنها لم تكن حركة مقتصرة على مناهضة الحرب في بعدها الأخلاقي والإنساني إنما حركة تجاوزت ذلك إلى مناهضة الأهداف الإمبريالية للحرب ومناهضة الليبيرالية الجديدة والعولمة الرأسمالية الشرسة ومواجهة تعميق الإستغلال والتقاطب الإجتماعي غير المسبوق والدفاع عن حريّة حركة العمل أسوة بحرّية رأس المال في التحرك، وحرية مهاجري العمل أسوة بحريّة أصحاب العمل في الإنتقال من مكان إلى آخر. وبات من غير الممكن فصل المعركة الإجتماعية عن قضيّة السلام، ومن غير الممكن موضوعيا فك الإرتباط بين الطبيعة الطبقية للحرب والطبيعة الطبقية لمناهضتها.
إن الإدارة الأمريكية وأبواقها في محاولتها إخفاء طبيعة الحرب التي تشنّها تحت يافطة "الحرب على الإرهاب" عمدت إلى البحث البائس عن مهارب، بافتعال مقولة "صراع الثقافات" والتلميح والتلويح بالبعد الديني للحرب وجذور "الإرهاب"، والغيبيات القومية، والدعوة إلى "أمركة" العالم باعتبار ذلك أداة فعّالة للسيطرة عليه باللجوء إلى إستراتيجيّة "الضربات الإستباقيّة" و "التدخّل الوقائي" ضد أية دولة قد تشكّل مصدر "خطر محتمل" والتخلّي عن العهود الدوليّة.
 إلاّ أن هذه المهارب بقيت قاصرة عن تفسير الطابع الحقيقي للعدوان، ولم يكن بمقدور غبار التدمير أن يخفي الطبيعة الطبقية الواضحة والفاضحة لهذه الحرب، ولم يكن بمقدور أي صراخ قومجي أو صخب أصولي ديني أن يستبدل التحليل الطبقي القادر وحده على قراءة المرحلة، وقراءة أزمة النيوليبيرالية وتناقضها الملازم لها ومنطقها الداخلي العدواني والإمساك بالملك
الأمريكي عاريا أمام العالم، وهو يحاول إعادة صياغة علاقات العمل على مقاس الأصولية الليبيرالية الجديدة ومصالحه الإستراتيجية وتحكّمها بالعلاقات بين المجتمعات وداخل المجتمعات سواء بسواء.

* العدوان العسكري تعويض عن عجز الليبيرالية الجديدة !
إن العدوان الذي تشنه الإمبراطورية الأمريكية على النظام العالمي القائم، وعلى جمهور العاملين، ليس نابعا عن نجاح الليبيرالية الجديدة، والإقتصاد الحرّ، وقوانين السوق، وليس نابعا عن ترسيخ فرضيتها المركزيّة المحوريّة، القائمة على تجنب تدخّل الدولة في الإقتصاد، بل أن هذه الحرب هي التعويض عن عجز الليبيرالية الجديدة، وعدم قدرة فرضيتها الرئيسيّة على الصمود إلاّ بالإعتماد على  تدخّل الدولة الفظّ والسافر عسكريا.
إن ما يجري هو أن "زعيمة العالم الحرّ" وزعيمة "الليبيرالية الجديدة" لا تستطيع الإكتفاء بالإعتماد على "قوانين السوق"، و "الحريّة الإقتصادية" و "عدم تدخّل الدولة"، سبيلا لضمان المصالح الإستراتيجية الإقتصادية للشركات الأمريكية، ( أو للتدقيق، مصالح شركات عائلة بوش وعائلة تشيني (نائب الرئيس الأمريكي) النفطيّة)، وممثلي كارتيلات الصناعات النفطيّة والعسكريّة، بل اضطرّت أن تلجأ إلى الإعتماد على أبشع أشكال تدخل الدولة في الإقتصاد، من خلال حربها الإمبريالية الإرهابية المتواصلة لفرض الهيمنة الإقتصادية والعسكرية الأمريكية بالعدوان السافر والإحتلال والإستعمار، وهي تقوّض بذلك الأساس المحوري للفكر الليبيرالي الجديد والقديم سواء بسواء، وتمزّق الأقنعة عنه.
والليبيرالية الجديدة التي تجري في سياقها الحرب ومناهضة الحرب لم تكتف باللجوء إلى قوّة الدولة وتوظيف وزنها في العلاقات بين المجتمعات فقط، بل لجأت إلى توظيف وزن الدولة لحسم العلاقات داخل المجتمعات أيضا. فالهجوم الكاسح على مكتسبات طبقة العاملين وعلى دولة الرفاه وعلى مستوى المعيشة، وسياسة الخصخصة، يتم ليس من خلال تخلي الدولة عن دورها في الإقتصاد (كما يفترض الفكر الليبيرالي)، بل على العكس، فإنه يتم من خلال تدخّل الدولة الشرس كأداة قمع تفرض تغييرا في العلاقات داخل المجتمعات وتعيد صياغتها من خلال إخضاع مصالح الغالبية الساحقة لحاجات الربح الجشع لفئة ضيّقة جدا من كبار الرأسماليين. فالدولة القوميّة لا زال لها دور حاسم في قمع الإحتجاج والنضال الطبقي لضمان مصالح الرأسماليين، وتنفيذ متطلبات البنك الدولي، ومماشاة صندوق النقد الدولي، والتجاوب مع إستراتيجيّات الدولة العظمى، وسيبقى هذا الدور مهما تعمقت عمليّات العولمة الرأسمالية وبناء المؤسسات المشتركة على المستوى الأوروبي أو العالمي. هذه الدولة ستبقى مجنّدة في ظل الليبيرالية الجديدة لضمان استمرار التقاطب الإجتماعي المرعب في المجتمع الرأسمالي، بين المجتمعات وداخل المجتمعات في العلاقات بين الدول وداخل هذه الدول.
إن العجز الفكري والأخلاقي لليبيراليّة الجديدة يهمّش السؤال حول مجرّد مجرّد تدخّل الدولة أو عدم تدخّلها في الإقتصاد والمجتمع، ويجعل السؤال الجوهري الفارق: لصالح من تتدخّل الدولة ؟  لضمان مستوى معيشة العاملين ومصالح الغالبيّة العظمى في المجتمع، أم تتدخّل لقمع الأكثريّة وضمان التقاطب لصالح قلّة ضئيلة من المستغلّين ؟! حول هذا تشتدّ المعركة مع الحرب الإمبرياليّة الأمريكيّة.

* التأسيس لقطب بديل !
في سياق الفكر الليبيرالي الجديد حاولت الدولة العظمى على مدى عقد من الزمن أن ترسّخ في أذهان العالم بما في ذلك حلفائها في أوروبا الغربية وروسيا القناعة بأننا نعيش في عالم القطب الواحد، وأن على دول العالم والشعوب أن تذوّت هذه الحقيقة، عالم القطب الأمريكي، قطب الدولة العظمى، قطب الليبيرالية الجديدة، وأن هذه هي الصورة النهائية للتاريخ "نهاية التاريخ"، و "نهاية الأيديولوجيا" بعد انهيار الإتحاد السوفييتي... وقد تكون الولايات المتحدة في العالم اليوم دولة عظمى بدون منازع، لكن الحرب على العراق، ومناهضة الحرب، وحركة السلام العالمية، والتورط في وحل العراق، قد تنسف هدأة بال أصحاب مقولة القطب الواحد.
فالحرب على العراق أبرزت تبلور معادلات وتحديات أخرى، جذورها عميقة ليس في الموقف الأخلاقي فقط والإنساني من قضيّة الحرب والسلم العالمي، والعدوان على شعب آمن من قبل دولة عظمى، ودون مبرر مقنع، بل راحت مناهضة الحرب، تستند إلى قراءة صحيحة للطبيعة الشمولية للعدوان، والطبيعة الإمبريالية للحرب، والحاجة إلى تحرّك ضحايا هذه السياسة إرتباطا بالمآسي النابعة عن النظام العالمي الجديد، وعن الليبيرالية الجديدة في كل بقاع الأرض، وأصبحت مناهضة الحرب، ليست عملا تضامنيا مع الشعب العراقي فقط، بل عملا دفاعيّا وجوديا للشعوب وحريّتها وحقوقها ولشرائحها العاملة، والباحثة عن عمل في مواجهة شراسة الليبيرالية الجديدة والتقاطب الإجتماعي والفقر وتحويل المراكز الصناعية إلى قلاع لا يخترقها مهاجرو العمل، وانضوى تحت راية الحركة المناهضة للحرب سيل كبير من التنظيمات السياسية والإجتماعية وضحايا العولمة الرأسمالية وضحايا السياسات الليبيرالية الجديدة، ومن القوى السياسية المعارضة للحرب، وفي مركزها الأحزاب اليسارية والشيوعية، مبشّرة بأنه لن يكون هناك قطب واحد فقط "لا عالم القطب الواحد"، ولا "مجتمع القطب الواحد"، لقد شكّلت هذه الحركة المناهضة للحرب فرصة للشعوب، لإعادة إكتشاف وزنها، من خلال مئات الملايين من البشر في شوارع الدّنيا، يعلنون - أنه في مواجهة قطب المستغلين، لا بدّ أن ينشأ قطب المكافحين ضد الإستغلال. وإزاء قطب الحرب - لا بدّ من بناء قطب معارضيها، ومقابل قطب الإمبريالية يجب إستنهاض قطب المعادين للإمبريالية، ومقابل عولمة السوق الرأسمالية سيتعاظم قطب عولمة الحقوق والعمل.
إن زخم الحركة المناهضة للحرب، قد فاجأ العالم، وفاجأ قوى الحرب والعدوان، وشكّل ولا يزال يشكّل تحديا حقيقيا نحتاج إلى تطويره وبلورته أساسا لقطب ثان، قطب الشعوب، قطب ضحايا العولمة الرأسمالية، والحركة الشعبيّة المعادية للعولمة "المؤمركة"، قطب المنتديات الإجتماعية العالميّة والمتضررين من الليبيرالية الجديدة في كل مكان. ليس ردّ فعل إنما حركة فاعلة، ليس حركة فوقيّة مناهضة للعولمة فقط (على أهميتها)، بل حركة شعبية تتحرّك في كلّ مكان وفي تزامن مع الآخرين، أرجلها على الأرض، مرتبطة بأوسع الشرائح لتجنيدها للمعركة بكل أبعادها، متداخلة مع الأحزاب الشيوعية في بحثها عن مخرج للأزمة في تجاوز للمجتمع  الرأسمالي، وليس إدارة الأزمة في إطاره. فالحرب الإمبريالية الكونيّة لم تنته في العراق، ولن تنتهي في الشرق الأوسط ومحاصرتها لن تكون موضعيّة بل في إطار حركة كونيّة، وأمميّة ديمقراطيّة وإنسانيّة من شأنها أن توازن الخلل السائد في ميزان القوى المادّي، وأن تواجهه عبر نضال طويل ومثابر ومتعدد الأشكال والقوى على امتداد العالم.

* حرب إرهابية على الديمقراطية!
الحرب التي شنتها إدارة الرئيس بوش ولا زالت تشنها على العالم، وعلى قواعد اللعبة السياسية والنظام القائم في العلاقات الدولية، لم تبدأ حقيقة بعد تفجيرات 11 سبتمبر2001 بل سبقتها، ولم تنته في أفغانستان أو العراق بل ستتواصل بعدها، وهي ليست حرباَ على الإرهاب بل هي جزء منه.
والحقيقة أيضاَ، أن إدارة بوش صاغت ملامح هذه الحرب على أنها حرب غير محدودة بزمان وغير محدودة بمكان، كما يليق بإمبراطورية القرن الحادي والعشرين، ولا تقتصر على تحقيق هدف بعينه، تحققه فتأتي الحرب على نهايتها، ولا تقتصر على إحتلال بلد أو إسقاط نظام تنتهي منه فتأتي على نهايتها. إنها حرب يراد لها منذ إعلانها أن تصبح حاله عالمية مستديمة، متواصله من الإخضاع العسكري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي للشعوب، على مقاس المصالح الأمريكية الإستراتيجية وشركاتها الإقتصادية، لا تكتفي في إطارها الولايات المتحدة بالتدخل في شوؤن الشعوب والمجتمعات والدول، بل تتداخل في حياتها وتتحكم بمصائرها وفكرها وثقافتها، ولغتها السياسية السائدة.
لقد استغل الرئيس بوش مؤخرا منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليبشر العالم بوقاحة وصلف بالتزامه بتغيير الأيديولوجيات في منطقة الشرق الأوسط، ونشر الديمقراطية فيها!
ويأتي ذلك في وقت تكذب فيه إدارة بوش المتطرفة، حين تدّعي أن هذه الحرب المستديمة هي حرب" الديمقراطية على الأرهاب" ، بينما هي في الحقيقية حرب إرهابيه على الديمقراطية، وعلى حقوق الإنسان وحريات الشعوب، وتحررها ومكاسب العاملين وإنجازاتهم ، ليس في أفغانستان والعراق وفلسطين فقط، بل في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أيضا،َ وفي أوروبا وإسرائيل، وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيّة.
في ظل ادعاء "الحرب على الإرهاب" تتعرض الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطن إلى حملة من الإخضاع الشامل، لمتطلبات النزعة الأمريكية العدوانية، التي باتت ترى بالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان عائقا أمام مصالحها المشبوهة، من حقها أن تدوسه وتتجاوزه إذا تطلبت مطامحها الإستراتيجية ذلك، في مرحلة جديدة ، تنفلت فيها القوة الأمريكية العسكرية ، لإعادة صياغة العلاقات الدولية على أسس جديدة، يجري ترسيم حدودها بحاملات الطائرات وصواريخ " التوماهوك" ، والتهديد الإجرامي الإستفزازي باستعمال السلاح النووي الأمريكي التكتيكي والإستراتيجي بحجة التفتيش عن منشآت نووية، وخطر التسلّح النووي في العراق أو إيران أو كوريا الشمالية.

* إسرائيل: إنكار الإحتلال بحجّة الإرهاب !
وتعمل إسرائيل الرسمية والمتنفذة على الإنخراط الكامل والمطلق في السياسية الأمريكية الكونية، وتعمل على إستغلالها من خلال تقمص الدور الأمريكي وخدمتة ، وتقمص الثقافة الأمريكية السياسية، واللغة السياسية التي تفرزها إدارة الرئيس بوش، كي تسطيع أن تعشش في مسامات النظام الجديد للعلاقات الدولية، وتتبنى أيديولوجية العدوان من أجل تبرير ودفع عدوانها هي، ومن أجل إخفاء الطابع الحقيقي لحربها التدميريّة على الشعب الفلسطيني، وإخراج هذا الصراع أصلاً خارج التاريخ وخارج الواقع وخارج مسألة الإحتلال- لتجعل منه صراعاً لا تاريخياً، صراع حضارات جذوره في الدين الإسلامي وتجعل من نضال الشعب الفلسطيني الوطني التحرري ليس إرهاباً فقط بل جزءاً من الأرهاب العالمي، الذي تشن أمريكا الحرب عليه. لقد كان إيهود براك- الأكثر فظاظه في محاضرة في نيويورك في أيلول الماضي حول" الإرهاب العالمي" جاء فيها:
"علينا أن نعترف بأن الإرهابيين الراديكاليين المسلمين، لا يكرهون الولايات المتحدة والعالم الغربي، لأن هؤلاء يدعمون إسرائيل- العكس هو الصحيح، إنهم يكرهون دولة إسرائيل لأنها تبدو في نظرهم حصناً متقدماً لأسلوب الحياة الغربي، وللديمقراطية - حصناً محاطاً بمحيط من المسلمين والعرب". وكأن مسألة العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني والتنكّر لحقوقه ونكبته وإنسانيّته ليست جزءا من قواعد اللعبة، وإسرائيل لا تتحمّل مسؤوليّة تاريخيّة فيها. ويضيف براك: "الخلاف مع الفلسطينيين-ليس مرتبطا بالإحتلال بل هو نابع عن الإرهاب". لقد حاول الثنائي براك وشارون منذ ثلاثة أعوام إغتيال العقل واغتيال التاريخ، وإخراج الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خارج حدوده التاريخيّة، إلى عوالم الثقافة والدّين والعقليّة والسيكيولوجيّة، ليصبح صراعا أبديّا يجب إدارته ولا يمكن حلّه، في محاولة للهروب من مستحقّات الحلّ السلمي، والتهرّب من إنهاء الإحتلال والإستيطان وتبرير العدوانيّة الإسرائيليّة، أسوة بتبرير الحرب الأمريكيّة على أنها حرب "الديمقراطية الإسرائيلية على الإرهاب الفلسطيني" في هذه الحالة. وإذا كان العام المنصرم هو عام مناهضي الحرب وتبلور القطب البديل عالميّا، فإنه عام مناهضي الحرب ونشوء القطب البديل إسرائيليا، عام مراكمة الوعي السلامي البديل، أبطاله رافضو الخدمة العسكريّة في جيش الإحتلال والطيّارون الرافضون قصف الأحياء السكنيّة الفلسطينيّة، أبطاله ضبّاط النخبة الرافضين للمشاركة في جرائم الحرب، إنّه عام الباحثين عن مخرج سياسي، اللذين أسقطوا فرضيّات الحرب التي أسس عليها الثنائي براك وشارون بعدم وجود شريك فلسطيني للحل، وغياب قاعدة سياسية يمكن تأسيسه عليها. إنه عام صمود الشعب الفلسطيني، عام القطب البديل إسرائيليّا، قطب محاصرة الحرب والعدوان والإحتلال، قطب المعركة على انتصار السلام العادل، سلام الشعوب، بحق الشعوب. فلنملأ العام الجديد بانتصارات القطب البديل.

* عضو البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، السكرتير العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب لصالح المستوطنات- والطريق لسلام اسرائيلي- فلسطيني


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام مخول - 2003 عام مناهضي الحرب والقطب البديل