ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 05:21
المحور:
القضية الفلسطينية
ليست القضية في اعتراف حماس المشروط بإسرائيل أو عدمه, بقدر اعترافها المباشر بفلسطين, مع العلم أن الكل يتسابق للاعتراف بإسرائيل أو يسعى للتطبيع معها, اعتراف حماس بفلسطين لا ككيان بل كمكونات سياسية هو المطلوب في هذه المرحلة من عمر القضية التي تدخل عامها الستين.
تدرك حماس جيداً أن أعباء هذا الاعتراف ثقيلة ولا طاقة لها بحمله, لذلك تقول ما تريد وتفعل ما تشاء, اختلف الآخرون معها أو اتفقوا, والأرجح أنهم يختلفون.
قطار التسوية انطلق منذ عملية أوسلو, وسيستمر في الانطلاق حتى بلوغ المحطة الأخيرة, صحيح أنه يسير ببطء شديد, وأن المحطات التي مر بها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة, ولا جديد يحمله على صعيد القضية الفلسطينية برمتها, فالأجدر بحماس أن تحدد موقفها الثابت تجاهه, لا أن تصعد إليه, مرة بحجة حقها في المشاركة بالسلطة التي أتى بها, ثم تترجل عنه أو تنقلب عليه مرة أخرى, بداعي أن ما بداخله من فساد لا يطاق احتماله, ولا بد من إنزال مما فيه مهما ارتفعت الأثمان.
هذا الموقف ينطوي على الازدواجية المكشوفة, بالقول: نحن مع الدولة من دون إسرائيل, وضد الدولة التي ستجاورها إسرائيل كأمر واقع, فليس المهم ألا تعترف حماس بإسرائيل ككيان محتل للأرض الفلسطينية, المهم أن تعترف بالداخل الفلسطيني المشكل للدولة المستقبلية, أو على الأقل لتعترف برفاق السلاح كما يقال, اعترافها جزء أساسي متمم للوحدة الوطنية المفقودة على الساحة اليوم, والبديل الجاهز عن الوحدة, هو التنافر والتناحر الذي يصل إلى حد التقاتل كما هو حاصل اليوم.
لقاءات حماس مع المسؤولين الغربيين كاللقاء الأخير الذي جمعها بالرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر, لا تنفع بشيء ولا تلين موقفها الذي غدا جزءاً من سياسة محور إقليمي, يستخدمها كورقة ضغط وتفاوض وقتما يشاء, ولا تستطيع استخدامه بما يخدم أهدافها بالتحرير, هذا التغير المفاجئ الذي طرأ على سياسات حماس, لم يكن مسموحاً به في عهد مؤسسها الراحل الشيخ أحمد ياسين.
إذا كانت حماس تبحث عن تهدئة شاملة في غزة والضفة, فإلى أين تسير بغزة, إلى الحصار والإغلاق أم إلى اقتحام الحدود غير المقبول مع مصر?, أما فلسطين فآخر ما تفكر, لأن التفكير بفلسطين, يستدعي الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل وحيد معترف, وهي الآن ليست بوارد الاعتراف.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟