سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:58
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الأنباءُ التي تَبْـلغُني ، شخصياً ، من مدينة الثورة ، ببغداد ، مُقْلِقةٌ حقاً .
آخر رسالة تلقّـيتُها كانت من رجلٍ لا أعرفه ، سقط صاروخٌ أميركيٌّ على مقرُبةٍ من منزله . يقول لي هذا الرجل إن الصواريخ والقذائف الأميركية تستهدف المدنيين المكشوفين .
الرجل ليس مناصراً الصدرَ وجيشـَـه ، ومن هنا يؤخَذ كلامه مأخذاً موضوعياً .
هل الأميركيون مستعجلون إلى هذا الحدِّ في محاولتهم إخضاعَ العراق ؟
هل يشعرون بأن الوقت سلاحٌ صارَ يعمل ضدَّهم ؟
بالأمس تعرّضت مدينة البصرة ، واحة المدُن ، لأعنف قصف مدفعيّ ، ولأشدّ الغارات الجويّة ضراوةً .
نفّذَ الأميركيون والبريطانيون تلك المجزرة .
والمجزرة متواصلةٌ حتى الآن ، بدعوى " القبض على المطلوبين " .
دَورُ مدينة الثورة حلَّ :
الخطط الموضوعة منذ زمن ، وأعمال الاستطلاع التي كانت مستمرةً ، توضَع مستلزَماتُها موضع التطبيق هذه الأيام .
المسألة ، في مدينة الثورة ، أبعدُ من عملية اقتحام .
الاقتحام حصلَ منذ وقتٍ طويلٍ .
الآن حلَّ موعدُ الدمارِ الشاملِ . حلَّ موعدُ الإجهازِ على المدينةِ ، بِـنْــيــةً وبشــراً .
حلَّ موعدُ إبادةِ هذه القبيلةِ الهندية الحمراء ، التي تجرّأتْ على رفعِ السلاح في وجه المستعمِرِ الأبيض .
والصمتُ مطْبِقٌ !
الساسةُ ، داخل العراق ، وخارجه ، صامتون .
الكتّاب والفنّانون العراقيون صامتون .
الصحافيون صامتون .
الله ، صامتٌ أيضاً .
لا أحد يُكَــبِّرُ انتصاراً لمدينة الثورة المستباحة .
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟