أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية














المزيد.....

إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 05:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أراد أحد الفلاسفة أن يصور عملية الإستعباد الأولى ، فكتب وصفاً تصويرياً تخيلياً لها ، جعل فيه شخصان يتقاتلان على السيادة ، و كان الصراع بينهما حامياً ، أو لنقل صراع حياة أو موت ، قاتل أو مقتول ، و في أثناء شدة الصراع ، و إحتدامه ، و بينما قرع السلاح يرتفع ، و الضربات العنيفة تنهمر ، تسرب الخوف من الموت إلى عقل احداهما ، فألقى السلاح ، و أعلن الإستسلام ، مفضلاً الخضوع للأخر مع البقاء على قيد الحياة ، على الإستمرار في القتال ، و ما يحمله الإستمرار من إحتمال الموت ، فكانت النتيجة أن قام المنتصر بوضع المهزوم أمام محراثه ، ليحرث له أرضه ، فكان بذلك المهزوم هو أول كائن يتم إخضاعه لإرادة بشرية ، أو أول كائن يتم إستئناسه .

القصة بالطبع تخيلية ، و لكنها رائعة في وصفها ، بليغة في تشبيهاتها ، فحين نتمعن فيها ، ستتكشف أمامنا حقيقة أن البشر كانوا في البداية جميعاً أحرار ، سواء مادياً ، أو بالإرادة ، و كذلك سواسية إجتماعياً ، فلا مقامات ، و لا سادة ، و لا عبيد . ثم جاءت الفروقات ، حين ظهر بعض الأشخاص الذين تشربت أنفسهم بروح الرغبة في السيادة ، فقرروا أن يغامروا بحياتهم ، و يركبوا المخاطر في سبيل السيطرة ، فكانوا هم طبقة السادة ، و في مقابل أولئك ، و على الجانب الأخر ، كان هناك من آثروا الحياة ، بأي شكل ، و في أي مرتبة إجتماعية ، خوفاً من فقد حياتهم ، فكانوا هم طبقة الخاضعين ، أو المحكومين .

و في غياب قيم الحرية ، قام السادة بتوريث إمتيازاتهم ، التي حازوها بشجاعتهم ، إلى خلفائهم ، فكانوا هم الأستقراطية ، و ورث أيضاً الخاضعين خضوعهم ، إلى من جاء بعدهم من نسلهم ، ليكونوا هم عموم المحكومين ، ثم أن طبقة السادة قامت بخبث بتأكيد إمتيازاتها عبر سلسلة طويلة من القوانين و الأعراف الإجتماعية ، التي تراكمت بمرور الزمن ، لتحفظ تلك الفروق ، عبر وضعها في إطار يعطيها الشرعية ، فتتقبل جماهير الخاضعين خضوعهم ، و يصبح ذلهم شيء طبيعي .

الوضع المصري الحالي ينطبق عليه التشبيه السابق ، فهناك طبقة سادة محدودة في القمة ، ورثت وضعها ، أو صعدت له بأساليب بعيدة عن الشفافية ، و هي تحكم مصر بإرادة مطلقة من أي قيد ، و تأكل خيرها وحدها ، و تستعبد بقية الثمانين مليون مصري ، بمجموعة من القيود ، المسماة دستور و قوانين ، التي وظفتها لخدمة الحفاظ على إمتيازاتها ، فجعلت بذلك أي محاولة لتغيير الوضع ، و تصحيح الأمور ، هي خروج على الشرعية ، تستحق السحق ، و على الجانب الأخر ، هناك الملايين ، و الملايين ، من المصريين ، الذين آثر أغلبهم الخضوع ، خوفاً على حياتهم ، فقبلوا العيش في وضع أقرب ما يكون إلى العبودية .

لست ضد أن يكون هناك دستور ، و قوانين ، فأين هو المجتمع الحديث الذي يستطيع الإستغناء عن القانون ؟ و مثلما لا أنكر أهمية القانون ، فإنني لا أنكر الحقيقة البديهية أن هناك في أي مجتمع طبقات ، و لكني ضد أن يكون الدستور مسخر لخدمة فئة ، و القانون ظالم ، و العدالة معطلة أو منحرفة عن صراط الحق ، لخدمة الطبقة الحاكمة ، أو لخدمة أي إنسان أو مجموعة ، و ضد أن تحتكر مجموعة معينة الحكم ، و تستعبد الأخرين ، فتسرقهم ، و تسخرهم لأغراضها ، فتنعدم فرص البسطاء في النهوض ، و الخروج من فقرهم ، و التخلص من حرمانهم ، و تتلاشى حقوق المواطنين في المشاركة في حكم بلدهم ، و إدارة دفة شؤون مجتمعهم ، سواء بالإنخراط في العملية السياسية على أي مستوى ، حزبي أو نقابي ، أو غير ذلك ، أو عبر الإقتراع الشعبي الحر ، على كل المستويات .

إنني - شخصياً - لا أؤمن بأن هناك مستضعف بالقسر ، فكل مستضعف إنما هو مستضعف بإرادته هو ، ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى ، و أرض الله واسعة ، هكذا كان أجدادنا يفعلون ، فكانوا يفرون من الظلم ، و هذا في أضعف الأحوال ، و في أفضلها يثورون ، و تاريخ مصر عامر بالثورات في كل حقبة تاريخية ، فلسنا شعب خانع أو ذليل ، كما يروجون ، و كما يريدون أن يطبعوا في أذهاننا ، نحن شعب الثورات ، نحن شعب الحرية .

فيا من لازلت تجر المحراث للطغاة ، إلى متى ستجر لهم المحراث؟

متى ستخلع محراثك ؟

متى ستنضم إلى الأحرار ، فهناك الكثير ممن سبقوك إلى الحرية ، و خلعوا نير الإستعباد ، و يكافحون الأن الإستبداد و الفساد ؟؟؟

إلى متى ستظل تقبل بمكانة العبد ، و منزلة الخادم ؟؟؟

إلى متى ستأكل حنظلهم ، و تتجرع مرهم ؟

إلا تتوق للحرية ؟ ألا تتوق للعدالة و الرفاهية ؟؟

إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها كنعان و ليست فلسطين ، و هم الكنعانيون ، و ليسوا فلسطيني ...
- لنحبط معاً إقامة مؤتمر ويكيبيديا بالأسكندرية
- روسيا تحتاجين إلى حلفاء ، فالردع النووي لا يكفي
- إنتصار ماراثون ، إنتصار لكل الإنسانية
- لنقيم جنازات شعبية رمزية لشهداء السادس من إبريل
- تحية إلى محلة الثورة ، و تحية إلى كل أبطال ثورة 2008
- التغيير سيكون مصرياً ، لا إخوانياً
- معاً من أجل يوم و نصب المعتقل المجهول
- لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً ...
- الخبز قبل المفاعلات ، يا لويس مصر
- جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه
- عليك بحماية مدخراتك زمن الشدة المباركية
- معركتك الحقيقية ليست أمام مخبز ، أو كشك لبيع الخبز
- أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة
- الدم المصري ليس حلال على أحد
- المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
- الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا ...
- الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
- أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو
- إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية