أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع بتي حنا - هذا لاعبنا السياسي مِن المأسي جابْ فرخة















المزيد.....


هذا لاعبنا السياسي مِن المأسي جابْ فرخة


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    


في السويد , ومع العدو باتجاه فصل الصيف , حيث تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع ويطول النهار وتقل ساعات الظلام , يجد الاطفال سعادتهم الحقيقية في وقت اضافي بعد انتهاء الدوام في مدارسهم ,للخروج الى الساحات والمتنزهات والملاعب, وقضاء سويعات يستنشقون الهواء الطازج . وهكذا عاد طفلي , البالغ من العمر تسع سنوات , الى برنامجه اليومي في الخروج مع اصدقائه ليعود قبل الظلام , منتشيا مرتفع المعنويات , يعرف تفاصيل مهماته بعد عودته , و المتضمنة حمًام ساخن ومراجعة مواد اليوم الدراسي التالي بانتظار العشاء ثم مشاهدة التلفزيون قليلا والنوم .
الحمام , بالنسبة له , ذو طقوس خاصة حيث يشمل سماع سمفونية متعددة الاجزاء , ففي البداية يبدأ بتلاوة الصلوات التي اعتاد على تلاوتها في قداس الاحد باعتباره شماسا في الكنيسة , ثم ينتقل الى بعض المقاطع من الاغاني الاثورية والبرطلاوية التي يحفظها , ولانه وصل الى السويد وعمره ثلاث سنوات , فلم تسنح له الفرصة في تعلم العربية , بل بدأ في تعلمها هنا في السويد قبل فترة وجيزة , ولذلك فهو الان في مرحلة تعلم الحروف وبعض الكلمات البسيطة , لكنه انسجم كثيرا مع اغنية فرحة العراق ( لحسام الرسام ), التي لاقت شهرة كبيرة بعد فوز المنتخب العراقي بكرة القدم , وحفظها من كثر تكرارها دون ان يعي قسما من معاني كلماتها . لقد كان حقا ملفتا للنظر ان اسمع , بينما كنت اشاهد نشرة الاخبار , صوتا قادما من الحمام يغني بصوت جهوري ( هذا لاعبنا العراقي من المأسي جاب فرخة ) , فذهبت وقلت له منبها ان الصحيح هي ( فرحة بالحاء وليس فرخة بالخاء ) فأجابني وهو ينتشي بالماء الحار ( وهل هنالك فرق بين الحاء والخاء سوى نقطة واحدة , أمن أجل هذه النقطة اتعبت حالك وجئت الى الحمام ! ) . عُدت مبتسما الى متابعة اخبار الوطن ووجدت ان طفلي العزيز ربما كان يقصد لاعبنا السياسي , وليس لاعب منتخبنا الرياضي , وهو الذي يأتي لنا على الدوام بفراخ اقل ما توصف به انها ( كفراخ الجمعية ) لدى اخواننا المصريين, حتى ان هؤلاء اللاعبين السياسيين قد أرغمونا , من فرط خيبة الامل فيهم , الى ان نقتصر كل امانينا وطموحاتنا في فرخة يجتمع عليها الاحبة , وهكذا , لم يُخطئ إبني الصغير , فقد أصبحت فرختنا فرحة وفرحتنا فرخة !

لا أحد يشك في عدالة الخالق , تبارك وتعالى , فيما اصاب و يصيب خليقته , افرادا وجماعات , من نِعم وتجارب . ففي الوقت الذي شاءت حكمته , جلً جلاله , ان تبتلي قبائل وشعوب بمخاطر ثورة البراكين التي تسكن تلك الشعوب والقبائل بالقرب من افواهها , كما أُبتليت شعوب اخرى بوقوعها تحت الخط الزلزالي , واخرى بالمجاعة والفقر وهكذا هلم جرا , كان نصيب العراق تجربة وبلوى من طراز خاص تتمثل في نخبته السياسية التي تتولى امور و شؤون ادارته وقيادته . ربما حسدنا البعض عندما راح يقارن بلواه وتجربته مع تجربة وبلوى العراق , ولكنه يقينا اعاد التفكير في نظرة الحسد , بل ربما انقلبت تلك الى شعور بالشفقة , عندما رأى و يرى اي ثمن دفعه ويدفعه العراق استحقاقا ليلوى النخبة السياسية التي أُبتليَ بها . فلقد بدأت بالظهور جليا اعراض هذه البلوى مع سقوط النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري , وليس من الحياد والانصاف قط ان يحاول كائن من كان , بدافع العقد الشخصية في اغلب الاحوال , تلميع صورة اي من هذه العهود لان التالي هو وليد , بشكل من الاشكال , لمن سبقه , دون ان يعني هذا اننا لانتفق جميعا في ان صورة كل مرحلة من تلك المراحل قد تتباين في اسودادها وجرائمها واثارها وعواقبها عندما تدخل ساحة المقارنة النسبية مع شقيقاتها من تلك المراحل .

ربما يكون من السذاجة ان يأمل المواطن خيرا من احتلال بلده , ومع ذلك , وفي لحظة غمرها الشعور العارم بالرغبة والامل في ان يتخلص الوطن من بلوى النخبة السياسية كرد فعل غاضب على الثمن الباهض المقدم على مدى عقود وعقود, اعتقد البعض , في تلك اللحظة , ان الاحتلال المتخم بالمساوئ ربما ستكون له ( حسنة ) واحدة وعلى افتراض حسن النية بحظوظها الضعيفة , في ان النخبة التي جاءت مع دباباته وهمراته والتي امضى معظم رموزها في دول الغرب فترة طويلة سمحت لهم بان يغرفوا , لو شائوا , من السمات الايجابية للعقلية السياسية الغربية , و التي تجعل من الشعور الوطني الفيصل في العمل السياسي , سيعرضون حقا نماذج من التصرف السياسي تعكس ,كما يتوقع المنطق , الصورة التي تتناسب مع الاطار التي اتخذوه لانفسهم كشخصيات يدعي معظمها انها تملك شهادات عالية وخبرة كبيرة بالاضافة الى المعايشة والاحتكاك الدولي المشار اليه سابقا. نحن هنا كما قلنا نفترض حسن النية لدى الجميع في حوار هادئ ونُسقط جانبا كل حديث عن الخيانة والعمالة والتعاون مع الاجنبي على اساس ايجاد حل بسيط للمعادلة على اساس التثبيت الاني للمتغيرات الاخرى . لكن المتابع اليومي لاداء معظم العناوين السياسية العراقية التي برزت بعد الاحتلال يُصاب بخيبة امل كبيرة حيث لايرى مع هذه العناوين بصيصا شاحبا من الامل في نهاية النفق المظلم .

فاذا اعتمدنا , مُكرهين , نظام المحاصصة المقيت , نرى ان التمثيل الشيعي لم يتمكن على الاطلاق تقمص دور السلطة الوطنية التي لايحوم حولها شبهات التبعية للاجنبي . يظهر في اغلب الاحيان عناوين هذا التمثيل وكأنهم ( تُجار الفرصة ) الذين وجدوا انفسهم فجأة في السوق يتحكمون فيه ويدركون ان وجودهم فيه فرصة وقتية ينبغي عليهم استثمارها والاستعداد الدائم لمغادرة هذا السوق . لقد تمكنت العناوين الشيعية , وبنجاح كبير, ان تؤكد الانطباع لدى جمهور كبير من الشعب العراقي في ان دور المعارضة هو القدر الأسلم والأصوب لها وللاخرين. اما التمثيل السني فهو يعيش تخبطا كبيرا, حيث انه ولحد الان لم يصحو من اثر الصدمة التي حلًت عليه كالصاعقة عندما وجد نفسه في موقع المعارضة , لقد لعب التمثيل السني العاجز دورا كبيرا في الاساءة لهذه الشريحة المهمة كونه قد ألصق بها الفشل في لعب دور المعارضة ليضاف الى تهمة الفشل في الحكم سابقا . لسنا هنا في معرض الحديث عن بعض العناوين في التمثيلين الشيعي والسني والتي تعمل تحت الخيمة العراقية الواحدة بعيدا عن روح المحاصصة لكنها , اي هذه العناوين , وللأسف ليست جزءا رئيسيا في القرار التنفيذي او التشريعي الرسمي . اما التمثيل الكردي فليس من ينكر ان الافق السياسي واضح المعالم في اغلب العناوين السياسية الكردية التي اظهرت وتًظهر دهاء وشفافية في ممارسة اللعبة السياسية , إلا ان هذا الافق السياسي بقي على الدوام يعاني من تهمة النظرة اليه على انه افق تحدده المصالح القومية على حساب المصالح الوطنية , وهكذا يرى الكثيرون في بعض العناوين السياسية الكردية كالدكتور( برهم صالح ) مثلا على انه ( نوري السعيد ) المنحدر من اصول كردية. يبقى التمثيل الكلداني السرياني الاشوري الذي يعاني كون البيئة السياسية التي انجبها الاحتلال ليست مناخا منعشا له , بل على العكس خانقا لفرصه , ناهيكم عن المستنقعات الداخلية التي وجد, او أدخل , نفسه بها بعد الاحتلال مما جعل ( فرخته السياسية ) تشكو من الهزال مع مرور الايام .

لو افترضنا جدلا تحقق احدى قصص الخيال المحكية , حيث يجمع الخالق , جلًت قدرته , الشعوب والقبائل ليلقي كل منها ( بلواه وهمومه ) على سجادة يجتمعون حولها , ثم يأمر كل منهم ان يختار ما يراه مناسبا وخفيفا فقرر في النهاية كل منهم ان يرضى ببلواه وهمٍه . بعد هذه التجارب المريرة والمأسي في العراق , ألا يذهب شعب العراق الى التخلي دون رجعة عن بلوى الابتلاء بالقادة ومقايضتها بالفقر وانعدام النفط , بل حتى ربما بالزلازل والبراكين , مَن يدري , ربما عند ذاك ستكون فرحتنا اكثر من مجرد فرخة , لكن المعضلة الرئيسية تبقى في مَن سيقبل ان يقايض وهو يرى ما حلً بالعراق !.





#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران – تُنتج الوقود أم تصنع القنابل
- إنهاء الاحتلال لن يتم بقتل المسيحيين
- كتابات مابعد المطران رحو – عودة الى التجارة البائسة
- إستشهاد المطران – كابوس ثقيل أم خبطة في الرأس
- صوته يملأ الافاق يصرخ أين شوكتك ياموت
- طهاة الحكم الذاتي ووجبة البرغل
- ايها المطران الجليل , ألا يكفيهم انهم قتلوك خمسة عشر مرة
- التجربة الكردية – جسيم في داخل صندوق
- هل في قناة عشتار, زوعا والاخرون رِجسُ من عمل الشيطان
- سهل نينوى وجولة الصراع العربي الكردي المرتقب
- فرحة الاكتشاف وخيبة الأمل
- لينين وغبطة الكاردينال وطارق عزيز
- عشتار و جورج منصور وكلمة الوفاء
- المجلس الشعبي والجبهة الوطنية والقومية التقدمية
- فرقد ملكو وحسن فاشل وحديث المشاكل
- الحركة الاشورية والرأي الاخر – حقيقة يجب ان تقال
- زوعا و زهريرا – غلطة الشاطر بألف
- حكومة المالكي – عليل يدًعي إمتلاك بوق الحياة
- المدارس مرة اخرى وفرصة العمل الجماعي الموحد
- التعليم والمدارس وبرنامج السيد سركيس اغاجان


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع بتي حنا - هذا لاعبنا السياسي مِن المأسي جابْ فرخة