أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - ثقافة الخوف














المزيد.....


ثقافة الخوف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 10:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سامحونا إذا قسونا عليكم أحيانا فكم أوجعتم قلوبنا مرات ومرات وليس أحيانا .
سامحونا لأن العمل الثقافي والسياسي يزعجكم وكذلك تزعجنا تصرفاتكم حيال أبنائكم والتي من الواجب عليكم أن تأخذوهم في اللين والدعة .
وسامحونا نبقى نحبكم وتبقون لنا كارهين ومغتاظين من تحركاتنا .

إن ثقافة الخوف في الوطن العربي الكبير ثقافة مصطنعة فإن السلطات العربية تحاصر المثقفين في لقمة الخبز وفي كل شيء وتطلق ضدهم حرب عشوائيه وقصف نفسي عشوائي بري وجوي لكي يصل المثقف في النهاية إلى نقطة يخاف منها من كل شيء فيبدأون توجيهه إلى الله لكي يتخلص من الخوف .
وحين يتجه إلى الله تبدأ لديه مشاعر أي إتجاه سياسي أو ثقافي بالفتور ويبدأ بالإحساس أن كل شيء بعيد عن الله هو كذب وزور وبهتان .

وبهذه الخطوة تكسب الحكومات العربية شرعية بقائها على أوضاعها القديمة وتستمد من سلطة المجتمع وطغيانها طغيانها هي ويتبادلون مع بعضهم البعض أسمى مشاعر الحب والولاء والإنتماء للنظم الإجتماعية والسياسية القديمة .
وتجدهم يقودون مؤسسات إجتماعية قديمة تتغزل غزلا فاحشا ومخجلا بالعادات والتقاليد القديمة .

إن الحقيقة العلمية تثبت أن تصوراتنا عن الثقافة والسياسة والسياسين والمثقفين تثبت لنا ولكم أنكم كارهون لنا ومحبون للجهل والتخلف وغلظة القلب وسوء الأخلاق وسوء النية وإن نوايانا حسنة ونواياكم قبيحة .

إن هنالك ألف يد تمتد لتخنقني وأنا يدي تمتد لتضغط على كبسة النور التي تنور منازلكم وحدائقكم وأسطح منازلكم , ومع ذلك مازلتم تتمنون أن أعيش في الظل والظلام والعبودية لكي تكبر ثم تكبر كروشكم وبطونكم المنتفخة ولكي تتكاثر البهائم من حولكم لتركبوها وتدعون الله شاكرين (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له ....).

لا أريد منكم أن تقدموا لي إعتذارا عن سنين الضياع التي عشتها وأنا ألبس جبتكم الممزقة , فمن سيعوضني أو يعيد يوما واحدا فات من حياتي .
ومن الذي سيعيد لي ولو سنة واحدة ضاعت من عمري ؟

ومن الذي سيعيد لي ليلة واحدة كنت أبكي بها وليس من رفيق أو صديق يمسح بها دمعتي أو دمعاتي الحزينة.
اليوم ليس ككل الأيام اليوم تذكرت به كل الذين أبكوني واليوم شددت الرحيل عن دياركم الغابرة وعن قلوبكم الجافة وعن أفضع أعمالكم اليوم سأعود للحلم الذي عشت به ....للحلم العربي .
ولكنكم ستقفون في طريقي علما أن أحلامي ليست كبيرة فإنني أتمنى أن أقرأ كما كنت دائما وأكتب كما كنت دائما قبل أن أعرفكم وأعرف تزويركم للحقائق بأكاذيب وهمية وباطلة .
إن الثقافة في عموم أرجاء الوطن العربي لا تقل سبة عن سبة الدعارة والثقافة في الوطن العربي هي ثقافة الخوف وهي ثقافة تجعل المثقف يقترب من الله لكي يتخلص من الخوف .
إن ثقافة الخوف تجعل الإنسان أقل قيمة من سابق عهده بنفسه وثقافة الخوف هي شعار المثقفين في عموم أرجاء الوطن العربي والخوف يسكن معدتنا ويسكن بيوتنا وأولادنا ومساجدنا .
الخوف سلطان وحاكم وجلاد وأنتم الحاكم والسلطان والجلاد .
الخوف يلعب مع الأولاد في الشوارع ويسكن مع العشاق في الحدائق ويقف على إشارات المرور ويمر بمرورها .
والخوف من الثقافة في الوطن العربي لا أحد يقدر أن يحميه فأينما جلست في أي زاوية وفتحت موضوعا سياسيا أو ثقافيا تجد الناس تمس لبعضهما (أحسن خلينا إنروح هذا بده يسجنا أو يضيعنا ).
إننا نخاف من ذكر المثقفين والمثقفون تستعمل ضدهم كل أشكال الإرهاب والتعذيب النفسي والجسدي حتى يعودوا عن دينهم الجديد وتجد المثقف في نهاية الأمر تنتصر عليه قوى الخوف والإرهاب ويفر من الثقافة إلى المساجد لكي يتخلص من الخوف المعشش به .

إن معظم المثقفين في الوطن العربي تمارس ضدهم أشكال متعددة من الَإضطهاد النفسي والجسدي وتجد الأجهزة الأمنية تدعي أنها لا تأسر مثقفا ولا تسجنه ولكنها في نفس الوقت تسلط عليه آلاف من الكلاب النابحة من كلابها المخلصة للصاحبها الإقطاعي المدني وتحاصره بلقمة الخبز وتطلق عليه الإشاعات المغرضة حتى يجد نفسه في النهاية مضطر أن يتجه إلى الله لكي يتخلص من عقدة الخوف .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحية سقراط
- الجمل والصهيونية
- المسيح الإنسان
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3
- هكذا رأيتك في منامي
- الطلاق1
- أقلام النت
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - ثقافة الخوف