ستكسو وجهها الحمرة
الطفلة التي تقع على الأرض لمرة ليست الأولى كما تشعر
الطريق الثانية تنفض غبار ركبتيها
عربة ستقف
ليغسل الشرطي تعب نعليه
نافورة كانت بئرا
يحاذر الأطفال أن يدلوا رؤوسهم من فوهتها
تخرج العيون من منتصف قعرها
لترى كل شيء أصفر وغريبا
هرم هذا الفرن كثيرا
يتمتم الشحاذ
تلوي أذنها المرأة التي تبتاع كل يوم خمسة أرغفة
طفلان وجه أحدهما يلمع
فاترينة الكافتريا المجاورة هي التي تلحس لعاب الولد الآخر
هذه الجلبة والغبار
لمبنى انهدم أو سينهدم بعد قليل
النوافذ والأبواب وأخشاب السقوف
لا تسمّى سرقةً عادةُ جمع الأنقاض
صاحب هذه السيارة واقف
الزمامير تثبته في الناصية
ريثما ينتهي أحدهم من العبور
ستتكدس الإشارات الحمراء في فم الولد
ليبصق بها في الإشارة الثانية
سرب حقائبَ مدرسية
تحت آباط بدأ فوحانها يفضح الطريق..
ستتخبأ، أو ستحمل هذه الحقائبَ آباطٌ برائحة مذكرة
عصير يندلق من يد رجل يعابث جنبيته[1]
بعد قليل يصب لعناته على مرأة الناصية التي استنزفت عصيره
النساء لا يجلسن إلا
تحت شجرة الزقوم
أحدهم يدفع بها من ظهرها
لكنها تترنح وتجلس تحت جذع الطلحة
عربة خضروات تندس بين وركي ولد يركض
الولد الآخر مسموم بالفتارين التي أصبحت كلها شطيرة جبن
خردوات.. ألسنة لهيب تلتلهم شريحة من الفضة
مكبرات صوت فوق عربة مقلوبة
أكوام طلاءات جافة ومطموسة
قضم بازلت.. مكعبات ودوائر هواء منخور في قلب الآجر
شمسيات لم يتبق منها إلا مكبس الزرار الذي يطلقها فلا تنطلق وإلا قضبان حديد متباعدة ومعقوفة
شمس مكسورة عند أقدام الإسفلت
ستكسو وجهها الحمرة
تنفض عن سرتها غبار المرات الأولى
البنت التي تقع للتو
*****************
* هاديس العالم السفلي أو الجحيم عند قدامى الإغريق.
[1] الجنبية: خنجر بمقبض وغمد مزخرفين يثبت بحزام مذهب ويربط حول خاصرة الرجل اليمني.