|
حكايات من مدينة الاسرار
عبد المنعم عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 03:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هيئة الآثار المصرية تسرق مفتاح مقبرة الملك سيتى قصة الشيخ على عبدالرسول مع السرداب الملكى كتب عبدالمنعم عبدالعظيم هنا لاتستطيع إلا أن تسجد فى محراب التاريخ حيث مدينة الذهب والطلاسم 00مدينة الملوك والموت والبعث حيث الفناء برهبته والصمت بوحشته والعالم الأخر بغموضه فى أشهر قرية فى العالم بل فى التاريخ متحف الخلود القرنة من على البعد يطالعنا تمثالا ممنون حراس الأرض تكاد تسمع أصوات الموسيقى المقدسة تصدح هنا فوق كل شبر قصة ربما يمتد عمرها فى أغوار الزمن ألاف السنين وفى كل ناحية حكاية هنا وهنا فقط تستطيع أن تشاهد فراعنة مصر أحياء يتحركون ويعملون ويمارسون مهنهم التاريخية التى توارثوها جيلا بعد جيل بعد ان خبروا أسرارها فى مدرسة الفطرة00 هنا يعيش الناس على التاريخ والتراث ومصدر رزقهم أيضا من التاريخ يجذبنى عبق الماضى التليد الى القرنة كان بودى ان أبدء من قرية القرنة الجديدة التحفة المعمارية لشيخ المهندسين المصريين حسن فتحى فى مشروعة الحضارى عمارة الفقراء التىصارت مثلا معماريا يحتذى ولكنها الآن ركام من العلب الإسمنتية تراث يتبدد وليتهم يحافظون على البقية المتبقية منه وعلى الطريق المزدان بأوراق وزهور البردى والنخيل والخضرة التى تتضاءل كلما اقتربنا من قرية القرنة القديمة فى أحضان الجبل الشامخ والتى استطاع الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الاعلى للاقصر تهجير أهلها الى قرية حديثة بعد أن عاشوا دهورا فوق رفات الأجداد يمارسون النبش فى أسرار الماضى ندلف الى فندق المرسم ذلك البناء الريفى المتواضع الذى بناة الشيخ على عبدالرسول الرجل الذى عاش يحلم بكشف سرداب مقبرة الملك سيتى وحمل مفتاحها يطرق به على أبواب الروتين والتعقيدات الإدارية وظل صامدا أمام الباب الملكى حتى مات كمدا بعد ان سلم مفتاح الكنز لابنه الوحيد سيد عبد الرسول الذى حمله على كاهله الواهن فحمل أمانة تنوء بحملها أحجار المعابد الضخمة فى فندق المرسم الذى كان ملتقى فنانى مصر والذى كان يستقبل الراغبين فى الدراسات العليا فى مدرسة الفطرة وكنوز الفن المصرى الأصيل والعريق والطبيعة الخلابة منذ انشىء عام 1945 حتى اغلق أبوابه أمام فنانى مصر عام ا967كان لقائى مع سيد عبدالرسول ابن ذلك الفرعون الشامخ على عبد الرسول حامل مفتاح الكنز واحد اثنين كانت قضيتهما الأثرية ملىء الأسماع استليوا الجرسون اليونانى السكندرى الذى كان مجنونا بالبحث عن مقبرة الاسكندر الأكبر بالاسكندرية وعلى عبد الرسول الذى ظل يحلم بتحقيق أول كشف أثرى على يد مصرى وعلى نفقته 0 ذلك الكنز الذى هداة الية والده محمد عبد الرسول الذى عمل مقاولا للحفر فى هذه المقبرة التى اكتشفها المغامر الايطالي باتيستا جوفيانى بلزونى الذى جاء للبحث عن منابع النيل وشدته مقابر وادي الملوك بالأقصر وظل يمارس مغامراته فى الجبل الذى كان نهبا للمغامرين والأفاقين ولصوص الآثار واستطاع أن يعيد حفر مقبرة الملك سيتى الأول بمساعدة الشيخ محمد عبد الرسول وحدث أثناء الحفر عندما كان العمال ينقلون الحجارة من السرداب الداخلى لفت نظر الشيخ محمد عبدالرسول درجات السلم التى تؤدى الى داخل مجرى عرف بحكم خبرته الأثرية فى المقابر انها باب الدخول الى حجرة الكنز الملكى وأدرك انه توصل الى سر الكنز فأعاد وعماله ردم السرداب وعندما جاء بلزونى أطفئوا السراج واثأروا الغبار وأحاطوا بتابوت مرمرى وسط المقبرة واقنع محمد عبد الرسول بلزونى ان هذا أقصى ما توصل اليه بحثهم فى المقبرة فحمل بلزونى التابوت الذى باعه بعد ذلك وظل محمد عبدا لرسول يحتفظ بسر سرداب الكنز الملكى حتى توفاه الله ولم يفض به إلا الى نجله الشيخ على عبد الرسول عقب ثورة يوليو 1952 تقدم الشيخ على عبد الرسول بطلب الى مصلحة الآثار للتصريح له بكشف السرداب وتشكلت لجنة برئاسة الاثرى أنور شكرى لدراسة الطلب وتم التصريح له بالحفر وبدء الحفر فعلا عام 1961 وبعد عشرون يوما من الحفر وصل الشيخ على عبد الرسول الى درجات السلم و الواجهة المبنية من الجير والجبس فى السرداب ووقف أمام الباب الملكى وتأكد الاكتشاف وهنا صدر الأمر بإيقاف العمل وإعادة ردم السرداب بحجة أن المصلحة ليس بها مهندسين لانشغال المهندسين بمشروع إنقاذ أثار النوبة أيامها وبدأت رحلة نضال الشيخ على مع مصلحة الآثار وانهكتة تلال الإجراءات الروتينية والعراقيل التى وضعوها أمامه وظل يصرخ فى الصحف المصرية والعالمية وكلما زاد إصرارا زادت المصلحة تعنتا حتى لاقى ربه عام 1988 بعد أن أوصى ابنه الوحيد سيد بالاستمرار وكان عمره أيامها 16 عاما وكما توقع الشيخ بدوى عبدالرسول ابن عم الشيخ على ان الكشف سيظهر بعد ان ينسى الناس قصة الشيخ على عبد الرسول فاجأتنا هيئة الآثار بقيام بعثة من شياب الاثريين المصريين بحفر سرداب الملك سيتى حيث أعلن فاروق حسنى وزير الثقافة كشف تمثال أوشابتى من عصر الأسرة 19 وخرطوش للملك سيتى الأول ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة (1314-1304ق.م) وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية التى تقوم بها البعثة المصرية داخل الممر الموجود بمقبرة سيتى الأول بوادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر. وصرح الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار رئيس البعثة المصرية الخميس بأن عمل البعثة هو الأول من نوعه بالبر الغربى حيث كان قاصرا على البعثات الأجنبية التى كانت مسيطرة على أعمال التنقيب الأثرى داخل وادى الملوك وأوضح د/حواس أن أعمال التنظيف الأثرى أسفرت عن إكتشاف عدد من الأوانى الفخارية ونقوش كانت قد سقطت من حوائط المقبرة بعد إكتشافها. وأضاف أن أعمال التنقيب الأثرى أوضحت أن طول الممر يصل إلى 136 مترا وليس مائة متر كما ذكر مكتشف المقبرة عالم الآثار بلزونى وما زالت أعمال الحفائر مستمرة داخل الممر ونقل الأتربة والرمال والأحجار الموجودة به وفحصها لمعرفة الأسرار التى يمكن أن يحتويها ممر مقبرة الملك سيتى الأول. وأشار الدكتور زاهى حواس الى إن الأعمال الجارية بمقبرة سيتى الأول تجيء بعد الإنتهاء من الدراسات العلمية التى قام بها أساتذة متخصصون فى الجيولوجيا والتى أكدت أن حالة المقبرة تسمح بإزالة الأتربة والرمال. الى هنا انتهى تصريح الدكتور زاهى حواس رئيس هيئة الآثار الذى تناسى قصة الشيخ على عبد الرسول وحكايته الطويلة مع مقبرة الملك سيتى منذ أهداه سرها والده محمد عبد الرسول وتاريخ الكشف لينسبه الى هيئة الاثار نفس الهيئة التى أوقفت الشيخ على عبد الرسول عن الحفر بدعوى ان هناك اسباب فنية تحول دون استمراره وان الكشف محتمل وغير مؤكد ويعتمد على الرواية الشفهية لا على أساس علمى كما قال لى منذ سنوات الأستاذ حشمت اديب مدير عام التوثيق الاثرى بمصلحة الآثار أيامها وكنت اعد تحقيقا عن المقبرة نشرته بجريدة الأقصر وعنما تصورت مصلحة الاثار ان الناس نسيت حكاية الشيخ على عبدالرسول وجهوده فى كشف المقبرة خرج المشروع من جديد ليحمل شرف اكتشافه هيئة الآثار المصرية ورحم الله حمار الشيخ عبدا لموجود الذى أهدى الدكتور حواس كشف وادي الموميات الذهبية بالواحات اذا كانت ذاكرة هيئة الآثار تناست هذه الجهود هل تنسى ذاكرة التاريخ...
#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجميلة تتهادى من جديد فى وادى الجمال
-
الحزب الوطنى وانتخابات المجالس المحلية
-
ماكس ميشيل وكنيسته الى اين
-
3مارس الطريق الى نجع البارود
-
حمار الشيخ عبدالموجود
-
دعوة لعيد الكراهية
-
الملك فاروق بين ملكتين
-
الشاعر الاسمر حسن طلب
-
الابنودى وبنى هلال
-
الحمد لله الذى كفلها زكريا
-
من ملف مرسم الأقصر
-
التراث الشعبى جزء من تراث الفراعنة
-
توت عنخ آمون وحارسه الأنجليزى ريتشارد
-
حكاية الموميات الملكية
-
بمناسبة احتفال شعراء مصر بعيد ميلاده السبعين التاريخ موعدنا
...
-
فى بيت الامة بالاقصر ذ كريات هذا الرجل توفيق اندراوس بطل ثور
...
-
فيثاغورس يستقي نظريته من عُقد الحبال
-
صفحات من تاريخ أحمد عبود باشا أحد أعمدة الأقتصاد المصرى فى ا
...
-
مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون
-
باحث يكشف الأكذوبة التى عاشت فى ضمير الشعب المصرى عبر مئات ا
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|