أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجاح محمد علي - جنازة المالكي!















المزيد.....

جنازة المالكي!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 10:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ربما كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غاضبا من بعض القنوات الفضائية بسبب تغطيتها للحملة العسكرية التي قادها لتصفية عصابات الجريمة وفِـرق الموت، التي تعبث بالبصرة، المدينة الجميلة الحالمة بالشعر والأدب، والمبتسمة على الدوام رغم الجراح،غير أحدا لا يستطيع التكهّـن بشعور المالكي وهو يُـشاهد صورا عن تشييع"جنازة"له في أحد أحياء بغداد، حملها أنصار التيار الصدري الذين أعلنوا وفاته السياسية بسبب تلك العملية، وهدّدوا بإسقاطه من الحكومة وحجْـب الثقة عنه تمهيدا –ربما –لـ"تدبير"محكمة جنائية له، على غِـرار المحكمة الشهيرة التي قضت بإعدام الرئيس السابق صدام حسين.

فالمالكي، الذي أراد أن يتعامل مع أحداث البصرة كرجل دولة وليس مرشّـحا عن الائتلاف العراقي وأظهر خلال أزمة البصرة،"عينَـه الحمراء"، حتى لمُـمثل حزبه حزب الدعوة الإسلامية في البصرة، وجّـه انتقادا شديدا لإحدى القنوات الفضائية العراقية كانت في السابق تُـهاجم التيار الصّـدري وتحُـض على"قتله"، لكنها انحازت له وأعلنت الحرب الإعلامية -ومن العيار الثقيل - على الحكومة وعلى المالكي بشكل خاص.

المالكي شاهد تلك الصُـوّر عن"جنازته"واستمع إلى الشعارات التي ندّدت به ووصفته بالديكتاتور، غير أنه لم يكترِث لها، لأنه جاء إلى البصرة ومعه سلَّـة من الأهداف، كان عليه أن يُـحققها ليضمن إعادة هيبة الدولة التي كانت مفقودة تماما في البصرة، وليبسط سلطة الدولة المركزية في المدينة، التي ينشط فيها أكثر من 28حزبا سياسيا، معظمها يملك ميليشيات ومسلحين... قبل، لأن يفلت العقال.

لكن المالكي وقع في المحظور أو أنه استدرج إلى فخّ قتال التيار الصدري وحده، من دون الأحزاب التي تملك ميليشيات، عندما استخدم القوات الحكومية، التي استقدمها من خارج البصرة، في قمع الصدريين في حرب حقيقية داخل المدينة وأحياءها، بما أوقع مئات القتلى والجرحى من بين المدنيين، وغطى منظر الدّماء وأشلاء الأطفال والجُـثث التي دُفِـنت تحت أنقاض المنازل التي سحقتها الطائرات الأمريكية، التي دعمت"صولة الفرسان"، على سلة أهداف المالكي"النبيلة"، الأمر الذي شجَّـع قادة في التيار الصدري على المقارنة بين المالكي ورئيس النظام العراقي السابق صدّام، خصوصا وأن"صولة الفرسان"نفَّـذها وخطَّـط لها كِـبار الضباط العراقيين، ممَّـن خدموا في الجيش العراقي السابق، وبعضهم ساهَـم في قمع انتفاضة الجنوب العراقي عام 1991.

"صولة الفرسان"
وإذا كان المالكي وقَّـع على تنفيذ إعدام صدّام، الذي أدانته محكمة الجنايات بقتل 148عراقيا وتم بالفعل تنفيذ حُـكم الإعدام بصدام لتلك التهمة فقط، فإن خصومه الجُـدد وحلفاءه السابقين - الصدريين - ومعهم أعداء المالكي التقليديون، يأخذون عليه أنه استخدم القوة المفرطة في أحداث البصرة، ولم يستثن المدنيين، كما حصل في كربلاء والديوانية ومُـدن أخرى.

لقد فشلت القوات الحكومية بكل عدّتها وعددها في تحقيق أي هدف من أهداف حملة المالكي العسكرية على البصرة، خصوصا نزع سلاح الميليشيات واعتقال المطلوبين في جرائم القتل والخطف، وكسر شوكة حِـيتان النفط ومهرّبي المشتقات النفطية، قبل أن تتدخل إيران لصالح المالكي وأقنعت السيد مقتدى الصدر بقبول هُـدنة بموجبها يعود المالكي إلى بغداد، ويسحب التيار الصدري جميع المسلحين التابعين له من الشوارع والمناطق التي كانوا يحكمون قبضتهم عليها طوال أيام"صولة الفرسان".

ويرى الكثير من البصريين أن المالكي دمَّـر البصرة ولم يُـحقق ما أراد، وأن مقتدى الصدر ساعده، بل أنقذه بموافقته على الهدنة، وعلى اعتقال لائحة بـ 200مطلوبا، بينهم شخصيات محسوبة على التيار الصدري.

وبالفعل، شنَّـت القوات العراقية خاصة مدعومة من قِـبل قوات أمريكية -تسمى القوة القذرة -وبُعيد مغادرة المالكي البصرة، حملة اعتقالات استهدفت أمين عام حزب"ثأر الله"الإسلامي سيد يوسف الموسوي وأشقائه وبعض أقربائه وحمايته، كما اعتقل عدد من أفراد البيوتات المُـسيطرة على تهريب النفط وسيارات"البطة"، التي يتِـم بها تنفيذ الاغتيالات، ونقلت مصادر أن أسماء نافذة في السلطة المحلية في البصرة، موجودة في لائحة المالكي.

هشاشة الأجهزة الأمنية:
وبشكل عام يُنظر إلى حملة المالكي في البصرة، وقد اتّـسعت إلى بغداد ومدن أخرى في جنوب العراق، على أنها أكثر من مجرّد قتال بين القوات الحكومية ومسلحي جيش المهدي، ومَـن وصفهم المالكي وإعلام السلطة، بالخارجين على القانون، لأنها -وكما قال الرئيس الأمريكي - نقطة تحَـوُّل في تاريخ العراق الحُـر واختبارا لقيادة المالكي (!)..

وفي هذا الواقع، يُـدرك رئيس الوزراء العراقي أنه سيدفع ثمناً سياسياً باهظاً، إذا هدأت أصوات الرصاص وعاد إلى بغداد من دون أن يُـلقي القبض على الرؤوس التي صدرت بحقها مذكرات اعتقال كثيرة، ولم يتخلَّـص من أسلحة جيش المهدي الثقيلة، خصوصا وأنه حوَّل القتال إلى"اختبار شخصي"وسافر إلى البصرة ليُـشرف بنفسه على العملية العسكرية.

وقد كشفت الحملة العسكرية التي شنتها القوات العراقية في البصرة، عن هشاشة الأجهزة الأمنية في ضبط الأمن في مدينة تكثُـر فيها الأحزاب وتتعقّد فيها المعادلات العشائرية، وتشهد تدخلات إقليمية ودولية على نطاق واسع.

وكانت قيادة عمليات البصرة قد استعانت بقوات من خارج المدينة، تمّ نشرها في الأماكن والساحات العامة قبل بدء حملة"صولة الفرسان"، وعُقدت اجتماعات ولقاءات عدّة لإسناد فرض القانون، حضرها قائد العمليات وشاركت فيها أحزاب متَّـهمة بأنها تملك فِـرق موت وميليشيات مسلحة.

القيادات الأمنية في البصرة كانت كشفت آنذاك، أن الشرطة وأجهزة الاستخبارات في البصرة مخترقةٌ تماما من الميليشيات، وأن الحاجة تظل ملِـحة لإعادة هيكلتها، وتمَّ فعلاً نقل بضعة آلاف من الشرطيين إلى خارج البصرة، قبل أن تبدأ الحملة.

"محرقة البصرة"

العملية التي لم تُـحقق الكثير من أهدافها المُـعلنة، ولاسيما نزعُ أسلحة الميليشيات، لا تزال متواصلة ربَّـما لرفع العتب بعدما أظهرت مواجهات الأيام الأخيرة قُـدرة المسلحين الصدريين على التسلُّـل إلى القوات العراقية نفسها التي تقاتلهم، وتفكيك ولاء عدد من أفراد الشرطة والجيش، والتحول إلى صفِّـه في القتال.

ليس هذا فحسب، فقد سجَّـلت حالات قتال عدة سمَّـاها بعض الجنود المستسلمين لجيش المهدي بأنها سوء إدارة وعدم تكافؤ، جعلا معركة البصرة"محرقة"للقوات الحكومية.

وإذ أصدرت وزارتا الداخلية والدفاع مذكرات بطردهم، أكد مئات من الذين استسلموا أنهم لم يُزوّدوا أسلحة ً مناسبة، وأنه تم إلقاؤهم في أَتُـون معركة خاسرة في مدينة لا يعرفون الكثير من تعقيداتها ومعادلاتها.

ويشعر الكثير من الجنود الذين أحضروا من خارج البصرة، أن قياداتهم خدعتهم عندما جاءت بهم وأبلغتهم أن مهمَّـتهم تنحصر في الانتشار في الشوارع واحتجاز السيارات المظللة وغير المرقمة التي يرمز إليها باسم"البطة"..

خرقٌ كهذا في حملة البصرة، حدثت حالات منه في مواجهات بغداد ومُـدن عراقية أخرى، ويمكن أن يتكرّر في العملية الموعودة في الموصل، التي كَـثُـر الحديث عنها، قبل البصرة.

فهل يُـبرر كل ذلك ما يردِّده البعض عن أن العراقيين لم يصِـلوا بعدُ إلى مرحلة البلوغ الأمني، بعدما أرجأت بريطانيا تخفيض قواتها في البصرة؟



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاحيو ايران بروفة رئاسية!
- ثورة ايران ..أنصارها يتآكلون!
- مهمة خاصة:البصرة.. الأمن المفقود!
- دبي العراقية ...ولكن!
- مهمة: من يحكم البصرة؟
- عراق 2007:رضا نسبي عمّا مضى ..في انتظار ما سيأتي
- مرتزقة -بلاك ووتر- !
- أكبر شاه رفسنجاني !؟
- تغيير المالكي!
- العراق وحلول ماقبل المربع الأول !
- -كتيبة هوار- تعيد شيئا من البسمة إلى شفاه العراقيين
- أفراح هوار!
- حكومة ظل ..أمريكية في العراق!
- إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!
- ماذا تبقى لنوري المالكي؟
- ماذا تبقى لحكومة المالكي؟!
- الى البعثيين وأنصارهم: بل الذين كفروا يكذبون!
- مقال أثار غضب البعثيين!
- المأزق السياسي في العراق.. وماذا بعد؟!
- المالكي وايران!


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجاح محمد علي - جنازة المالكي!