طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
على حين غفلة وبدون سابق انذار قرر السيد نوري المالكي القضاء على عصابات وصفها
بالتخريبية للاقتصاد وتهريب المخدرات والنفط يجب ايقاف نشاطاتها وارجاع الامن الى البصرة
وتخليصها من جبروت واجرام هذه العصابات ,التي تقوم بالذبح والقتل بالاضافة الى التخريب
الاقتصادي ,لقد كانت عبارات السيد المالكي فيها بعضا من الحقيقة وكان الواجب ان يسمي
الامور والعصابات باسمائها والظاهر بانه استعمل تاكتيكا ليضرب جماعة السيد مقتدى الصدر
ويستغل عامل المباغتة حيث تكون اقساما كبيرة لا تعتبر نفسها مقصودة ولا تشارك مباشرة
في المعارك الطاحنة التي اضطرت الجيش العراقي في البصرة الى الانسحاب وتبديل خططه العسكرية كما صرح السيد وزير الدفاع ,لو كانت هذه هي الحقيقة لاستطاع السيد المالكي كسب ابناء الشعب العراقي
باجمعه ,اذ ان البصرة تم تقاسمها بين ميليشيات مختلفة ,منها الفضيلة ومنظمة بدر ,وجيش المهدي
بالاضافة الى عصابات اخرى استقرت في البصرة بعد ان جفف المقبور صدام حسين الاهوار ولم ترجع
بعد ذلك ,لانها غيرت من طريقة معيشتها واصبح كسب الفلوس والدولارات اقل مشقة من السابق
وقد كان الشعب العراقي هو الخاسر الاكبر في هذه الحرب وتم تنفيذ مقولة خراب البصرة من جديد
المفروض في اتخاذ القرارات المفصلية الحاسمة التي بامكانها تغيير خارطة العلاقات الاجتماعية ومراكز
القوى ان تكون قد جاءت نتيجة دراسة مستفيضة مع جميع الكتل والاحزاب والشخصيات الاجتماعية
والمرجعيات الدينية ,ومحاولة ايجاد الحلول السلمية وتجنيب البلاد خطر اندلاع حرب اهلية الخاسر
الاول فيها الشعب العراقي ,فبالرغم من التضحيات في الارواح والممتلكات الكبيرة جدا لا تزال الامور
بغير حل ,ولا زالت الميليشيات جاثمة على رقاب الناس , المعروف بان الخطوة هذه جاءت متاخرة
جدا , ثانيا كانت متحيزة لجانب ضد جانب أخر وبصراحة مع بدر ضد السيد مقتدى الصدر ,ثم ان
الحكومة ضعيفة جدا لانها مشغولة بمكافحة الفساد الذي يجثم في مواقع القيادة ,احدى هذه المشاكل
هي صفقات الاسلحة في صربيا ,التي كلفت المليارات من الدولارات ولم يكن يعلم بها السيد رئيس
اركان الجيش بابكر زيباري ,ولم يسال في احتياجات الجيش ,ولم يحضر المفاوضات او يبعث بمندوب عنه
بالعكس فقد دار المفاوضات اناس لا علاقة لهم بالشؤون العسكرية , اذا ارادت الحكومة ان تحارب الارهاب
فيجب ان ترفه عن الشعب ,بتوفير المياه الصالحة والكهرباء ,اذ ان عمليات الارهاب بدات تمتص نقمة
الناس المستائين من الاوضاع السائدة ,اطلاق سراح الابرياء من التوقيف والسجون حالا ,ضرب المفسدين
على ايديهم والقيام بالسهر على اموال الصالح العام فالمال السائب يغري النفوس الضعيفة والا سوف تستمر
شلالات الدماء ويخلو الوطن من هنوده الحمر وتاتي بلا ريب اقوام اخرى لتحل مكاننا ...
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟